الشارع المغاربي – بضغط من أمريكا: تونس مُطالبة بقبول عودة دواعش تونسيين من بؤر التوتر

بضغط من أمريكا: تونس مُطالبة بقبول عودة دواعش تونسيين من بؤر التوتر

قسم الأخبار

6 فبراير، 2019

الشارع المغاربي-منى المساكني ملف حارق أعادت الولايات المتحدة الامريكية طرحه على أعلى مستوى أوروبي وعربي ويتعلق بعودة ارهابيي داعش الى بلادنهم بعد اعلان سحب قواتها من الاراضي السورية. في هذا السياق أكدت الخارجية الأمريكية إن على المقاتلين الأجانب في تنظيم داعش الارهابي المحتجزين في شمال سوريا أن يرحلوا إلى بلادهم لبدء إجراءات محاكمتهم هناك، وهذا القرار يشمل بالضرورة تونس التي تصنف كأهم الدول “المصدرة للارهابيين” .

ويعتبر ملف عودة الارهابيين من يؤر التوتر من بين الملفات الحارقة التي تختلف بخصوصها المواقف مما يجعل من الصعب التوصل الى أي توافق بخصوص كيفية ادارته ، برفض تقريبا واسع لعودة الارهابيين الى تونس بعد جرائهم ضد الانسانية ، فيما يطالب اخرون وجلهم محسوبون على النهضة والاحزاب القريبة منها باعادتهم استنادا الى مشروع قانون مثير للجدل معروف باسم قانون التوبة مقابل من يدعو الى تمكينهم من العودة والتعاطي معهم استنادا الى قانون مكافحة الارهاب والتحقيق معهم للحصول على معلومات حول الشبكات التي كانت وراء تسفيرهم الى بؤر التوتر.

وكانت الحكومة قد سربت مشروع قاون اعدته لاعادة ادماج العائدين من بؤر التوتر وتداول وقتها ان هذا القرار جاء بضغط دولي غير مسبوق يفرض على تونس الاعداد لاستقبال ارهابيي بؤر التوتر الحاملين للجنسية التونسية والذني تختلف التقارير حول أعداهم التي لا تقل عن 2000 ارهابي على الاقل . ورغم التطورات التي يعرفها الملف على مستوى دولي ، فان تونس لا تزال تتحرك بشكل محتشم ولم تقدم استراتيجية للتعاطي مع عودة ارهابيين يوصفون بالقنابل الموقوتة ويشكلون بالنظر الى قدراتهم القتالية خطرا دائما على الـمن القومي ، في وقت جُمد تقريبا عمل اللجنة البرلمانية للتحقيق في تسفير الشباب لبؤر التوتر وأفرغت من محتواها بعد تحالف النهضة وكتلة الائتلاف الوطني وصمت رئيستيها المتعاقبتين ليلى الشتاوي وهالة عمران عن التصريحات والتحرك بشكل يوصف بغير البريء.

وحثت واشنطن دولا أخرى على استقبال المئات من ارهابيي داعش المحتجزين لدى المقاتلين الأكراد في شمالي سوريا.

وقال روبرت بالادينو، المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن بلاده تطالب دولا أخرى بنقل ومحاكمة مواطنيها المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية، وهو “تحالف مشكل أساسا من وحدات حماية الشعب الكردية “.

وأضاف: “رغم تحرير المناطق التي كانت خاضعة لداعش، لا يزال هذا التنظيم يمثل تهديدا إرهابيا، مما يستدعي اتخاذ إجراء شامل للتعامل مع هذا التحدي الأمني العالمي.”

وحتى الآن، لم تبد إلا دول قليلة استعدادها لقبول عودة مواطنيها الذين انخرطوا في تنظيم داعش والمحتجزين لدى القوات الكردية الموالية للولايات المتحدة.

 لكن بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، حذر الأكراد من أنهم قد يفقدون السيطرة على السجون بعد انسحاب الحليف الأمريكي، وهي السجون التي تستخدم كمقر اعتقال ارهابيي التنظيم.وتأتي الدعوة الأمريكية لإعادة ارهابيي داعش إلى بلادهم للمحاكمة هناك قبل يومين من اجتماع في واشنطن بين وزراء خارجية دول أوروبية ودول من الشرق الأوسط لإجراء محادثات تستهدف وضع تصور للحرب على تنظيم الدولة بعد انسحاب القوات الأمريكية.

وأعربت الإدارة الأمريكية منذ أسابيع عن قلقها إزاء وضع المحتجزين من ارهابيي داعش لدى قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الأكراد بعد انسحاب قواتها .واعترف مسؤول أمريكي آخر بأن “شمال شرقي سوريا أصبح نقطة تسلل” من الناحية الأمنية.

وقال: “بتطور الأحداث، هناك عدد من السيناريوهات التي قد تؤدي إلى تغيير في السيطرة الإيجابية الحالية على العناصر المحتجزة”.

وأعرب المصدر عن مخاوفه حيال أن يتوجه الارهابيون إلى مناطق أكثر اضطرابا حول العالم حيث يمكنهم استئناف القتال.

من جهتها بدأت فرنسا، التي تعرضت لسلسلة من هجمات نفذها عناصر داعش الارهابي، في إجراءات تسلم ارهابيي التنظيم المذكور بعد إصرار الحكومة الفرنسية على ضرورة محاكمتهم بفرنسا.

وقالت جان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي: “هدف فرنسا هو تفادي هروب وانتشار هذه العناصر الخطيرة”، معترفا بأن الموقف على الأرض يتغير مع انسحاب القوات الأمريكية.

في المقابل، لم تبد بريطانيا، التي لا تزال تحتفظ بقوات محدودة في سوريا تعمل مع القوات الفرنسية هناك، اهتماما باستقدام العنصرين المتبقيين على قيد الحياة من المجموعة التي تعرف باسم “خنافس تنظيم الدولة”.

وترجح تقارير أن الحكومة البريطانية قد جردت ألكسندر أمون كوتي والشافعي الشيخ من الجنسية البريطانية، وتدرس لندن تسليم العنصرين إلى واشنطن.


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING