الشارع المغاربي: قال سفير الجزائر بروما عبد الكريم طواهرية ان بلاده “تعمل بشكل وثيق مع ايطاليا بهدف الحفاظ على استقرار تونس”.
دعوني اتساءل بكل سذاجة : كيف سيتم ذلك؟ هل سيتم عبر تفعيل مشروع “غالسي” لنقل الغاز الجزائري الى إيطاليا عبر جزيرة سردينيا والذي قد يربط منشآت “كدية دراوش” الجزائرية بمنطقة ببومبينو الايطالية مرورا تحت مياه البحر الأبيض المتوسط؟
المشروع تقوده شركة “سوناطراك” الوطنية الجزائرية وعدة شركاء اخرين. وهذا الخط الذي يبلغ طوله 284 كلم سيتولى توجيه نحو 8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي في العام مع العلم ان ما يقارب 55 ٪ من الغاز في تونس يتأتى من الجزائر وأن 98 ٪ من الكهرباء تتأتى من الغاز… وذلك نتيجة عدم التفكير في انجاز وإدخال مشروع الطاقة الشمسية التونسي الذي تم اعداده سنة 2009 طور العمل.
هل هذا هو حسن الجوار؟
هل يعني حسن الجوار السماح بتلويث منبع وادي مجردة بمنطقة سوق اهراس بالجزائر والذي يعتبر النهر الرئيسي بتونس بالمخلفات الصناعية والعمرانية؟
تجدر الإشارة الى أن سهل وادي مجردة الواقع بالجزائر يتبع سهل وادي مجردة وملاق الكبير الذي يغذي سد عين داليا المخصص لتزويد مدينة سوق اهراس بمياه الشرب الى جانب مدن أخرى مجاورة مثل توارة ودري ولد دريس وزعروريا وحنّانشة. هذا دون الإشارة الى ان الجزائر شيّدت منظومة سدود تمنع اتباع المياه مجراها الطبيعي في وادي مجردة والوصول الى تونس..
هل هذه هي الأخوّة؟
هل تعني الاخوة إساءة الافراط في استخدام الطبقة المائية الجوفية المشتركة بين الدولتين الواقعة بين وادي سوف الجزائري ومنطقة الجريد التونسي في مخالفة صارخة للاتفاقيات والمعاهدات الموقعة بين البلدين؟
لقد حوّل ذلك طبعا منطقة وادي سوف الى ربوع فلاحية واعدة جدّا تتعارض مع جريد جاف تشارف زراعاته على الموت وذلك على مرأى أهاليه الذين تتمزّق قلوبهم لرؤية ذلك ولا يفهمون ما يحدث..
هل هذا هو الولاء؟
لا أتحدث هنا عن صفحات “فايسبوك” جزائرية أو عن تصريحات جزائرية رسمية تتحدث عن تونس كولاية جزائرية جديدة يرون فيها وجهة لقضاء أوقات الفراغ.
بعد كل هذا الذي يحدث، يخرج سفير الجزائر بروما ليؤكد ان بلاده تنسق مع إيطاليا للحفاظ على استقرار تونس؟
لا يوجد أحد في العالم يبحث عن مصلحة بلادنا سوى نحن التونسيون.
فلنفق من غفوتنا!
لا “خاوا” لا تيزي وزّو.
لسنا أكثر من جيران يسود بيننا احترام متبادل احتراما للتاريخ المشترك وللجغرافيا وللقيم التي تفرض علينا مراعاة الجوار.
)تدوينة ترجمها الحبيب القيزاني)
*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 30 ماي 2023