الشارع المغاربي: اعتبر عياض ابن عاشور استاذ القانون الدستوري اليوم الاثنين 26 جويلية 2021 ان ما حدث بالامس والقرارات التي اعلن عنها رئيس الجمهورية قيس سعيد انقلاب على الدستور باتم معنى الكلمة لعدم توفر الشروط الجوهرية والشكلية لتطبيق الفصل 80 من الدستور.
وذكر بن عاشور في حوار له على اذاعة “شمس اف ام ” بانه كان قد تعرض لمسألة تفعيل الفصل 80 من الدستور منذ اشهر وبانه كان قد اكد ان اللجوء للفصل 80 لا معنى له وبانه يخالف تماما مقتضيات الدستور.
واعتبر ان الامر حصل بتدرج وانه “كان يعبّر على ما يبدو عن مخطط لايقاف الدستور والانقلاب عليه” مشيرا الى انه سبق لرئيس الجمهورية رفض تسمية الوزراء الجدد ورفض اداءهم القسم وايضا رفض ختم القانون المتعلق بالمحكمة الدستورية لافتا الى ان كل ذلك مخالف للدستور.
واوضح ان الفصل 80 من الدستور تضمن شروطا جوهرية واخرى شكلية وان الشروط الجوهرية هي تلك التي نص عليها في طالعه وتفترض تعرض البلاد لخطر داهم مهدد لكيان الوطن او لامن البلاد او استقلالها يتعذر معه السير العادي لدواليب الدولة مشددا على ان الشرطين مرتبطان ببعضهما البعض معتبرا ان الازمة التي تعيشها البلاد لم تبلغ حالة الخطر الداهم الذي يهدد كيان الدولة وان الشرط الجوهري غير متوفر.
واضاف ان الشرط الشكلي يتمثل في استشارة رئيسي الحكومة والبرلمان واعلام رئيس المحكمة الدستورية مذكرا بان رئيس الجمهورية كان قد اكد استشارة رئيس الحكومة ورئيس البرلمان مشددا على ضرورة التحقق من ذلك مرجحا عدم حصوله.
واكد ابن عاشور ان اعلام رئيس المحكمة الدستورية شرط شكلي لم يتوفر نظرا لعدم وجود المحكمة مشددا على ان عدم وجودها يمنع استعمال الفصل 80 من الدستور.
واشار ابن عاشور الى ان رئيس الجمهورية اعلن عن تجميد نشاط مجلس نواب الشعب لمدة شهر متسائلا عن معنى التجميد معتبرا ان تجميد المجلس يخالف نص الفصل 80 من الدستور مذكرا بانه ينص على ان “مجلس نواب الشعب يعتبر في حالة انعقاد دائم طيلة هذه الفترة”.
واعتبر ان ذلك يعني انه لا يمكن حل المجلس اولا وانه ثانيا لا يمكن تجميد نشاطه لافتا الى ان منطوق الفصل يعني ان المجلس يساهم في التصرف في الحالة الاستثنائية.
وانتهى ابن عاشور الى التاكيد على عدم توفر شروط تطبيق الفصل 80 من الدستور لا الجوهرية ولا الشكلية منها معتبرا ما اعلن عنه رئيس الجمهورية يوم امس مخالف مباشرة وبصفة صريحة للفصل 80 من الدستور وان اللجوء الى الفصل بهذه الصفة انقلاب باتم معنى الكلمة.
واعرب ابن عاشور عن تفهمه بعض مظاهر الفرح والاجواء الاحتفالية اثر قرارات رئيس الجمهورية باعتبار ان الشعب سئم من النظام السياسي الموجود ومن تصرف من اسماهم بالاخوان في الامور السياسية ومن استشراء الفساد والرشوة والتدخل في سير الجهاز القضائي والامن..
واستدرك انه لا يبرر ما حصل يوم امس معتبرا ان من عبروا عن فرحتهم لا يدركون عواقب الامور وان ما حصل يمهد الى اللجوء الى ما اسماها بالدكتاتورية الوقتية بمقتضى الفصل 80 ربما قد تمهد الى دكتاتورية دائمة تنزع المكتسبات التي تحققت منذ 10 سنوات.