الشارع المغاربي: اعتبر رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال اشرافه مساء اليوم الخميس 24 فيفري 2022 على اجتماع مجلس الوزراء ان تونس تعيش هذه الايام لحظة فرز وصفها بالحقيقية بين من أسماها بالقوى الثورية والقوى المضادة للثورة .
من جهة أخرى انتقد سعيّد عقد نواب اجتماعات عن بعد واصفا ذلك بالبدعة مؤكدا ان أي اجتماع خارج مقر المجلس النيابي هو اجتماع باطل .
وشدّد سعيّد على وجوب وضع نص لمنع تمويل الجمعيات من الخارج.
وقال في فيديو نشرته الرئاسة بصفحتها على موقع “فايسبوك” :” ننظر اليوم في عدد من مشاريع المراسيم والاوامر الرئاسية التي تستجيب لهذه المرحلة والتي تقتضيها الظروف التي نعيشها …نعيش هذه الاسابيع وخاصة هذه الايام لحظات تاريخية للفرز الحقيقي بين القوى الثورية والقوى المضادة للثورة …حصل الفرز بعد 25 جويلية …صفقوا وهنا أتحدث عن البعض ورقصوا في الشوارع بالقرارات التي حتّمتها المسؤولية التاريخية ولأن الايام تفرز الصادق الثابت من الذي يتلون كل يوم بلون ..حصل الفرز وبدأت بعض الاصوات تتصاعد بين الحين والاخر رفضا لهذه القرارات بعد أن رحّبوا بها ولكن ترحيبهم لم يكن ترحيبا صادقا بل كانوا يمنون أنفسهم بالمناصب ويعتقدون دائما ان المناصب والدولة وليمة ويجب ان يكون لهم فيها نصيب… ليراجعوا مواقفهم التي اتخذوها مساء يوم 25 جويلية ومواقفهم اليوم وحينما تصغي الى البعض يتحدث عن الاجراءات التي تم اتخاذها بمرارة بعد ان كان فرحا مسرورا تتفطن الى انه كان يمني نفسه بنصيب او حتى بقليل من نصيب في الدولة وفي الثروة وفي مقدرات الشعب”.
واضاف” فرز تاريخي وقع في تونس خلال الاشهر الاخيرة والايام الاخيرة …تحالف هؤلاء مع المنظومة القديمة في كل المجالات… في الاحتكار وفي الترفيع في الاسعار وسنتخذ الاجراءات الضرورية لوضع حد لهذا الاحتكار وللتلاعب بقوت التونسيين…عشرات أو مئات المخازن موجودة والسلع موجودة ولكن الهدف التنكيل بقوت الشعب ..من يتحالف مع هؤلاء المجرمين هو مجرم مثلهم …افلسوا الدولة على مدة عشرات العقود وافرغوا خزائنها في السنوات الاخيرة وبعد ذلك يقولون انهم يريدون العودة من جديد وبعد يوم أعتقد سيقومون بمحاضرة او باتصال مع عدد من القوى في الخارج…هؤلاء الذين يقولون انهم وطنيون …من البدع التي توصل اليها هؤلاء الاجتماع عن بعد …نحن مجتمعون عن قرب وقريبون من الشعب… الاجتماع عن بعد ليس كما يتصورونه فهناك دساتير تنص على ان أي اجتماع خارج مقر المجلس النيابي هو اجتماع باطل “.
وتابع سعيّد “على القضاء ان يرتب النتائج القانونية لتقرير محكمة المحاسبات بسرعة واسقاط عدد من القائمات ..لديهم الارقام الخاصة بالاموال التي جاءتهم من الخارج وهنا أقول انه لابد من سن نص يمنع تمويل الجمعيات من الخارج لانها في الظاهر جمعيات ولكنها امتداد لقوى خارجية ولن نسمح ان تأتي هذه الاموال للجمعيات للعبث بالدولة او القيام بالحملات الانتخابية تحت غطاء تمويلات أجنبية …لا مجال أيضا أن يتدخل فينا أحد ..في اختياراتنا لا بأمواله ولا بضغوطاته”.
وواصل “نحن شعب له سيادته وله كرامته ولا مجال للتلاعب بالقوانين حتى يتم شراء الذمم وتهريب الاموال من خلال هذه الجمعيات …سنحيط هذه العملية بكل الضمانات خاصة بالنسبة للمنظمات غير الحكومية. اما الجمعيات التي في ظاهرها جمعيات فهي امتداد في الواقع لاحزاب ولقوى لفظها التاريخ وفقدت أية بذرة من بذور القوة ..يتظاهرون بأنهم أقوياء ولكنهم في الوقع ضعفاء ..أسقطوا عن أنفسهم آخر ورقات التوت حينما ارتموا في أحضان أعداء تونس وأعداء الامة ويتعاملون مع الخارج وصاروا عملاء لعدد من القوى الخارجية ..ليكن هذا واضحا لن نقبل بعودتهم لان الشعب لفظهم وأخرجهم من التاريخ هؤلاء الذين باعوا ضمائرهم او ما تبقى منها وهو قليل ..يتحالفون بكل الوسائل ولا يتورعون عن أية وسيلة كانت لضرب الدولة التونسية ..الدولة التونسية ليست لعبة والتونسيون ليسوا لعبة او لقمة سائغة او لعبة يمكن ان تحركها هذه القوى “.