الشارع المغاربي: طغت المسألة الأمازيغية في السنوات الأخيرة بشكل مثير للريبة، لا من حيث التوقيت وحسب وإنما أيضًا لما صاحبها من هجمة عنصرية شرسة ضدّ العرب ”الهمّج ودينهم الدموي المتخلّف”، وما إلى ذلك من الأوصاف البشعة والمستهجنة التي دأب دعاة البربرية على إلحاقها بالعرب، بمناسبة ومن دون مناسبة. وفي ما يُشبه الهستيريا أحيانا، حتى ليتساءل المرء عن الثأر الدفين الذي يحرّك هؤلاء، فالتاريخ لم يُشر إلى أي اقتتال عرقي بين العرب والبربر إذا ما استثنينا المناوشات الأولى التي رافقت نشر الدعوة الإسلامية، إذ سرعان ما انخرط البربر في الدين الجديد ليحملوه على رؤوس الرّماح، جنبا إلى جنب مع العرب وينشروه في ما أصبح يسمّى بالغرب الإسلامي وصولاً إلى الجزيرة الإيبيرية بكاملها. بل أصبحوا حماته، يذودون عنه ويثبتون أركانه. ولأن الإسلام أصبح هو الموحّد لسكان المنطقة، أصبحت العربية هي اللغة السائدة. وهذا من تحصيل الحاصل ! فهي لغة العلم والدواوين والفقه والأدب والسياسة، ولم يكن لها، بالتالي، لغة منافسة كأنْ تكون البربرية مثلا، لأنه لا يوجد لغة بربرية قائمة الذات كما يدّعي البعض زورًا وبهتانا، بل مجموعة من اللهجات المختلفة غير المكتوبة)حوالي اثنتيْ عشرة لهجة( لا يستطيع المتحدثون بها التواصل في ما بينهم فيلجؤون إلى لغة وسيطة هي… العربية. وهي مفارقة عجيبة كما نرى. وباختصار، لم يكن للبربر لغة جامعة ولذلك تعرّبوا تلقائيا، فكانت العربية هي لسانهم، كتبوا وألّفوا وتفقّهوا بها وحكموا أيضا، ولم يحدث أن طالبوا أو حاولوا استبدالها. أو تعويضها لأن المسألة لم تكن مطروحة.
لن أخوض هنا في ما خاض فيه غيري من قبل وهم كثر، في ما يتعلق بأصل البربر، لكني أذكّر فقط بأن الأبحاث العلمية المحايدة والموضوعية قد حسمت المسألة بما في ذلك تلك التي قام بها باحثون من أصول بربرية، لعل أشهرهم الأديب والدبلوماسي الجزائري عثمان سعدي، صاحب كتاب: «البربر عرب عاربة» الذي غادرنا مؤخرا. وقد أكّد جميع هؤلاء بأن البربر فينيقيون قدموا إلى شمال إفريقيا خلال الهجرات البشرية المتتالية انطلاقا من بلاد كنعان، ولم ينزلوا من السماء ليستوطنوا هذه المنطقة. وممّا يؤكد ويدعم هذه النظرية هو انتشار الفينيقيين المبكر على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط وتأسيسهم للمدن والموانئ التجارية والامبراطوريات على غرار قرطاج وكان بن خلدون قد أرجع في تاريخه نسب البربر إلى مازيغ(دون الألف المهموزة) بن… كنعان. لكن دعاة البربرية طمسوا هذه الحقيقة وتبنّوا ما روجته الدوائر الاستعمارية الفرنسية من أساطير وخرافات من نسج الخيال لدقّ اسفين بين مكونات سكان البلدان المغاربية. وكان البلد الأكثر استهدافا هو الجزائر الشقيقة. الحلقة المستعصية في المنطقة، ففرنسا لم تحتمل خروجها مدحورة تجر أذيال الخيبة بعد استعمار دام مائة وثلاثين عاما، فحرّكت عملاءها وحشت أدمغتهم بترهات وأراجيف ما أنزل الله بها من سلطان من أجل افتعال هويّة أمازيغية منافسة للهوية العربية، فالقوى الاستعمارية تدرك جيّدًا ما للهويات المتصارعة من خطورة على وحدة البلدان والشعوب، وما الصراع المفتعل الذي يخوضه دعاة البربرية ضد أشقائهم العرب إلاّ وجه من أوجه