الشارع المغاربي: اعتبر نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم الجمعة 6 اكتوبر 2023 ان تونس تعيش اعسر الفترات في تاريخها جراء اشتداد الازمة التي تخترق مظاهرها كل مجالات الحياة محذرا من ان تعطل الحوار سواء الاجتماعي منه او السياسي لن يؤدي الا الى مزيد التمزق والانقسام ومن انه لن يزيد الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الا سوءا وتدهورا.
وقال الطبوبي في كلمة خلال المؤتمر السادس لنقابة الصحافيين التونسيين الذي افتتحت اشغاله اليوم بالعاصمة ” …هذا المؤتمر ينعقد وتونس تمّر بإحدى أعسر الفترات في تاريخها جراء اشتداد الازمة التي تخترق مظاهُرها كَّل مجالات حياتنا. إّنها أزمة اقتصادية واجتماعية تعّمق كل يوم من معاناة التونسيات والتونسيين الذين تتراجع طاقتهم الشرائية وتتدهور أوضاعهم المعيشية باستمرار جراء تضخم يلامس الرقمين وارتفاع غير مسبوق للاسعار وندرة متواصلة للمواد الغذائية الاساسية واختفاء العديد من الادوية في ظل اختلال متفاقم للتوازنات المالية للبلاد وما انجر عنه من تراجع خطير للدور التعديلي للدولة . كما يتوجب الاشارة في هذا المجال الى بقاء نسب البطالة دون تراجع والتحاق شرائح كثيرة من الطبقة الوسطى بصفوف الفقراء والمعوزين”.
وأضاف “لعّل ما يزيد هذه الاوضاع تعقيدا هو عدم وضوح الرؤية وضبابية الافاق للتجاوز وذلك لغياب اي حوار مجتمعي حول أسباب الازمة وسبل التجاوز وإيجاد الحلول الحقيقية لمشاكل شعبنا ولطبقاته الكادحة .ان تعطل الحوار سواء الاجتماعي منه او السياسي لن يؤدي الا الى مزيد التمزق والانقسام ولن يزيد اوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية الا سوءا وتدهورا اضافة الى ما يمكن ان ينجّر عن هذا الوضع الداخلي من خطر استغلاله من قبل القوى الاجنبية وأعداء الوطن والمترّبصين به للتدّخل في شؤوننا وفرض مصالحهم على حسابنا”.
وتابع “ان الاجابات الحقيقية لشواغل الشعوب وضبط السياسات العملية لتحقيق التنمية العادلة وبناء تضامن وطني حقيقي للتعويل على قدراتنا الذاتية والتغلب على المصاعب لن تتأّتى الا من خلال حوار واسع وشامل منفتح على كل الشرائح الاجتماعية وعلى القوى الوطنية والديمقراطية وعلى كل الكفاءات التونسية. فمهما كانت النوايا حسنة ومهما كانت كفاءة الفرد فان الحلول الحقيقية هي تلك التي تنبع من الارادة الجماعية ومن التوافق الحقيقي حول ما تستوجب اللحظة من تقاسم التضحيات وثمرات هذه التضحيات”.
واستحضر الطبوبي في كلمته الروابط التاريخية التي تجمع بين التنظيمين النقابيين مؤكدا على ما يتقاسمانه من مبادىء مشتركة وما يربط بينهما من اهداف والتزامات تجاه الشعب والوطن والدفاع عن المهنة وعن حرية الراي والصحافة والتعبير وعن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للصحفيين والصحافيات مشيرا الى تضحيات صحافيي الاتحاد الذين شملهم القمع والاعتقال والطرد من العمل.
وذكر بان الاتحاد طالب وما يزال يطالب بالغاء المرسوم عدد 54 والانطلاق في حوار جدي من اجل تنظيم جديد للقطاع يتماشى مع التطّورات المتسارعة التي يشهدها والحّد من كّل تجاوز أو سوء استخدام للتقنيات المستحدثة مع حماية الحق في التعبير وتعزيز مكاسب الشعب في مجال الحريات.
واعرب الطبوبي بالمناسبة عن تضامن المنظمة الشغيلة الكامل والمبدئي مع نقابة الصحافيين مؤكدا ضم صوته الى اصوات كل مناضلي الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية من أجل المطالبة بوقف العمل بالمرسوم 54 واطلاق سراح الصحافي خليفة القاسمي وكل الملاحقات والضغوطات المسلطة على الصحافيين والاعلاميين بسبب ممارسة مهنتهم.