الشارع المغاربي: اعتبر السياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي اليوم الخميس 24 جوان 2021 أنّ النظام السياسي الحالي لم يعد قادرا على العمل وأنّ الصراع الرأسي بين مؤسسات الدولة وصل حتى إلى الخارج مبرزا أنّ الاشكال ليس في رئيس الجمهورية وإنّما في اطار معين، مستشهدا بالصراعات بين السلطتين التنفيذيتين منذ سنة 2011.

وقال الشابي خلال حضوره ببرنامج “الماتينال ” على اذاعة “شمس أف أم” اليوم “لم يعد بامكان النظام السياسي العمل..هناك صراع رأسي بين مؤسسات الدولة وصل حتى للخارج ..يعطلون بعضهم البعض فما بالك بتسيير أمور البلاد واعطاء الاولوية للجائحة الصحية مثلا وبالتالي دون حل المشكل السياسي ..من علامات الازمة عدم الاستقرار الحكومي منذ 2019 الى الآن ومصير هذه الحكومة الحالية مجهول وبالتالي دون ترتيب البيت سياسيا يصعب على البلاد مواجهة ازمة مثل كورونا أو الأزمة المالية بلا قيادة”.

واضاف “المشكل ليس في رئيس الجمهورية ..هو لديه مقاربة خاصة وتصرف يتجاوز صلاحياته ويعمل على تعطيل المؤسسات والبرلمان ..مثلا المحكمة الدستورية تمّ اقرارها في مرحلة ثانية ومن غير المقبول منطقيا ودستوريا وقانونية ألاّ يتم الامضاء على تنقيحات هذه المحكمة وعطّل أيضا تشكيل الحكومة ولديه شروط …كلّ هذا حقيقة لكنه يأتي في اطار جاء سنة 2011 وهو تقسيم السلطة التنفيذية الى رأسين ..الى رئيس حكومة ورئيس جمهورية وهناك بدأ التجاذب والصراع منذ فترة المرزوقي ومعركته مع حمادي الجبالي والمهدي جمعة وعلي العريض ثمّ جاء الباجي قائد السبسي وحدثت خصومته مع يوسف الشاهد وحدث الشلل ثمّ الآن الشلل بين هشام المشيشي وقيس سعيد وبالتالي هناك اشكال مزمن سابق للرئيس ومن غير الممكن ان تتقدم تونس دون حل هذا الاشكال”.

ودعا الشابي الى تغيير النظام السياسي عبر اختيار “اما نظام برلماني أو نظام رئاسي يقوم على الفصل بين السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ” مضيفا ” اذا حصل ذلك فسوف نحقق استقرارا حكوميا وينتهي الصراع بين الأحزاب  داخل البرلمان”.

وعن الازمة الصحية التي تشهدها البلاد قال الشابي “اليوم مستشفى الرابطة لم يعد بامكانه تقبل الوفيات والوضعية في عديد الولايات وخاصة منها القيروان تبعث على الذعر ..عدد الاصابات والوفيات في تصاعد بالاضافة الى نسبة الاصابات ومستوى التلقيح والتجهيزات والاوكسيجين ضعيفة وبكل صراحة هناك اخفاق في السياسة الحكومية التي لم تعط الاولوية في الوقت اللازم “.

وتابع “وبالطبع للاضطراب السياسي وعدم الاستقرار الحكومي دور في ذلك ولكن هذا لا يعد مبررا خاصة ان هناك سلالات جديدة هندية وبرازيلية بصدد الانتشار ..حقيقة نرجو الا يقع تسونامي ولكننا على ابوابه”.