هذه الحرب المدمرة. كما أن تعدّد اللغات قد يكون عاملا مساعدا على تفتيت البلدان، ومن هنا الحرب الشعواء ضد العربية باعتبارها لغة موحّدة أحبّ من أحبّ وكره من كره. فمن بين المطالب التي نادى بها نشطاء حراك تيزي وزو في احد بياناتهم ما يلي: (أورد النص في أصله الفرنسي). Promouvoir les deux langues nationales : le berbère et l’arabe algérien. ما ترجمته: «تشجيع اللغتيْن الوطنيتين: البربرية والعامية الجزائرية»، وكما نرى، فإن الهدف من هذا المطلب واضح ولا يحتاج إلى الكثير من الذكاء لندرك غايته ومراميه المبطّنة: ألا وهي التخلّي عن العربية وعدم اعتبارها، بالتالي، لغة رسمية للبلاد. ولأنّ ما من عاقل يمكن أن يتصوّر، للخطة بأن الأمازيغية أو العامية الجزائرية يمكن أن تحلّ محل العربية في إدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية فإن البديل سيكون، والحال، هذه هو اللغة الفرنسية، ولن نبالغ في شيء إذا قلنا إن كل ما أثير و يثار حول الحقوق الثقافية للأمازيغ، الهدف منه هو الإبقاء على هيمنة الثقافة الفرنسية والقطع مع كل ما يمتّ بصلة إلى العرب لغةً وحضارةً. وفي هذا السياق يتنزّل ما روّج له بعض الصهاينة الفرنسيّين وتبناه دعاة البربرية – من أن الأمازيغ ينحدرون من أصول أوروربية، أي أنهم أبناء عمومة الفيكينغ، وهي فرية أقل ما يقال عنها إنها مثيرة للضحك حدّ البكاء…
وللحفاظ على هيمنتها في المنطقة من خلال بيادقها، بعثت فرنسا ما يُسمى بالأكاديمية البربرية عام 1966 التي انبثق عنها الكونغرس الأمازيغي، لكن هذه المؤسسة ”الثقافية” سرعان ما كشفت عن وجهها الحقيقي، ألا وهو خلق الفتنة بين أبناء الشعب الواحد والدعوة إلى تقسيم البلاد على أساس عرقي، وأمام الضغوط المتتالية من الحكومة الجزائرية اضطرّت فرنسا إلى غلقها عام 1978. ويُعزى إلى هذه الأكاديمية العلم الأمازيغي الذي صممه الصهويني جاك بينيه J.Benet ليكون راية الدولة الأمازيغية المقبلة. ولم يكتف بذلك فأوجد أبجدية جديدة لتوحيد اللهجات البربرية، وهي بدعة لم يعرف تاريخ الشعوب والحضارات مثيلا لها: فاللغات، كما هو معروف كائنات حيّة، تولد وتتطوّر وقد تختفي أو تُهجر، وأثناء تطوّرها تتفرّع عنها لغات ولهجات كثيرة على غرار اللغات السامية واللاتينية، وعادة ما يستغرق ذلك عدّة قرون إن لم نقل آلاف السنوات. وأما الأنكى من ذلك كله هو أن يكون مخترع هذه الأبجدية من خارج المجال الجغرافي والثقافي واللاتني للناطقين بهذه اللهجات.
لكن ما لا يعرفه إلا القلة هو أن الأمازيغ ليسوا كلهم على قلب رجل واحد. فالحركة من أجل الاستقلال الذاتي لمنطقة القبائل التي تأسست عام 2001 ثم تحوّلت بعد ذلك إلى الحركة من أجل تقرير المصير لمنطقة القبائل، والمعروفة اختصارا بالـMAK تنادي بهوية مستقلة عن الأمازيغ، لها رايتها التي تختلف عن العلم الأمازيغي المعروف، كما تعتبر اللهجة القبائلية لغة قائمة بذاتها ولا علاقة لها ببقية اللهجات البربرية الأخرى. وإمعانا منها في تقسيم البلاد تتحدّث هذه الحركة المعروفة بصلاتها الوثيقة بالكيان الصهيوني في أديباتها عن «الشعوب الجزئرية»، أي العرب والأمازيغ والقبائل، بل تذهب إلى أبعد من ذلك فتنفي وجود الدولة الجزائرية أصلاً.
