الشارع المغاربي:تحتفل المراة التونسية اليوم السبت 13 اوت 2022 بعيدها الوطني الذي يتزامن هذه السنة مع الذكرى 66 لاصدار مجلة الاحوال الشخصية.

وتعتبر مجلة الاحوال الشخصية التي صدرت في 13 اوت من سنة 1956 بمقتضى امر علي ودخلت حيز التنفيذ في 1 جانفي من سنة 1957 من المكاسب التشريعية المهمة التي تحققت للمراة التونسية منذ عقود وميزتها عن غيرها من النساء في العالم العربي على وجه الخصوص.

ومن اهم المكاسب التي حققتها المجلة الغاء تعدد الزوجات وتحديد السن الادنى لزواج المراة واشتراط توثيق الزواج بعقود رسمية وسن اجراءات معينة للطلاق وغيرها من المكاسب.

ومكنت مجلة الاحوال الشخصية المراة التونسية من ان تتبوا مكانة مرموقة في المجتمع خاصة مع حرص دولة الاستقلال على تعميم التعليم وتشييد المدارس ونشر المرافق الصحية.

وبعد الثورة سنة 2011 ابدت منظمات حقوقية ونسوية مخاوفها من التراجع عن بعض الحقوق والمكاسب التي تحققت للمراة منذ سنوات الاستقلال الاولى خاصة مع صعود حركات الاسلام السياسي المحافظة الى الحكم وبروز دعوات للعودة الى العمل بمبادىء الشريعة الاسلامية.

كما عادت نفس الهواجس لتظهر من جديد بعد 25 جويلية 2021 وما تبعه من اجراءات انتهت بالغاء دستور 2014 وتنيظم استفتاء على دستور جديد .

وقد زاد عرض مشروع دستور جديد على الاستفتاء يوم 25 جويلية المنقضي من تغذية المخاوف والهواجس من التراجع على الحقوق المكتسبة للنساء خاصة لما تضمن فصله الخامس من اشارة الى مقاصد الشريعة.

ولعل ذلك ما جعل رئيس الجمهورية قيس سعيد يؤكد في كل مرة انه لا تراجع عن حقوق المراة وكان اخرها يوم امس خلال استقباله رئيسة الحكومة نجلاء بودن.

واشارت رئاسة الجمهورية في بلاغ صادر عنها الى ان اللقاء تناول ايضا الاحتفال بعيد المرأة والى ان سعيد” أكّد مجددا على أنه لن يكون هناك أي مساس بمكاسب المرأة بل بالعكس يجب دعمها وخاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي” والى انه تم التذكير بالمناسبة بالمحطات التي عرفتها تونس لتحرير المرأة منذ نهاية القرن 19 إلى غاية وضع مجلة الأحوال الشخصية في 13 أوت 1956.