الشارع المغاربي – عرفات الذي افتقدناه‭...‬/بقلم: د‭.‬زهير‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ) ‬جامعي‭ ‬تونسي‭(

عرفات الذي افتقدناه‭…‬/بقلم: د‭.‬زهير‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ) ‬جامعي‭ ‬تونسي‭(

قسم الأخبار

19 أكتوبر، 2023

الشارع المغاربي: الرئيس‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭(‬1929‭ – ‬2004‭) ‬ظل‭ ‬دائما‭ ‬محلّ‭ ‬احترام‭ ‬شعبه‭ ‬بمن‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الذين‭ ‬اختلفوا‭ ‬معه‭. ‬

منذ‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬غادرنا‭ ‬الزّعيم‭ ‬الذي‭ ‬اضطرته‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والاختلال‭ ‬الفادح‭ ‬في‭ ‬ميزان‭ ‬القوّة‭ ‬إلى‭ ‬حصاد‭ ‬مرّ‭ ‬لأخطاء‭ ‬متلاحقة‭ ‬في‭ ‬أوسلو‭ ‬وعودة‭ ‬مرهقة‭ ‬إلى‭ ‬غزّة‭ ‬وحصار‭ ‬قاتل‭ ‬وسط‭ ‬تخـلّ‭ ‬عربي‭ ‬رسمي‭ ‬كامل‭ ‬في‭ ‬‮”‬رام‭ ‬الله”‬‭ ‬ولكنّه،‭ ‬وإن‭ ‬ناور‭ ‬في‭ ‬الهوامش،‭ ‬فإنّه‭ ‬لم‭ ‬يقدّم‭ ‬ذرّة‭ ‬تنازل‭ ‬واحدة‭ ‬عن‭ ‬الثّوابت،‭ ‬ورفض‭ ‬أن‭ ‬يقايض‭ ‬حرّيته‭ ‬الشخصيّة‭ ‬بحرّية‭ ‬شعبه‭.‬

منذ‭ ‬تسعة‭ ‬عشر‭ ‬عاما‭ ‬غاب‭ ‬الرئيس‭ ‬المناضل‭ ‬الذي‭ ‬رفض‭ ‬أن‭ ‬يحني‭ ‬الرّأس‭ ‬أمام‭ ‬ضغوط‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكـية‭ ‬وابتزاز‭ ‬حلفائها‭ ‬في‭ ‬مفاوضات‭ ‬كامب‭ ‬ديفيد‭ ‬الثانية،‭ ‬وأبى‭ ‬التّنازل‭ ‬عن‭ ‬أهمّ‭ ‬ركنين‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وآخر‭ ‬خطوطها‭ ‬الحُمر‭: ‬حق‭ ‬العــودة‭ ‬والسيادة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬القدس‭.‬

منذ‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬انتقل‭ ‬عنا‭ ‬الفدائي‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬دمه‭ ‬على‭ ‬كفّه‭ ‬في‭ ‬الأغوار(الأردن)‭ ‬وفي‭ ‬العـرقوب‭ ‬وفي‭ ‬بيروت‭)‬لبنان)‭ ‬وفي‭ ‬حمّام‭ ‬الشطّ‭ ) ‬تونس)‭ ‬متحدّيا‭ ‬مجرمي‭ ‬الحـرب‭ ‬كافّة‭ ‬وفي‭ ‬مقدّمتهم‭ ‬الإرهابي‭ ‬شارون،‭ ‬ورفع‭ ‬العلم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬عاليا‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتّحدة‭ ‬وفي‭ ‬غزّة‭ ‬وفي‭ ‬رام‭ ‬الله‭ ‬وأصرّ‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬نبض‭ ‬في‭ ‬عروقه‭ ‬على‭ ‬رفعه‭ ‬في‭ ‬سماء‭ ‬القدس‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بيده‭ ‬فبِيَدِ‭ ‬شبل‭ ‬من‭ ‬أشبال‭ ‬فلسطين‭ ‬أو‭ ‬زهرة‭ ‬من‭ ‬زهراتها‮»‬‭..‬

منذ‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬مضى‭ ‬عرفات‭ ‬الذي‭ ‬اختار‭ ‬الديبلوماسية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتخلّى‭ ‬عن‭ ‬البندقية،‭ ‬مضى‭ ‬عرفات‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬العنان‭ ‬للانتفاضة‭ ‬الثانية‭ ‬لنسف‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬من‭ ‬أساسها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬افتضحت‭ ‬مخططاتها‭ ‬في‭: ‬الاستحواذ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والتنكر‭ ‬للحقوق‭ ‬وإبقاء‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الأسرى‭ ‬في‭ ‬سجون‭ ‬الاحتلال‭ ‬وتدمير‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬بنته‭ ‬السلطة،‭ ‬فكانت‭ ‬‮”‬كتائب‭ ‬شهداء‭ ‬الأقصى‮”‬‭ ‬رافدا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬روافد‭ ‬حركة‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬الفلسطيني‭.‬

منذ‭ ‬19‭ ‬عاما‭ ‬ترجّل‭ ‬عرفات‭ ‬ولكن‭ ‬الكوفية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لم‭ ‬تسقط‭ ‬بعده،‭ ‬ولئن‭ ‬نأى‭ ‬به‭ ‬المكان،‭ ‬كرها،‭ ‬عن‭ ‬القدس،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير،‭ ‬فإنّ‭ ‬قلوب‭ ‬الملايين‭ ‬تسكن‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬كما‭ ‬سكنت‭ ‬فيها‭ ‬يوم‭ ‬الوداع‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬‮”‬المقاطعة”‮ ‬‭.‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬عرفات‭ ‬قد‭ ‬مات‭ ‬فإنّ‭ ‬‮”‬شعب‭ ‬الجبّارين‮”‬‭ ‬حيّ‭ ‬لا‭ ‬يموت،‭ ‬وهو‭ ‬جدير‭ ‬بالآلام،‭ ‬على”طريق‭ ‬الآلام‮”‬‭ ‬تماما‭ ‬كما‭ ‬المسيح‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬مريم،‭ ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬جدير‭ ‬بحياة‭ ‬ستكلّل‭ ‬عاجلا‭ ‬أو‭ ‬آجلا‭ ‬بالانتصار‭. ‬وليس‭ ‬أوفى‭ ‬للدور‭ ‬التاريخي‭ ‬للراحل‭ ‬عرفات‭ ‬في‭ ‬قيادة‭ ‬نضال‭ ‬شعبه‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ ‬البيت‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لا‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التّسوية،‭ ‬وإنّما‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬ديمقراطية،‭ ‬أسس‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وتفعيل‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬أطرا‭ ‬وهيئات،‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬السلطة‭ ‬وأدواتها‭ ‬وتطهيرها‭ ‬من‭ ‬الفساد،ومواصلة‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬استمات‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬عرفات‭ ‬ويدفع‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬يوميّا‭ ‬من‭ ‬حياتهم‭ ‬أسرا‭ ‬وسجنا‭ ‬واعتقالا‭ ‬واستشهادا‭ ‬ثمنا‭ ‬له‭.‬

‭***‬

الزعيم‭ ‬الراحل‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ : ‬باع‭ ‬الملك‭ ‬القدس‭! ‬فماذا‭ ‬انتم‭ ‬فاعلون‭ ‬يا‭ ‬عرب‭!‬

ماذا‭ ‬عساه‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬بيننا‭ ‬اليوم‭ ‬إزاء‭ ‬‮”‬بيان‭ ‬العار‮”‬،‭ ‬بيان‭ ‬‮”‬‭ ‬عرب‭ ‬اطاعوا‭ ‬رومهم،‭ ‬عرب‭ ‬وباعوا‭ ‬روحهم،‭ ‬عرب‭ ‬وضاعوا‭ ‬‮”.‬‭ !!! ‬

وإذ‭ ‬نؤكد‭ ‬على‭ ‬شرعية‭ ‬مقاومة‭ ‬الاحتلال‭ ‬والتصدي‭ ‬للهيمنة‭ ‬ونلحّ‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬لتحديد‭ ‬مفهوم‭ ‬عالمي‭ ‬موحد‭ ‬للإرهاب‭ ‬والتمييز‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬نضال‭ ‬الشعوب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرّية‭ ‬بما‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬القوى‭ ‬المعادية‭ ‬لحق‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬مصيرها‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الدول‭ ‬الإمبريالية‭ ‬الكبرى‭ ‬والصغرى‭ ‬والتذرع‭ ‬بهذا‭ ‬الخلط‭ ‬المتعمد‭ ‬لتنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تقتضيه‭ ‬مصالحهاومخططاتها‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬سياسة‭ ‬المكاييل‭ ‬والموازين‭ ‬المزدوجة‭.‬

