الشارع المغاربي – قيس سعيّد وحركة النهضة والانتخابات الرئاسية 2024 / بقلم: أنس الشابي

قيس سعيّد وحركة النهضة والانتخابات الرئاسية 2024 / بقلم: أنس الشابي

قسم الأخبار

14 يوليو، 2023

الشارع المغاربي: بعد‭ ‬مرور‭ ‬قرابة‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬بدأ‭ ‬حكم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬في‭ ‬فتح‭ ‬ملفات‭ ‬قضائيّة‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بقيادات‭ ‬من‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬واعتمد‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أسلوبين‭ ‬اثنين‭:‬

1) ‬الابتعاد‭ ‬كليا‭ ‬عن‭ ‬الملفات‭ ‬الحارقة‭ ‬التي‭ ‬سيؤدي‭ ‬فتحها‭ ‬إلى‭ ‬نتائج‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬الإمساك‭ ‬بالسلطة‭ ‬كليا‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬فتح‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬إلى‭ ‬المسّ‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬التبعيّة‭ ‬التي‭ ‬انتهجها‭ ‬حكم‭ ‬حزب‭ ‬النهضة‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬حافظ‭ ‬النظام‭ ‬الجديد‭ ‬على‭ ‬علاقات‭ ‬متميّزة‭ ‬معها‭ ‬كعلاقته‭ ‬بقطر‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أوّل‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬زارها‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬حيث‭ ‬اختتم‭ ‬زيارته‭ ‬لها‭ ‬بتعيينه‭ ‬رئيسا‭ ‬للرابطة‭ ‬الدولية‭ ‬لفقهاء‭ ‬القانون‭ ‬الدستوري‭. ‬كما‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬علاقاته‭ ‬بالنظام‭ ‬التركي‭ – ‬الذي‭ ‬زار‭ ‬رئيسه‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬بعد‭ ‬شهرين‭ ‬من‭ ‬استلام‭ ‬منصبه‭- ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬معالجة‭ ‬خلل‭ ‬الميزان‭ ‬التجاري‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأخيرة‭ ‬يستلزم‭ ‬سياسة‭ ‬تحرّر‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬التبعية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬عليه‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭. ‬ولعلّ‭ ‬أبرز‭ ‬ملف‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬هو‭ ‬ملف‭ ‬التسفير‭ ‬الذي‭ ‬لعبت‭ ‬فيه‭ ‬قطر‭ ‬وتركيا‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬شهد‭ ‬بذلك‭ ‬التونسيّون‭ ‬الذين‭ ‬ألقي‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وتحدّثوا‭ ‬عن‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬بهم‭ ‬إلى‭ ‬الانخراط‭ ‬في‭ ‬تدميرها‭ ‬بمساعدة‭ ‬من‭ ‬جهات‭ ‬بعضها‭ ‬رسمي‭. ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬إهمال‭ ‬الملف‭ ‬الضخم‭ ‬للاغتيالات‭ ‬الذي‭ ‬خُصص‭ ‬له‭ ‬اجتماع‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬وشاهد‭ ‬الناس‭ ‬حُكّته‭ (‬boite d’archive‭) ‬على‭ ‬مكتب‭ ‬الباجي‭ ‬قائد‭ ‬السبسي‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬آنذاك‭.‬

2) ‬حصر‭ ‬الاتهامات‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬إلى‭ ‬قيادات‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المخالفات‭ ‬العادية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينظمها‭ ‬خيط‭ ‬سياسي‭ ‬جامع‭ ‬يمثل‭ ‬خطة‭ ‬حزبيّة‭ ‬نفذتها‭ ‬هذه‭ ‬القيادات‭ ‬للتمكين‭ ‬لحزبها‭. ‬فعلي‭ ‬العريض‭ ‬صدر‭ ‬ضدّه‭ ‬حكم‭ ‬بالسجن‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬لاتهامه‭ ‬بتسفير‭ ‬شبان‭ ‬إلى‭ ‬سوريا‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬التسفير‭ ‬كان‭ ‬سياسة‭ ‬دولة‭ ‬اشتركت‭ ‬فيها‭ ‬منظومة‭ ‬2011‭ ‬بكل‭ ‬اطرافها‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬المقاضاة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬هذه‭ ‬المنظومة‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الاقتصار‭ ‬على‭ ‬علي‭ ‬العريض‭. ‬والغريب‭ ‬فعلا‭ ‬أن‭ ‬النهضوي‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬الخادمي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدعاة‭ ‬حماسا‭ ‬للتسفير‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطبه‭ ‬مُكّن‭ ‬من‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬قطر‭ ‬رغم‭ ‬الشبهات‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬طالته‭ ‬ورغم‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬وزيرا‭ ‬للشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬وكان‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬ملف‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬الوزارة‭ ‬والتسفير‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬إدانة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭. ‬

اليوم‭ ‬يلاحظ‭ ‬المرء‭ ‬أن‭ ‬النواة‭ ‬الصلبة‭ ‬لحركة‭ ‬النهضة‭ ‬جميعها‭ ‬وُضعت‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬بدءا‭ ‬برئيس‭ ‬الحركة‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬وانتهاء‭ ‬بنور‭ ‬الدين‭ ‬البحيري‭ ‬مرورا‭ ‬بعلي‭ ‬العريض‭ ‬وعبد‭ ‬الحميد‭ ‬الجلاصي‭ ‬والحبيب‭ ‬اللوز‭ ‬والصحبي‭ ‬عتيق‭ ‬ومحمد‭ ‬بن‭ ‬سالم‭ ‬وغيرهم‭ ‬بحيث‭ ‬أفرغ‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬قياداته‭ ‬التي‭ ‬تصدّرت‭ ‬المشهد‭ ‬السياسي‭ ‬والإعلامي‭ ‬طوال‭ ‬العشر‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وكانت‭ ‬صاحبة‭ ‬اليد‭ ‬الطولى‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬والبرلمان‭. ‬فهل‭ ‬أثّرت‭ ‬هذه‭ ‬الإيقافات‭ ‬على‭ ‬بنية‭ ‬الحركة؟‭ ‬ولماذا‭ ‬لم‭ ‬نشاهد‭ ‬ردّ‭ ‬فعل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الإيقافات؟‭ ‬ولماذا‭ ‬اتجهت‭ ‬الحركة‭ ‬إلى‭ ‬التهدئة‭ ‬عبر‭ ‬خطاب‭ ‬رئيسها‭ ‬المؤقت‭ ‬الداعي‭ ‬إلى‭ ‬الصبر‭ ‬والتهدئة؟‭ ‬وما‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬التسعينات‭ ‬التي‭ ‬ردّت‭ ‬فيها‭ ‬الحركة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬بتحرير‭ ‬المبادرة‭ ‬وهذه‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬رضيت‭ ‬فيها‭ ‬بما‭ ‬قرّر‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭ ‬دون‭ ‬اعتراض‭ ‬منها؟‭ ‬ثم‭ ‬هل‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التهدئة‭ ‬حكمة‭ ‬قذفها‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬أو‭ ‬اعتقاده‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬السلطة‭ ‬يمهّد‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬بقية‭ ‬التشكيلات‭ ‬الحزبية‭ ‬والنقابية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بالأجسام‭ ‬الوسيطة‭ ‬بحيث‭ ‬يتحمّل‭ ‬السجن‭ ‬لأيام‭ ‬معدودات‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬التخلص‭ ‬من‭ ‬البقية؟‭.. ‬أسئلة‭ ‬كثيرة‭ ‬تراود‭ ‬الذهن‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬سنوات‭ ‬لم‭ ‬تحاسب‭ ‬فيها‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬على‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬ارتكبتها‭ ‬في‭ ‬حق‭ ‬البلاد‭ ‬والعباد‭ ‬والراجح‭ ‬لدينا‭ ‬بعد‭ ‬التأمل‭ ‬أن‭ ‬حكم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬غير‭ ‬جاد‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬أسّ‭ ‬البلاء‭ ‬وسبب‭ ‬الدمار‭ ‬الذي‭ ‬عرفته‭ ‬البلاد‭ ‬خلال‭ ‬العشرية‭ ‬الماضية‭ ‬ومما‭ ‬يؤكد‭ ‬هذه‭ ‬الفرضية‭ ‬أن‭:‬

1) ‬حكم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬أغلق‭ ‬مقرات‭ ‬الحركة‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يصادرها‭ ‬ويعلم‭ ‬الجميع‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الحركة‭ ‬لا‭ ‬تستعمل‭ ‬مقراتها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معلوم‭ ‬وملاحظ‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬ممّا‭ ‬لا‭ ‬يثير‭ ‬الشبهة‭ ‬أو‭ ‬الريبة‭ ‬ولكنها‭ ‬تستغل‭ ‬الجوامع‭ ‬والمساجد‭ ‬للإعداد‭ ‬والتخطيط‭ ‬لمشاريعها‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬عدّ‭ ‬ولا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬ومن‭ ‬أشهرها‭ ‬حادثة‭ ‬باب‭ ‬سويقة‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬من‭ ‬جامع‭ ‬صاحب‭ ‬الطابع‭ ‬والهجوم‭ ‬على‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬من‭ ‬جامع‭ ‬الفتح‭ ‬وإمامه‭ ‬الوزير‭ ‬النهضوي‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬بن‭ ‬حسن‭ ‬الخادمي،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬من‭  ‬إغلاق‭ ‬المقرات‭ ‬إذا‭ ‬بقيت‭ ‬الجوامع‭ ‬تحت‭ ‬سيطرتها‭ ‬خصوصا‭ ‬لمّا‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الدينية‭ ‬الحالي‭ ‬نهضوي‭ ‬الهوى‭ ‬والدليل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬اعتباره‭ ‬الغنوشي‭ ‬مجددا‭ ‬في‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬ومشاركته‭ ‬في‭ ‬مناقشة‭ ‬رسالة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭. ‬

