الشارع المغاربي-وكالات: كشفت مصادر ديبلوماسية اليوم الاربعاء 7 جويلية 2021 ان تونس قدّمت لشركائها الـ14 في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار يدعو “أديس أبابا” إلى التوقّف عن ملء خزانّ سدّ النهضة الضخم الذي بنته أثيوبيا على نهر النيل الأزرق والذي يثير نزاعاً بينها وبين دولتي المصبّ مصر والسودان.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية “فرانس براس” عن المصادر تأكيدها ان مشروع القرار ينص على “طلب مجلس الأمن من كلّ من مصر وإثيوبيا والسودان استئناف مفاوضاتها بناء على طلب كلّ من رئيس الاتّحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتّحدة والتوصل إلى نصّ اتفاقية ملزمة لملء السدّ وإدارته في غضون ستّة أشهر “.
وأضافت ان المشروع “ينص على ضرورة ان تضمن الاتفاقية قدرة إثيوبيا على إنتاج الطاقة الكهرمائية من سدّ النهضة شريطة الا تلحق أضرارا كبيرة بالأمن المائي لدولتي المصبّ”.
وأشارت المصادر الى ان المشروع ينص كذلك على “دعوة الدول الثلاث إلى الامتناع عن أي إعلان أو إجراء من المحتمل أن يعرّض عملية التفاوض للخطر” والى انه “يحضّ في الوقت نفسه إثيوبيا على الامتناع عن الاستمرار من جانب واحد في ملء خزان سدّ النهضة”.
وأكدت ان تونس العضو غير الدائم في مجلس الأمن طلبت عقد اجتماع علني طارئ للمجلس يوم غد الخميس لبحث هذه المسألة.
وكانت مصر قد أكدت مساء الإثنين إنّ أثيوبيا أبلغتها رسمياً بدء المرحلة الثانية من ملء بحيرة سدّ النهضة، معربة عن رفضها القاطع لهذا الإجراء.
من جانبها أكدت الخرطوم يوم أمس الثلاثاء أنّها أبلغت من أديس أبابا بنفس الإخطار .
ومنذ عام 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للتوصل إلى اتّفاق حول ملء وتشغيل سدّ النهضة الذي بنته أديس أبابا ليصبح أكبر مصدر لتوليد الطاقة الكهرمائية في إفريقيا بقدرة متوقعة تصل إلى 6500 ميغاواط.
وفي مارس 2015، وقّع رئيسا مصر والسودان ورئيس وزراء إثيوبيا في الخرطوم اتفاق إعلان مبادئ الهدف منه تجاوز الخلافات.
ورغم حضّ مصر والسودان إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السدّ حتى التوصّل إلى اتّفاق شامل، أعلنت أديس أبابا في 21 جويلية 2020 أنها أنجزت المرحلة الأولى من ملء الخزان البالغة سعته 4,9 مليارات متر مكعب، مشيرة إلى أنّ هذه المرحلة تسمح باختبار أول مضخّتين في السدّ.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد حذّر في نهاية مارس 2020 من المساس بمياه مصر، قائلاً بلهجة حازمة “نحن لا نهدّد أحداً ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر (..) وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيّلها أحد”.
يذكر ان رئيس الجمهورية قيس سعيّد كان قد أعرب خلال زيارته الى مصر عن رفض تونس المساس بالأمن المائي لمصر.