نشدد‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬التميز‭ ‬بين‭ ‬إرهاب‭ ‬الدولة‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬حكومة‭ ‬تل‭ ‬أبيب‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬والمقاومة‭ ‬المشروعة‭ ‬لهذا‭ ‬الإرهاب،‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬ينخرط‭ ‬فيها‭ ‬أفراد‭ ‬أو‭ ‬جماعات‭ ‬وتستهدف‭ ‬إسرائيليين‭ ‬عسكريين‭ ‬وإسرائيليين‭ ‬غير‭ ‬مدنيين‭ ‬وإن‭ ‬كانوا‭ ‬بلباس‭ ‬غير‭ ‬عسكري‭ ‬هم‭ ‬ميليشيات‭ ‬المستوطنين ‬(غلاف‭ ‬غزّة‭ ‬أنموذجا)‭ ‬ ‬وهو‭ ‬الحق‭ ‬الذي‭ ‬ضمنته‭ ‬اللجنة‭ ‬الأممية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بحال‭ ‬أن‭ ‬نسوّي‭ ‬بين‭ ‬الجلاد‭ ‬والضحية‭ ‬ولا‭ ‬بين‭ ‬العدوان‭ ‬والدفاع‭ ‬الشرعي‭ ‬عن‭ ‬النفس‭.‬

نندد‭ ‬بسياسة‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والمجازر‭ ‬اليومية‭ ‬التي‭ ‬يمارسها‭ ‬العدو‭ ‬الصهيوني‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬أشقائنا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬منذ‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬أسبوع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزّة‭ ‬والأراضي‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة‭ ‬وسياسة‭ ‬الإذلال‭ ‬والتركيع‭ ‬والمساومة‭ ‬على‭ ‬الدماء‭ ‬التي‭ ‬يستهدفهم‭ ‬بها،‭ ‬انتقاما‭ ‬لشرفه‭ ‬العسكري‭ ‬الممرّغ‭ ‬في‭ ‬الوحل،‭ ‬ونذكّر‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المحرقة‭ ‬النازيةّ،‭ ‬بقطع‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأرقام‭ ‬المقدمة‭ ‬بخصوصها،‭ ‬لم‭ ‬تُفْنِ‭ ‬الشعب‭ ‬اليهودي‭ ‬فإنّ‭ ‬الهولوكوست‭ ‬الصهيوني‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬لن‭ ‬ينجح‭ ‬بالتأكيد‭ ‬في‭ ‬تهجير‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬تهجيرا‭ ‬ثانيا‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بالقضاء‭ ‬عليه‭.‬

نشجب‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬السافر‭ ‬لهذا‭ ‬العدوان‭ ‬الإجرامي‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭ ‬وتوفيرها‭ ‬الغطاء‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬الذي‭ ‬يستلزمه‭ ‬وعرقلتها‭ ‬لكل‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إيقاف‭ ‬المجزرة‭ ‬وتحملها‭ ‬بالنتيجة،‭ ‬بمعية‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬المسؤولية‭ ‬القانونية‭ ‬والأخلاقية‭ ‬للجرائم‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬عنها‭ ‬جيش‭ ‬العدو‭ ‬في‭ ‬غزّة‭.‬

نعبّر‭ ‬عن‭ ‬سخطنا‭ ‬على‭ ‬تخاذل‭ ‬النظام‭ ‬العربي‭ ‬الرسمي‭  ‬وتواطئه‭ ‬وعدم‭ ‬انفكاكه‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬التنازل‭ ‬تلو‭ ‬التنازل‭  ‬وصولا‭ ‬إلى‭ ‬التطوع‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬الجماعي‭ ‬بإسرائيل‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬بالتطبيع‭ ‬الكامل‭ ‬معها،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يفوّضهم‭ ‬لطرحه‭ ‬أحد‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬التفويت‭ ‬في‭ ‬حقوقنا‭ ‬التاريخية‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬مقابل‭ ‬حق‭ ‬ظرفي‭ ‬مرحلي‭ ‬هو‭ ‬نفسه‭ ‬لا‭ ‬ضمان‭ ‬لأحد‭ ‬فيه‭ ‬ولعل‭ ‬في‭ ‬انقلاب‭ ‬اليمين‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المتطرّف‭ ‬على‭ ‬ّاتفاقيات‭ ‬السلامّ‭ ‬بالحديد‭ ‬والنار‭ ‬خير‭ ‬رد‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬الاستسلامية‭.‬

ندعو‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬وخاصة‭ ‬دول‭ ‬الطوق‭ ‬إلى‭ ‬الوقف‭ ‬الفوري‭ ‬لكل‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬العنصري‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلغاء‭ ‬كل‭ ‬المعاهدات‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬معه‭ ‬والامتناع‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التطبيع‭ ‬السياسي‭ ‬والإقتصادي‭ ‬والثقافي‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬العدوّ‭ ‬والالتزام‭ ‬الكامل‭ ‬بالمقاطعة‭ ‬العربية‭ ‬لها‭ ‬وللمتعاملين‭ ‬معها‭ ‬وتطبيق‭ ‬كافة‭ ‬القوانين‭ ‬والقرارات‭ ‬المتصلة‭ ‬بالمكتب‭ ‬الدائم‭ ‬للمقاطعة‭ ‬العربية‭.‬