2) ‬رغم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬أهمّ‭ ‬قيادات‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬فإن‭ ‬السلطة‭ ‬لم‭ ‬تستخلص‭ ‬النتائج‭ ‬المترتبة‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭. ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬حلّ‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬قياداته‭ ‬لأسباب‭ ‬فيها‭ ‬شبهة‭ ‬جنائية‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬مصادرة‭ ‬أملاكه‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬للذي‭ ‬يستغل‭ ‬منصبه‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬سياديّة‭ ‬كالداخلية‭ ‬لتسفير‭ ‬شبابنا‭ ‬إلى‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬خدمة‭ ‬لأجندات‭ ‬غير‭ ‬وطنية‭ ‬وأجنبية‭ ‬أو‭ ‬يُتّهم‭ ‬بغسل‭ ‬الأموال‭ ‬والتستر‭ ‬على‭ ‬الجريمة‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إلا‭ ‬قياديا‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬إجرامي‭. ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬حلّ‭ ‬الأحزاب‭ ‬التي‭ ‬يقودها‭ ‬ذوي‭ ‬الشبهة‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يستفحل‭ ‬داؤها‭ ‬وتأملوا‭ ‬مليا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬لتونس‭ ‬خلال‭ ‬حكم‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬لمصر‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬المرشد‭ ‬لولا‭ ‬خروج‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬رافعا‭ ‬شعار‭ “‬يسقط‭ ‬يسقط‭ ‬حكم‭ ‬المرشد‭” ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬استجاب‭ ‬له‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬حالا‭.‬

3)‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استلم‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬السلطة‭ ‬وإثر‭ ‬صدور‭ ‬المراسيم‭ ‬التي‭ ‬مكنته‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬يده‭ ‬على‭ ‬كامل‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة،‭ ‬اكتفى‭ ‬بذلك‭ ‬ولم‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬معالجة‭ ‬الاختراقات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭. ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬راشد‭ ‬الغنوشي‭ ‬قال‭ ‬في‭ ‬الشريط‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬فيه‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬السلفيين‭ ‬إنهم‭ ‬عيّنوا‭ ‬الوزراء‭ ‬وأن‭ ‬الإدارات‭ ‬ليست‭ ‬بأيديهم‭ ‬وأن‭ ‬ذلك‭ ‬يتطلب‭ ‬منهم‭ ‬جهدا‭ ‬لوضع‭ ‬أعوانهم‭ ‬في‭ ‬مفاصل‭ ‬الدولة‭. ‬هذا‭ ‬المخطط‭ ‬نفذه‭ ‬الغنوشي‭ ‬وزرع‭ ‬أعوانه‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المواقع،‭ ‬وبدل‭ ‬أن‭ ‬يتجه‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التعيينات‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬الإدارات‭ ‬مع‭ ‬نشر‭ ‬قائمة‭ ‬اسمية‭ ‬في‭ ‬الذين‭ ‬تحصلوا‭ ‬على‭ ‬تعويضات‭ ‬من‭ ‬المالية‭ ‬العمومية‭ ‬فضل‭ ‬الصمت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬رغم‭ ‬المطالبات‭ ‬العديدة‭.‬

والذي‭ ‬نخلص‭ ‬إليه‭ ‬أن‭ ‬تعامل‭ ‬حكم‭ ‬25‭ ‬جويلية‭ ‬مع‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬قضائيا‭ ‬وسياسيا‭ ‬تحكمه‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬حيث‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحاشي‭ ‬إغضاب‭ ‬الأصوات‭ ‬النهضوية‭ ‬باعتبارها‭ ‬أكبر‭ ‬كتلة‭ ‬منضبطة‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭:‬

1) ‬الصمت‭ ‬على‭ ‬التعويضات‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬اتخذه‭ ‬يوسف‭ ‬الشاهد‭ ‬بتحويل‭ ‬مساهمات‭ ‬التونسيّين‭ ‬لدعم‭ ‬الصناديق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬إلى‭ ‬تعويضات‭ ‬لمجرمي‭ ‬ماء‭ ‬الفرق‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬الرائد‭ ‬الرسمي‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬جانفي‭ ‬2019‭ ‬بالصفحة‭ ‬157‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬عيّنتهم‭ ‬حركة‭ ‬النهضة‭ ‬عيونا‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬التونسيّة‭ ‬وأغلبهم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الحركة‭ ‬وليس‭ ‬الدولة‭.‬

2) ‬فتح‭ ‬ملفات‭ ‬قضائية‭ ‬ضد‭ ‬قادة‭ ‬الحركة‭ ‬والتمطيط‭ ‬في‭ ‬آجالها‭ ‬لتلهية‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المعارض‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬وطمأنة‭ ‬أنصار‭ ‬الحركة‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭.‬

كل‭ ‬ذلك‭ ‬انتظارا‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬لسنة‭ ‬2024‭ ‬وهي‭ ‬قريبة‭ ‬لا‭ ‬تفصلنا‭ ‬عنها‭ ‬سوى‭ ‬سنة‭ ‬واحدة‭.‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 11 جويلية 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING