الشارع المغاربي: اكد نور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل اليوم السبت 15 جويلية 2023 ان المعركة التي يخوضها قطاع التعليم الاساسي اليوم هي معركة الحق النقابي لافتا الى ان هذا الحق يهم كل القطاعات مشددا على ان المنظمة ستستبسل في الدفاع عن المعلمين وعلى ان استنساخ بعض تجارب تدجين العمل النقابي لن يمر في تونس مستنكرا خطاب الشيطنة من قبل وزارة التربية.
وقال الطبوبي خلال افتتاحه اشغال الهيئة الادارية الوطنية اليوم للاتحاد بالحمامات ” مثلما تعلمون جاءت هذه الهيئة استثنائية وسوف تتطرق الى موضوعين: الموضوع الاول يتعلق بالتعليم الاساسي الذي يعتبر العمود الفقري للاتحاد ومن الاعمدة الاساسية له والذي تأسس حتى قبل الاتحاد ويتجاوز البعد النقابي والبعد التاريخي النقابي الى ما هو اعمق وهو قيمة المربين والمربيات والاسرة التربوية بصفة عامة وكذلك الوضع العام للبلاد والذي لا يقل اهمية….تعلمون جميعا الوضع الذي مر به القطاع لمدة سنة كاملة وقضية حجب الاعداد واريد ان اتوجه بتحية اكبار وتقدير الى كل المربين الذين كانوا في مستوى اللحظة ومثلما تعلمون حتى خلال جائحة كورونا كانت هناك عقيدة وطنية وعقيدة تربوية ورغم الظروف الصعبة ثابروا وعملوا وناضلوا وشعروا بقيمة المسؤولية الملقاة على عاتقهم في اطار دورهم المعرفي والعلمي ..”
واضاف “اليوم لمن يريد استعمال بروباغندا مد الخطاب الشعبوي نقول ان حبله قصير ولا يمكن ان يطول اكثر من اللازم …النجاعة والقدرة وروح المسؤولية هي ان تتوصل الى نتيجة والنتيجة هي ان تستبق الازمات ونجد الحلول والحلول لا تاتي الا بالحوار …حوار صادق وشفاف يفضي الى نتائج وليس حوار “تبلعيط” فهذا لا يمكن ان ينطلي على هياكل الاتحاد ولا يمكن ان يفضي الى نتائج ملموسة تعطي قيمة للمربي فالجميع يقولون انهم يعرفون ظروف المعلمين فلماذا اذن شيطنتهم ؟ اليوم اصبح الخطاب في مستوى وزارة التربية يتحدث عن جريمة في حق ابناء الشعب وذلك بغاية تاليب الراي العام والتلاميذ على هياكل الاتحاد وكذلك على المربين والمربيات فهذا المسألة لم تعد تنطلي على احد وعوض البحث وتدارس اسباب فشلها في ادارة الازمات تُحول الوزارة تلك الازمات وفشلها الى نعت المدرسين بتلك النعوت وبلغة مبطنة عبارة على انهم “باندية” وكان ليس لهم وطنية فنحن ليس لنا “باندية” والمنظمة قوة اقتراح وقوة حجة واقناع واليوم ليس لنا خيار غير الجلوس لطاولة الحوار لتلبية مطالب القطاع”.
وتابع “كذلك الخطا الاستراتيجي الذي وقعوا فيه…انتم تعلمون ان المنحة البيداغوجية تهم تقريبا قطاع التعليم الثانوي وقطاع التعليم الاساسي والمتفقيدين في القطاعين والمرشدين التطبيقيين والقيمين علاوة على ان ذلك يهم تقريبا 4 او 5 وزارات اضافة الى وزارة التربية.. انت اليوم انجزت اتفاقا مع الثانوي وهذا من حق القطاع ولكن لا يمكن ان تفرض ما امضيته مع قطاع على قطاع اخر وعلى بقية الاسلاك فهذا خطا في منهجية التفاوض …الخطا الثاني انهم يتحدثون اليوم عن رقم 17 الف معلم ودائما هناك مشكل في الارقام ولكن ما اقوله ان هناك اكثر من 23 الف معلم ومعلمة سوف يتم خصم اجورهم ثم باي حق تتحدث عن العمل المنجز؟ .. فهم انجزوا اعمالهم على امتداد سنة كاملة وقاموا بالتدريس وقدمت الاعداد للعائلات والتلاميذ فهل تريدون منهم اللجوء الى الاضراب ومقاطعة التدريس وشيطنتهم او استعمال وسائل نضال اخرى مشروعة .. وكل الوسائل وشتى انواع النضال مطروحة في القانون الاساسي للاتحاد .”
وختم الطبوبي مداخلته حول ازمة التعليم الاساسي بالقول ” هذا وضع لا يمكن السكوت عليه والاتحاد مبني على التضامن النقابي وانا متاكد من ان كل القطاعات سواء منها التعليم الابتدائي او غيره ستكون في الموعد فهي معركة حق نقابي واليوم يرغبون في ضرب الحق النقابي… ويرغبون في استنساخ تجارب بعض الدول والتجارب الفاشلة في تدجين العمل النقابي…مثل هذا يمكن ان يمر في بعض الاماكن ولكنه لن تمر في تونس مع منظمة اسمها الاتحاد بنيت على قيم الحقوق الكونية وعلى النضالية وعلى تضحيات اجيال واجيال ولا يمكن لنفس التجارب المطبقة في بلدان اخرى ان تطبق في تونس.. لذلك تنعقد الهيئة الادارية اليوم ونحن لنا هياكل مسؤولة ناضجة ولا نبحث عن العراك المجاني مثلما يسوق لذلك البعض … ومن دورنا ان نوازن بين دورنا الاجتماعي ودورنا الوطني وكذلك سنستبسل في الدفاع عن كل الاتفاقيات الممضاة …وكلها ملزمة للسلطة التنفيذية . لدينا كذلك اتفاق تعديل القدرة الشرائية ووزارة التربية تعدد المكاسب وتنسبها لنفسها .”
واضاف “الوضع اليوم يتطلب اكثر نضجا واكثر روح مسؤولية واكثر دراية بلا بروباغندا ولا خطاب شعبوي استهلاكي لا يتقدم لا بالشعب ولا بالتلاميذ ولا بالمدرسات والمدرسين ورفض قاطع من الهيئة الادارية لتجويع المعلمين وهذا امر مرفوض وسوف نكون الى جانب المدرسين بكل جهدنا وبكل الاليات القانونية والشرعية والنضالية من اجل دعم هذا القطاع لان معركة التعليم الاساسي هي معركة الحق النقابي ..والحق النقابي يهم كل القطاعات …. “