نطالب‭ ‬بمراجعة‭ ‬العلاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬والأمنية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬واستخدام‭ ‬كل‭ ‬الوسائل‭ ‬الإقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬الممكنة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وشركائها‭ ‬في‭ ‬العدوان‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬سلاح‭ ‬النفط‭ ‬والودائع‭ ‬والرساميل‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬في‭ ‬البنوك‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬عسى‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬عن‭ ‬دعمها‭ ‬الأعمى‭ ‬للغطرسة‭ ‬الصهيونية‭.‬

نعرب‭ ‬عن‭ ‬استنكارنا‭ ‬للتواطؤ‭ ‬الأوروبي‭ ‬المشين‭ ‬مع‭ ‬جرائم‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬المتصاعدة‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬واستيائنا‭ ‬لتناقض‭ ‬مواقفه‭ ‬وتحركاته‭ ‬مع‭ ‬مواقفه‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬وتناقضه‭ ‬مع‭ ‬المرجعية‭ ‬الأنوارية‭ ‬التي‭ ‬يصدر‭ ‬عنها،‭ ‬وعجز‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬تطبيق‭ ‬قراراتها‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬تقتضيه‭ ‬القوانين‭ ‬والمواثيق‭ ‬الدولية‭.‬

نناشد‭ ‬الأسرة‭ ‬الدولية‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والهيئات‭ ‬والجمعيات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬والاتحادات‭ ‬المهنية‭ ‬العالمية‭ ‬استنفار‭ ‬كل‭ ‬قدراتها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وإنقاذ‭ ‬غزّة‭ ‬من‭ ‬هولوكوست‭ ‬جديد،‭ ‬والتصدي‭ ‬بالحزم‭ ‬المطلوب‭ ‬والشفافية‭ ‬المفترضة‭ ‬والوضوح‭ ‬اللازم‭ ‬والصرامة‭ ‬المرقوبة‭ ‬لهذا‭ ‬الخرق‭ ‬الصارخ‭ ‬الذي‭ ‬ماانفك‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬يمارسه‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬وهذا‭ ‬التعدي‭ ‬المستديم‭ ‬على‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬والاستهانة‭ ‬بالمقررات‭ ‬الأممية‭ ‬ونطالب‭ ‬بتوفير‭ ‬حماية‭ ‬أممية‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وتأمين‭ ‬حقه‭ ‬الطبيعي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬وضرورة‭ ‬قيام‭ ‬مبادرة‭ ‬دولية‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لكف‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عليه‭ ‬وفك‭ ‬الحصار‭ ‬عنه‭.‬

‭***‬

سلام‭ ‬الوداع‭ ‬مجددا‭ ‬إلى‭ ‬الثائر‭ ‬الذي‭ ‬سيظل‭ ‬رمزا‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬رموز‭ ‬حركات‭ ‬التحرر‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬تشي‭ ‬غيفارا‭ ‬وباتريس‭ ‬لوممبا‭ ‬وهوشي‭ ‬منه‭ ‬وجمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬رغما‭ ‬عن‭ ‬طغاة‭ ‬العالم‭ ‬ورغم‭ ‬كيد‭ ‬المعتدين،‭ ‬وتواطؤ‭ ‬الخونة‭ ‬والمطبعين‭ .‬

الكوفية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أسمى‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يلتف‭ ‬حولها‭ ‬أي‭ ‬‮”‬عقال‮”‬‭ ‬مفردا‭ ‬كان‭ ‬أو‭ ‬بصيغة‭ ‬الجمع،‭ ‬والراية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أطهر‭ ‬من‭ ‬يلحقها‭ ‬أدنى‭ ‬دنس‭ ‬من‭ ‬‮”‬بول‭ ‬البعير‮”‬.‭ ‬

و”طوفان‭ ‬الأقصى‮”،‭ ‬كما‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية،‭ ‬لن‭ ‬توقفه‭ ‬‮«‬سيوف‭ ‬حديدية‮»‬‭ ‬ولا‭ ‬سيوف‭ ‬حافية،‭ ‬ولا‭ ‬إمبرياليات‭ ‬غربية،‭ ‬ولا‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬

وما‭ ‬جمعه‭ ‬دم‭ ‬الشهداء‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يفرقه‭ ‬أعراب‭ ‬ولا‭ ‬أغراب‭ ‬وإن‭ ‬اجتمعوا‭.‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 17 اكتوبر 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING