الشارع المغاربي: اعتبر معز حديدان الخبير الاقتصادي اليوم الاثنين 17 اكتوبر 2022 ان الفترة المقبلة ستكون صعبة على الحكومة الحالية او التي ستخلفها في علاقة بتنفيذ الاتفاق مع صندوق النقد الدولي.
وقال حديدان في مداخلة على اذاعة “اكسبراس اف ام” تعليقا على اعلان صندوق النقد الدولي التوصل لاتفاق على مستوى الخبراء مع تونس لتمكينها من قرض ب1.9 مليار دولار: ” الاتفاق كمبدا شيء ايجابي وطبعا المبلغ لا يفي بحاجات تمويل الميزانية العمومية وتنفيذ الاتفاق على ارض الواقع والحصول فعليا على المبلغ على اقساط سيكون صعبا نوعا ما…. فخلال مدة القرض المبرمجة على 48 شهرا ستكون الامور صعبة لتونس ….الصعوبات الكبرى تكمن في تجسيد الاصلاحات على ارض الواقع خاصة في ما يتعلق باصلاح منظومة الدعم والمؤسسات العمومية والسؤال هو هل ستتمكن الحكومة الحالية او القادمة من تنفيذ الاصلاحات في ظل توتر كبير على المستوى الاجتماعي؟ وراينا هذه الايام بعض التوترات نحن في غنى عنها .. “
واضاف ” اليوم صندوق النقد الدولي يعي جيدا القرار الذي اتخذه…. فقد اقر تاجيل صرف القرض الى ديسمبر لان هناك انتخابات وهو ينتظر ان تنتظم الانتخابات لمزيد توضح الرؤية لديه وايضا وبالخصوص سينتظر ان تتولى الدولة نشر ميزانية تكميلية لسنة 2022 وميزانية 2023 لان الصندوق لا يصرف الاقساط الا لما تكون له رؤية واضحة للفترة المقبلة وبناء على الارقام التي حصلت في تنفيذ ميزانية 2022 والارقام الخاصة بميزانية 2023 ….اذن الامور ستكون صعبة جدا على تونس”.
وتابع “المبلغ مثلما قلت بعيد كل البعد عن تلبية حاجات تونس ولكنه ربما سيفتح الباب للحصول على تمويلات اخرى وخاصة تجنب مزيد تخفيض ترتيب تونس من قبل وكالات التصنيف الدولية… لكننا اليوم نعيش في ظل صعوبات كبرى من حيث المقدرة الشرائية ثم هل سيقبل التونسي بمثل هذه الاصلاحات؟ والحقيقة انني لست متفائلا باكمال البرنامج مائة بالمائة …سنواجه صعوبات كبرى على ارض الواقع ونحن اصلا نرى فيها شروطا واملاءات ومسا من السيادة والحال انه من مصلحتنا ان نبادر باصلاح منظومة الدعم والمؤسسات العمومية وغيرها فالاثرياء هم الذين يستغلون منظومة الدعم اكثر من المحتاجين ومع ذلك نحن نراها املاءات وشروط ومسا من السيادة ….يعني ان العقلية ليست جاهزة للمرور لتجربة رفع الدعم وهل نحن مستعدون للتضامن في ما بيننا؟ وبخلاف كل هذا كل جيل يرغب في تاجيل الاصلاجات الى الاجيال القادمة ….ربما نستطيع الحصول على قسط اول من القرض في جانفي او فيفري لكن هل سننفذ الاصلاحات على مدى 48 شهرا ؟ هذا الذي لست متفائلا بشأنه..”
