الشارع المغاربي: اكد توفيق بكار اخر محافظ للبنك المركزي في عهد الرئيس السابق زين العابدين بن علي اليوم السبت 10 جويلية 2021 ان تونس خسرت في العشرية الاخيرة بين 7 و8 درجات حسب وكالات التصنيف السيادي الدولية معتبرا ان تونس بلغت حد تسجيل “ارقام قياسية حزينة” على مستوى ترتيبها ضمن التقارير والمنتديات العالمية التي تعكس صورتها في العالم.
واشار بكار في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فايسبوك الى ان ترتيب تونس من قبل المنتدى الاقتصادي الدولي “دافوس” تراجع من المرتبة 32 الى المرتبة 92 من سنة 2010 الى سنة 2015 مشيرا الى ان التدهور المقدر بـ60 مرتبة يعتبر الاكبر والى انه لم يسبق ان تم تسجيله منذ نشر اول تقرير للمنتدى في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي معتبرا ان التدهور جدير بكتاب غينيس للارقام القياسية.
وابرز في تعليق له على تخفيض ترقيم تونس السيادي من “ب” الى “ب سلبي” مع افاق سلبية من قبل وكالة الترقيم “فيتش رايتنغ ” ان تونس احتفلت قبل 15 سنة تقريبا وتحديدا خلال شهر ماي من سنة 2007 بالمرور الى مرتبة “-أ “مع افاق مستقرة من قبل وكالة التصنيف اليابانية R&I وانها دعمت بذلك المنحى التصاعدي المستمر لترتيبها منذ خضوعها لاول مرة للتقييم السيادي سنة 1994 مشيرا الى ان ذلك جاء رغم ان وكالات التصنيف كانت قد دأبت على توجيه انتقادات لتونس بسبب ضعف الانفتاح السياسي ومركزة سلطة القرار.
واكد ان العديد كانوا يأملون في ان يساهم الانتقال الديمقراطي سنة 2011 في تحسين ترتيب تونس السيادي بصفة معتبرة وان تكون مقبوليتها افضل لدى العالم مشددا على ان ذلك لم يحصل.
ولفت بكار الى انه على العكس من ذلك ما فتىء ترقيم تونس السيادي يتراجع على امتداد السنوات العشر الاخيرة والى ان ذلك حصل دون اي رد فعل يذكر من قبل السلطات الى جانب الخطا الفادح باقصاء وكالة التصنيف المرموقة “ستندار اند بورز” من قائمة الوكالات المهيأة لتقييم البلاد .
واعتبر ان ذلك خطأ استراتيجي وانه لم ياخذ بعين الاعتبار انه كان بامكان الوكالة اتخاذ المبادرة وتقديم تقييم لتونس من شأنه ان يعطي رسالة قوية للاسواق العالمية وللملاحظين حول انعدام الجراة والشفافية لمواجهة المشاكل الحقيقية للبلاد من خلال برنامج اصلاح في مستوى التحديات.
واضاف ان تونس خسرت تبعا لذلك في ظرف 10 سنوات بين 7 و8 درجات حسب وكالات التصنيف العالمية.
وذكر بكار بانه سبق له ان اقترح في اكثر من مناسبة سواء ضمن منشورات مركز الدراسات او ضمن كتابه ” المرآة والافاق.. حلم تونس” استراتيجية مصحوبة بتوجهات ملموسة لتحسين ترتيب تونس واستعادة تصنيف يليق بها لافتا الى انها كانت دائما ضمن البلدان الاوائل في افريقيا والى ان السلطات لم تبد للاسف اكتراثا بشقاء البلاد وشعبها.
