الشارع المغاربي: عبر عميد المحامين إبراهيم بودربالة اليوم الخميس 4 نوفمبر 2021 عن استغرابه من القضية التي تمّ رفعها بأستاذة الانقليزية بتهمة التسبب في شلل نصفي لتلميذ منحته صفرا في تقييم واصفا العدد الكبير من المحامين الذين رافعوا ضدها والذي بلغ 22 محاميا بالامر العادي.

وابدى عميد المحامين تأثره بتصريح الأستاذة معربا عن استغرابه من الحادثة مضيفا بالقول: “نحن مجتمع فاشل وما حدث يعدّ من الغرائب….ربّما لا تتعلق المسألة بسلوك الاستاذة في القسم بل بحالة التلميذ …ربما حالة التلميذ النفسية السابقة للواقعة تفسر ما حدث ..ولا أعتقد أنّ ملاحظة سيء جدا ستسبب الشلل النصفي …اعتقد ان هذه حالة مرضية او نفسية “.

واضاف “اعتقد ان هذه مسألة غريبة على مجتمعنا في الوقت الحاضر وبالنسبة للـ 22 محاميا الذين رافعوا ضد الاستاذة فهذا امر طبيعي …هناك من يدعي ان له الحق في انابة من يشاء من المحامين وهناك مدع عليه وله الحق في انابة من يشاء من المحامين ايضا وبطبيعة الحال لهذا يستمع القضاء للطرفين والفائدة ليست في كثرة المحامين بل في ان كانت للقضية اسس ومستندات وحجج صحيحة …اطمئن الاستاذة واقول لها ان المحاماة التونسية تقوم بدورها دفاعا عن المتضرر ودفاعا عن المتهم والفيصل هو للقضاء والحمد الله انه مقارنة بعدة دول فان مستوى المحاماة والقضاء في تونس مرضي واذا كان لها حق فستأخذه ولا تخشى من ذلك”.

وقال بودربالة خلال حضوره اليوم ببرنامج “البلاد اليوم” على الاذاعة الوطنية: “يندرج اللقاء بتوفيق شرف الدين وزير الداخلية يوم الثلاثاء المنقضي ضمن مهام العمادة خاصة مع الوزارات التي تربطنا بها علاقات مباشرة حول العمل المهني للزملاء “.

من جهة اخرى قال بودربالة “الفصل 13 مكرر من مجلة الاجراءات الجزائية اصبح يمكّن المحامي من الحضور مع موكله في البحث الابتدائي وسجلنا بعض المشاكل بسبب عدم فهم كل طرف دوره مثلما يجب ولو ان هذه الاحداث كانت استثنائية ومنعزلة حسب ما افادني به الزملاء فانهم يجدون معاملة حسنة من طرف مراكز الامن ومناطق الامن لكن تقع بعض الاحداث الاستثنائية نريد التخفيف من حدتها على اساس قيام الباحث الابتدائي بدوره وقيام المحامي كذلك بدوره وتبقى دائما العلاقات طيبة في نطاق احترام كل طرف للطرف الاخر وكذلك على اساس التواصل مع الادارات المركزية لوزارة الداخلية وطلبت من وزير الداخلية تسهيل مهام المحامين وفعلا شرف الدين يعرف كل هذه المشاكل وهو في الواقع محام”.

وتابع “الاستاذ توفيق شرف الدين بوصفه محاميا وبوصفه من الرجالات الذين دافعوا عن الحريات وعن حقوق الانسان متشبع بهذه المبادئ وسوف يعمل على تحقيقها….منذ 25 جويلية التقيت برئيس الجمهورية في مناسبتين واكدنا على ضرورة توفير الضمانات القانونية بخصوص احترام الحقوق والحريات وسعيد اكد صراحة على احترام ذلك”.

وبخصوص المرفق القضائي قال بودربالة “بكل موضوعية عندما نتحدث عن المرفق القضائي لا يجب علينا توجيه اصابع الاتهام لمؤسسة من مؤسساته ..هو يشكو من عدة مشاكل اهمها البنية التحتية للمحاكم التي هي في اغلبها رديئة وكذلك الاطار القضائي منقوص بشكل كبير جدا ونفس الشيء بالنسية للاطار الاداري والمنظومة الاجرائية مازالت كلاسيكية خاصة في المادة المدنية ويجب ان تتغير …كيف ستكون الاحكام في جلسة ستنضر في 500 ملف ؟ لن تكون الاحكام متطابقة مع المعايير الدولية وعادلة والتراكمات تمت عبر سنوات والقضاة والمحامين تعودوا عليها واصبحوا يعتبرونها مسألة عادية وفي الواقع هي غير عادية ..من الاشياء التي يجب اصلاحها الان هي المحاكم والجلسات والمنظومة الاجرائية لا سبيل لبقائها في هذا الوضع لان الملاذ الاخير للمواطنين هو المحاكم “.