الشارع المغاربي -وكالات: من المنتظر ان تستكمل الحكومة الالمانية خلال الايام القليلة القادمة عملية تأميم شركة “يونيبر” العملاقة للغاز.

التاميم ياتي في خضم ازمة غير مسبوقة تهدد اوروبا وتندرج في سياق محاولة المانيا لتأمين إمدادات الطاقة مع تواصل الحرب في أوكرانيا

وستستحوذ الحكومة الألمانية على حصة تبلغ 98.5 في المئة من الشركة بتكلفة 8.5 مليارات اورو أي ما يعادل تقريبا 25 مليار دينار بما يمثّل نصف ميزانية الدولة التونسية لهذا العام ( 57.2 مليار دينار) .

وألمانيا أكبر مستورد للغاز الروسي في أوروبا وقد تعرضت لضغوط كبيرة بعدما خفّضت روسيا الإمدادات في الأشهر الأخيرة.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، كلاوس ديتر موباخ، إن الصفقة ستساعد شركة يونيبر على القيام بدورها كـ “مورد طاقة مهم للنظام” . من جهته اعتبر ماركوس راورامو، الرئيس التنفيذي لشركة فورتوم، في بيان إن “دور الغاز في أوروبا تغيّر بشكل أساسي منذ أن هاجمت روسيا أوكرانيا”.

وأضاف: “نتيجة لذلك، لم تعد دراسة الجدوى لمجموعة متكاملة قابلة للتطبيق”.

وبموجب شروط الصفقة، ستشتري الحكومة الألمانية أسهم فورتوم في يونيبر مقابل 500 مليون اورو وستضخ 8 مليارات أورو نقدا في الشركة.

وكانت الحكومة قد استحوذت بالفعل على حصة 30 في المئة في يونيبر كجزء من خطة لإنقاذ الشركة في شهر جويلية الماضي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، دخلت الحكومة أيضا في مناقشات مع شركة كبرى أخرى لتوريد الغاز هي “في إن جي” من أجل التوصّل إلى حزمة إنقاذ محتملة.

ووصف وزير الاقتصاد روبرت هابيك تأميم شركة يونيبر بأنه خطوة “ضرورية” وان من شأنها “ضمان أمن الإمدادات لألمانيا” معتبرا ان بلاده أيضا نجحت رغم توقف الإمدادات الروسية، في ملء مرافق تخزين الغاز لديها بأكثر من 90 في المئة من طاقتها قبل حلول فصل الشتاء.

وأضاف: “هذا يعني أننا، جميعا، تعاملنا بشكل جيد مع الوضع. لكن بالنسبة لشركة يونيبر، أصبح الوضع أكثر دراماتيكية وأسوأ بكثير”.

وقبل الغزو الروسي لأوكرانيا، كانت موسكو تزود أوروبا بنحو 40 في المئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي، لكنها ردت على العقوبات الغربية التي فرضت عليها بقطع الإمدادات تدريجيا.

وفي بداية هذا الشهر، أوقفت موسكو الإمدادات عبر خط أنابيب “نورد ستريم 1″، بدعوى أنه في حاجة لإصلاحات – لكنها قالت لاحقا إن الإمدادات لن تُستأنف إلا عندما تُرفع العقوبات.

وتعد شركة يونيبر أكبر مشتر للغاز الروسي في ألمانيا. وفي الأشهر الأخيرة، كان يتعين عليها تعويض الإمدادات الروسية ببدائل من السوق المفتوحة، في الوقت الذي ارتفعت الأسعار بشكل كبير.