الشارع المغاربي-قسم الاخبار: بعد الغموض الذي اكتنف تأجيل زيارة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الى فرنسا والتي كانت مقررة لمطلع الشهر المقبل أعلنت الرئاسة الجزائرية اليوم الاحد 23 افريل 2023 ان تبون ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون اتفقا خلال مكالمة هاتفية جمعتهما اليوم على تحديد موعد الزيارة في النصف الثاني من شهر جوان المقبل.
وأفادت الرئاسة الجزائرية في بلاغ صادر عنها نشرته بصفحتها على موقع “فايسبوك” بأن ماكرون قدم لتبون وللشعب الجزائري تهانيه بمناسبة عيد الفطر وبأنهما تطرقا إلى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها .
وكان من المقرر ان يؤدي تبون زيارة دولة الى فرنسا مطلع الشهر المقبل قبل ان يتم الغاؤها وفق ما كشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية دون ان تكشف عن اسباب ذلك.
وأشارت الصحيفة نقلا عن مصادر فرنسية إلى أن الرئيسين متمسكين بألا يطول تأجيل الزيارة متوقعة أن تتمّ موفى شهر ماي أو مطلع جوان .
وتابعت “الفرنسيون يقولون إن التأجيل رغبة جزائرية وذلك خشية من مظاهرات محتملة مناهضة للنظام من قبل أطراف من الجزائريين في فرنسا” بينما فسّرت مصادر فرنسية تأجيل الزيارة بالاحتجاجات التي تعيشها فرنسا على خلفية التمديد في سن التقاعد والتي تسببت أيضا في تأجيل زيارة الملك البريطاني تشارلز الثالث إلى فرنسا.
وأعادت الجزائر سفيرها لدى فرنسا موفى الشهر الماضي بعد أن استدعته للتشاور على وقع الأزمة التي أثارها هروب الناشطة أميرة بوراوي إلى فرنسا عبر تونس والذي قابله النظام الجزائري بتصعيد أعاد العلاقات بين البلدين إلى مربع التوتر بعد أن عاد إليها الدفء إثر الزيارة التي أداها ماكرون إلى الجزائر في صائفة 2022 والتي توّجت بعقد العديد من الاتفاقيات.
ووصف تبون في تصريح إعلامي سابق علاقة بلاده بفرنسا بـ”المتذبذبة”، في وقت اعتبرت تقارير إعلامية فرنسية إلى أن الجزائر “انزلقت نحو الاستبداد والدكتاتورية على خلفية حملة القمع التي طالت العديد من النشطاء والمعارضين الجزائريين” وأن “وضع الحريات كان أفضل في عهد الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة”.
وكان الرئيس الجزائري قد رحّب بعد الزيارة التي أداها ماكرون إلى بلاده بما أسماها “علاقات الثقة” الجديدة بين فرنسا وبلاده وبالصداقة المتبادلة الشخصية مع الرئيس الفرنسي، في خضم جهود الجزائر لتعزيز تعاونها مع باريس في مختلف المجالات بما فيها العسكري على وقع التوتر والخلافات مع الجارة المغرب في ما يتعلق بملف الصحراء المغربية.
وتسعى فرنسا إلى تعزيز علاقاتها مع الجزائر بهدف عدم ترك الساحة الجزائرية لروسيا وسط تقارب روسي جزائري ولحماية مصالحها التاريخية في المستعمرة الفرنسية السابقة.