الشارع المغاربي-السيدة سالمية ظهر رئيس الحكومة يوسف الشاهد مساء اليوم الثلاثاء 29 ماي 2018 لأول مرة منذ احتدام الأزمة السياسية وتعالي الأصوات الداعية لاقالته ، حاملا خطاب التقسيم او “فرّق تسُد” .
البداية كانت مع المعنيين بحوار جديد سيقوده هو شخصيا ، واصفا إياهم بـ” ذوي النوايا الصادقة” الذين دعاهم الى الالتفاف حوله والتوحد من أجل مصلحة تونس ضد من اتهمهم بقيادة مشروع شخصي وهو بالتالي من أصحاب النوايا السيئة.
ثم جاء التقسيم على مستوى ما بات يُعرف سياسيا بـ”العائلة” اي عائلة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبيسي ، عبر استهداف مباشرة لابن الرئيس حافظ قائد السبسي واتهامه بتدمير نداء تونس والتسبب في تكبده هزائم انتخابية ، مُقابل التنديد باستهداف عائلات السياسيين وعلى رأسها عائلة رئيس الجمهورية .
ويتواصل التقسيم ليصل لنداء تونس ، بين المدير التنفيذي والمجموعة المحيطة به ، والأغلبية التي قال ان القرارات الصادرة عن القيادة الحاليا للحزب لا تُمثلها معتبرا انه حان الوقت لإطلاق مسار تصحيحي صلب النداء وان ذلك سيؤدي الى توحيد العائلة الوطنية ، بما يعني ضمنيا دعوة للانقلاب على المدير التنفيذي حافظ قائد السبسي وافتكاك زمام الأمور صلب نداء تونس.
وعلى مستوى المشهد الحزبي ، قسّم الشاهد الفاعلين بين من تُحركهم المصلحة الوطنية ومن يُمارسون السياسة بالسب والشتم، مُبرزا ان البلاد أصبحت لا تتحمل تجاذبات سياسية أكثر ، مُقدما نفسه كحامل لمشروع المصلحة الوطنية ، متجاهلا في نفس الوقت بند وثيقة قرطاج 2 المتعلق بإلزامه بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
ويواصل رئيس الحكومة التقسيم ، ليحشر في النهاية ملف الحرب على الفساد في الأزمة السياسية، بين مساندين لها ورافضين ، ووفق منظوره فإن المجموعة الرافضة هي من تساند الدعوات لتغييره بما يُمكن من اطلاق سراح الموقوفين في إطار هذه الحرب.
ومن المنتظر على ضوء خطاب الرجل الهجومي ، ان تشهد الساحة السياسية معركة كسر عظام خاصة بينه وبين حافظ قائد السبسي إبن الباجي قائد السبسي صانع صعوده السياسي ، يلعب فيها الشاهد كل أوراقه في حرب عنوانها “البقاء أو الفناء السياسي”.