أمّا الأخطر من كل ما تقدّم فهو الادعاء بأن سكان شمال إفريقيا كانوا يدينون باليهودية والمسيحية، وجاء الغزو الإسلامي فأجبرهم على التخلي عن هاتيْن الديانتيْن. وهذه فرية اخرى روّج لها الاستعمار الفرنسي أيضا في ما روّج من أكاذيب وأساطير استطاع، من خلالها، مع الأسف تشكيل عقلية دعاة البربرية الذين تلقفوها معتبرين إياها من المسلمات التي لا يرقى إليها الشك. وفي هذا السياق يتنزل ما جاء في سيرة المفكر الجزائري محمد أركون التي أصدرتها ابنته بريجيت – هذا هو اسمها- بالاشتراك مع أحد الصحافيين الفرنسيين من أن عائلة والدها كانت من أتباع الديانة اليهودية قبل الإسلام. وهو ما أثار امتعاض الأوساط الثقافية واشمئزازها. ويبدو أن القصد من وراء إصدار هذه السيرة وفي هذا التوقيت بالذات هو تسريب هذه المعلومة لا غير لإيهام الرّأي العام أو جزء منه على الأقل بأن البربر كانوا يدينون باليهودية والمسيحية. وهذا تزييف آخر للتاريخ. فاليهود كانوا قلة قليلة لا تذكر، وهم أساسًا من الفينيقيين الذين جاءت بهم الهجرات المتتالية إلى سواحل البحر الأبيض المتوسط. وما يقال عن اليهود يقال أيضا عن المسيحيين، فقد كانوا، هم أيضا، قلة وكانوا موالين ثقافيا وروحيًّا للإمبراطورية الرومانية ويعدّون من رعاياها. وكانت لغتهم هي اللاتينية، وخير مثال على ذلك القديس أو غستينو. ولو كانت هاتان الديانتان متجذرتيْن في المنطقة كما يدّعي البعض لما استطاع الدين الجديد، أي الاسلام استئصالهما. والدليل على ذلك أنهما حافظتا على وجودهما في الجزيرة العربية مهد الإسلام، ولم تندثرا لتجذّرهما هناك منذ مئات السنين، ويمكن أن نضرب مثلا آخر أقرب إلينا تاريخّيًّا: فالمناطق التي سبق إليها الإسلام في أفريقيا السوداء، لم يفلح الاستعمار الغربي، بالرّغم من محاولاته في فرض النصرانية على سكانها، في المقابل رأينا سكان المناطق الوثنية يدخلون المسيحية أفواجا أفواجا لتتحول إلى ديانة رسمية بعد حصول هذه البلدان على استقلالها لاحقًا.
وطبقا لما تقدّم، فإن سكان شمال إفريقيا الأصليين وهم فينيقوين، كما أسلفنا كانوا وثنيّين من عبدة الكواكب والنجوم والأوثان التي ارتقوا بها إلى مصاف الآلهة ولم يكونوا لا يهودًا ولا مسيحيّين كما يروّج لذلك دعاة البربرية وأسيادهم الاستعماريون.
ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى أن هذه الحملة المسعورة التي تستهدف العرب وإرثهم الحضاري هي إحدى بوادر إقامة الهلال الأمازيغي الذي تحدّثنا عنه في مقالة سابقة. ولتحقيق ذلك فإن دعاة البربرية والانفصاليين لا يتورّعون عن نسج الأساطير وتزوير التاريخ واصطناع الأحداث بما يخدم مخططهم الخبيث. ويذكّرنا هذا الأسلوب بممارسات زعماء الحركة الصهيونية عندما وظفوا الميثيولوجيا التوراتية لإقامة كيانهم العنصري في فلسطين. وها هم دعاة البربرية ينسجون على منوالهم، فلا غرابة، والحال هذه أن يرثوا عنهم حقدهم على العرب وحضارتهم، كما يتضح ذلك من خطابهم العنصري الحاقد فهم لا يتركون مناسبة إلاّ وذكّروا «بالغزو الهمجي للأعراب». وما ارتكبوه من فظائع في حق البربر المسالمين إلى غير ذلك من السرديات البائسة…
لقد تناسى هؤلاء الاستعمار الفرنسي وما ارتكبه- في الجزائر خاصة- من فظائع تشحب أمامها فظائع هولاكو كبقر بطون الحوامل من النساء وجزّ الرؤوس وإبادة قرى كاملة بدم بارد. والاعدامات الجماعية للآلاف من المقاومين، واحتفظت ذاكرتهم فقط ”بجرائم العرب”، بالرّغم من مرور أربعة عشر قرنا، وقد آن الأوان لتحرير بلاد الأمازيغ من الاستعمار العربي… كما يروجون لذلك في أدبياتهم وفي وسائل الاتصال الاجتماعي… إنها المازوشية في أبشع مظاهرها.
لهؤلاء ولأضرابهم من المرضى والمأجورين نقول إن الثقافة هي المحدّد الأوّل والأخير للهويّة، بغض النظر عن الدين والعرق أو اللون، وأن تسمية المغرب العربي التي لا يعترفون بها مستمدّة من الثقافة السائدة في أقطاره منذ تعريبها قبل أربعة عشر قرنًا. وأن اللهجات الأمازيغية – مع احترامنا للناطقين بها لا تمثل شيئًا يذكر أمام كونية اللغة العربية وما أبدعته من حضارة سادت، في يوم من الأيّام نصف الكرة الأرضية. ومهما فعلتهم فلن تكون بديلا عنها ولدينا ما يؤيد ذلك بالوقائع الملموسة: فبالرّغم من دسترة الأمازيغية في كل من المغرب والجزائر ظل الإقبال عليها محتشما حتى أن الكثير من الأمازيغ أنفسهم منعوا أبناءهم من دراستها لصعوبة تقبّلها، فهي لغة جامدة بلا روح باعتراف عدد من علماء اللغة وهذا طبيعي ما دامت لم تولد ولادة طبيعية كغيرها من اللغات. ومن أوجه رفض هذه اللغة وعدم تقبّلها الموقف الذي عبّر عنه أئمة المساجد من أصول أمازيغية عندما رفضوا رفضا باتا استخدامها في المساجد على إثر قرار من الحكومة الجزائرية باعتمادها في خطب الجمعة، نزولا عند رغبة بعض نشطاء الحراك البربري، مؤكدين على أن لغة الدين كانت وستبقى هي العربية.
إن الحرب على اللغة والثقافة العربية هي حرب خاسرة لا محالة وأوّل من يدرك هذه الحقيقة هم دعاة البربرية. إنما يصرّون على عدائهم من باب المكابرة وإثبات الذات لا غير، وإلاّ كيف يفسّرون اختيار الكتاب والمفكرين وسائر المبدعين من أصول أمازيغية العربية- وأحيانا الفرنسية لغة للكتابة بدلاً من الأمازيغيّة، ثم كيف يفسّرون دفاع المعرّبين من الأمازيغ عن العربية لغةً وثقافةً وتمسكهم بها، وما موقفهم من ابن جلدتهم رشيد بن عيسى عالم اللغات (يكتب ويتحدّث عشر لغات منها ست قديمة) والخبير في منظمة الأونيسكو طيلة خمسة وثلاثين عامًا. فقد فضح هذا العالم الجليل، وهو قبائلي دسائس دعاة البربرية ومؤامراتهم من أجل إثارة الفتنة العرقية خدمة لأسيادهم الاستعماريين، وهو لا يني يذكّر في محاضراته ولقاءاته التلفزيونية وهي متوفّرة بالعشرات بأن اللهجات الأمازيغية هي لهجات غير مكتوبة وإذا كان لا بدّ من كتابتها فبالحروف العربية على غرار بعض اللغات الأخرى؟؟
هذه الأسئلة وأخرى كثيرة لن يجيبوا عنها لأنها تحرجهم وتفضح أهدافهم الحقيقية ألا وهي تفتيت المنطقة على أساس عرقي خدمة لأسيادهم. وسيواصلون سعيهم المحموم والنفخ في الرماد من أجل ذلك، بالرّغم من قناعتهم باستحالة تحقيق ما يحلمون به على الأقل في المدى القريب…
من حق أيّ شعب أو أقلية المطالبة بحقوقها الثقافية والسياسية، لكن ليس من حقها أن تفعل ذلك من خلال الحط من شأن الآخرين والتقليل من أهميتهم. فكلما جرى الحديث عن الأمازيغ أو عن التركيبة السكانية لأقطار المغرب العربي إلا ورافق ذلك هجمة عنصرية شرسة ضد العرب. سواء في وسائل الاتصال الاجتماعي أو في القنوات التلفزيونية أو حتى في الأحاديث الخاصة. أمّا الغريب في الأمر هو أن هؤلاء الذين لا يطيقون العرب لا يتورّعون عن شتمهم بلغتهم. وهذا من كرم العرب وفضلهم عليهم لكنهم يجحدون هذه النعمة التي لولاها لظلوا يعيشون في زمن آخر. ومن بين ما يتذرّع به هؤلاء محاربتهم للسلفية الدينية والإسلام السياسي عامة محمّلين العرب مسؤولية المدّ الظلامي، مع أنهم أولى ضحاياه كما يعرف القاص والداني. أما عند الحديث عن النسيج السكاني، فإن الخيال يذهب بهؤلاء كل مذهب، من ذلك ما يُروّج منذ مدّة على وسائل الاتصال الاجتماعي من أن نسبة العرب في تونس لا تتجاوز الأربعة بالمائة (4%). وهنا يحق لنا أن نسأل مروّجي هذه الفرية: إذا كان العرب بهذه القلّة، فكيف استطاعوا فرض لغتهم ودينهم وثقافتهم على الستة والتسعين بالمائة المتبقية؟ ألا يعني هذا أنهم عباقرة ويحق، بالتالي، لمن ينتسب إليهم أن يفخر بهم حسب المنطق العنصري الذي يحكم مواقف دعاة البربرية؟
إن العنصرية واحدة لا تتجزأ على حدّ علمنا، أمّا أن تتحوّل إلى مظهر من مظاهر الحداثة كلما تعلق الأمر بمعاداة العرب، كما نرى ذلك عند رهط من التونسيين، في بدعة، وأي بدعة!
*نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 21 مارس 2023