الشارع المغاربي: اعتبر مبروك كورشيد رئيس حزب الراية الوطنية والوزير الاسبق اليوم الخميس 27 افريل 2023 انه مازال هناك سكوت عن قضية تسليم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في نظام معمر القذافي مؤكدا ان الابحاث في القضية لا تتقدم كاشفا ان المحمودي لم يكن يتوقع تسليمه من قبل حكومة حركة النهضة باعتباره باشر نقاشات الى غاية سنة 2010 مع النظام في تونس للنظر في عودة راشد الغنوشي الى البلاد بشروط .
وقال كورشيد في حوار على اذاعة “شمس اف ام”:”… عملية تسليم البغدادي المحمودي كانت خسيسة ولا يرتكبها الا الانذال وقد شعرت بألم شديد مازال يلازمني منذ تاريخ تسليمه في 2012 الى اليوم لانه لم يحصل في تاريخ تونس ان تم تسليم من يأتينا لاجئا ولكن تم تسليمه وبلاده في حرب وخصومه يطلبون رأسه وفي تونس اعتمدت حكومة الترويكا الخزبلات لتسليمه فمرة تعلن انها سوف تتسوغ له منزلا في الضاحية الشمالية ومرة يزعمون انهم لن يسلموه .. للاسف الخزعبلات والتعذيب الذي تعرض له البغدادي في تونس توازي ما تعرض له في ليبيا …”
واضاف ” موضوع الابتزاز اصبح معلوما ولست انا من يقول ذلك فهناك محام فرنسي جاء الى تونس وموقع ميديا بارت الفرنسي تحدث بدوره عن ذلك وهناك تسجيلات موجودة ومدير مخابرات ميليشيات ليبيا حل بتونس مع احد الاشخاص كنت قد تقدمت في شأنه بشكاية منذ 2014 وهؤلاء الاشخاص اتصلوا بالبغدادي في السجن ومدير المخابرات في ليبيا زاره في السجن ووزارة العدل كانت انذاك بيد النهضة والترويكا …وتم ابتزازه في السجن وطلبوا منه الامضاء وتسليمهم ارقام حسابات اموال الشعب الليبي باعتبار انه كان رئيس الوزراء “.
وتابع “البغدادي المحمودي والنظام الليبي كان قد تعامل بايجابية في اوقات معينة مع راشد الغنوشي وحركة النهضة وذلك في اطار السعي لحل المشاكل في تونس وبتنسيق مع الدولة التونسية وكانت هناك اتصالات وهذا اقوله لاول مرة في هذا الغرض وبلغت النقاشات درجة سمحت بعودة راشد الغنوشي الى تونس مقابل عدم العودة للعمل ضمن حركة النهضة وكان البغدادي المحمودي قد اتصل بالحكومة التونسية انذاك وجلس معها ولو تواصلت الظروف على ما كانت عليه سنة 2010 لتم حسم الملف…. وسبق ان قلت ان البغدادي لما كان في السجن لم يكن يتوقع تسليمه من حكومة النهضة لانه اخلاقيا لم يكن يعتقد ان مثل هذه السقطة ستحصل من طرفها خاصة ان الغنوشي وجماعته كانوا في اطار السعي لايجاد حلول لتونس يتسلمون اموالا من نظام معمر القذافي منها اموال خصصت لدراسة ابنائه ويمكن ان تسألوا مدير مكتب الغنوشي انذاك لطفي زيتون”.
وختم كورشيد بالقول ” لما تحدثت مع البغدادي استبعد تسليمه من قبل الغنوشي وهو رجل على اخلاق عالية وابن المنطقة الغربية ومن عائلة عريقة ولما حصلت الازمة سنة 2008 في بن قردان جاء البغدادي وكان المؤثر في حل الازمة …وكان يردد طوال حياته ان تونس قريبة الى قلبه وللاسف تم غدره وخيانته وتسليمه الى خصومه السياسيين وبالتالي السكوت عن هذه القضية… واعتبر ان هناك سكوتا عنها وان الابحاث لا تتقدم بشكل جدي…”