الشارع المغاربي: اعتبر عبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة النهضة اليوم الجمعة 29 اكتوبر 2021 أنّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد “تكفّل بافشال انقلابه” وانه “لن ينجح” معربا عن خشيته من أن “تكون نتيجة الأخطاء التي يرتكبها سعيد تمكّن المنظومة التي أوصلت البلاد إلى يوم 25 جويلية سواء كانت منظمات أو جمعيات أو أحزابا، من رسكلة نفسها وإعادة تصدر المشهد السياسي بعد نهاية الإنقلاب”.
وقال الجلاصي خلال حضوره اليوم باذاعة “اكسبراس اف ام”: “المشهد النهضوي الكلاسيكي في طور مخاضات داخل الحركة وخارجها وفي محيطها لكن ايضا كل المشهد في حالة مخاض …أيّا كان موقفنا من يوم 25 جويلية فقد كان لحظة كاشفة لرداءة وضعف المشهد المنظماتي والمشهد الحزبي واتصور ان المرحلة القادمة ستكون حافلة بالمبادرات واظن ان بعضها سيعدل الطريق وبعضها سيفشل…كل هذا مرتبط بالسياقات وبمستجدات الساحة وربما بعضها سيكون مرتبطا بالمحطات الانتخابية والمهم هو خدمة البلاد”.
واضاف “اخشى ما اخشاه هو نتيجة اخطاء قيس سعيد…أن تعيد المنظومة التي اوصلتنا لـ 25 جويلية سواء كانت منظمات او جمعيات او احزابا رسكلة نفسها ونجدها بعد نهاية الانقلاب وواضح لدي للاسف الشديد ان قيس سعيّد تكفل بافشال انقلابه ولن ينجح ..وهو الشخص الاساسي الان في تدمير فرصة توفرت يوم 26 جويلية الماضي وبالنسبة لي افكر في ما بعد ذلك”.
وتابع ” لا بدّ من الإجابة عن سؤال من تسبب في وصول الاوضاع الى 25 جويلية…سواء في الـ10 سنوات الماضية او في السنتين الاخيرتين…سنجد اسئلة حول ادوار النهضة والاتحاد والاعلام والمال والمعارضات ونداء تونس وبعض المؤسسات وسنجد مسؤوليات كبيرة ..الخوف بالنسبة لي هو ان تُرسكل الاطراف المتسببة في لحظة 25 جويلية وما بعدها نفسها وتعود الى الواجهة بنفس السبل والطرق والوجوه والخطاب”.
وواصل “يجب استخلاص مجموعة من الدروس وجهها التونسيون للعشرية السابقة وان نفكر جيدا ونحمل المسؤولية وألا نسمح للفاشلين باستغلال اخطاء قيس سعيد للعودة للواجهة …المتنفذون في النهضة يجب ان يتحملوا مسؤوليتهم بكامل الوضوح ..دمروا السياسة في البلاد والحياة الحزبية والعلاقة مع الناخبين على الاقل منذ 2015 الى 2019 …اعتقد ان المنعرج في افشال الثورة وتحقيق اهدافها هو طريقة الادارة بين 14 و19 ..بين المتنفذين في النهضة والباجي قائد السبسي ومحيطه في نداء تونس”.
مضيفا ” ساهم الإنقلاب في مزيد تعفين المشهد السياسي وكان من الممكن تفاديه إلا أن سعيّد لا يسمع إلا نفسه وله عوائق في القضايا الدولية ويحرّض الناس على التقاتل وهو الآن يفرّط في فرصة تونس للمضي إلى الأمام” مشيرا إلى أن التدارك ممكن في حال تنظيم حوار والتشاور حول مستقبل تونس.
وحول الاستقالات من حركة النهضة قال الجلاصي: ” التقيت بجملة من المستقيلين وتوصلنا إلى أن أمراضا عديدة تظهر في العمل الحزبي بتونس ومن بين إحدى تمظهراتها الكبيرة الفجوة بين الجانب الفكري والمضموني والمشاريع والرؤية والعمل السياسي وفجوة بين الجانب الأخلاقي والسياسي مثل الإيفاء بالتعهدات”.
وأضاف” هناك مبادرة “آفاق جديدة” ستعمل على التفكير وتقييم للسنوات العشر الفارطة وستقرر في ما بعد إن كانت البلاد في حاجة لتعبيرة سياسية جديدة أم لا…المتشاورون حتى الآن بنوا موقفا نقديا من المنظومة الحزبية والمنظماتية والجمعياتية وايضا من العدمية التي تنفي الوسائط، واعتبر أن الأطروحة التي يدعو اليها رئيس الجمهورية قيس سعيد ليست صحيحة، ولا المشهد السياسي والحزبي تحسن “.
وواصل “لسنا مسكونين بفكرة الحزب الجديد لكننا لا ننفي امكانية تشكيل حزب….التشاور مفتوح طيلة 8 أشهر بمشاركة الشباب والمرأة والكفاءات وسنتخذ القرار المناسب في هذا الشأن”.