الشارع المغاربي-سيدة الجامعي: لا شك في أن حالة الفوضى والتسيّب التي اجتاحت قنوات تلفزية خاصة في الفترة الأخيرة وما تضمنت من سقطات أخلاقية ومهنية تجسدت في عنف لفظي وابتذال واسفاف، ساهمت في تحويل جانب من الساحة الإعلامية الى منصة عشوائية تعكس تناحر أصحاب رؤوس الأموال المالكين للمؤسسات الإعلامية على كسب أعلى نسب المشاهدة والفوز بأعلى قدر من كعكة الاشهار والمستثمرين باسم الـ”بوز”.
وقد تمظهرت مشاهد هذا الابتذال في صور شتى من برامج تلفزية “ترفيهية” أو تلك التي تسمى بـ”التالك شو” من خلال التهريج السخيف او التبجّح والوقاحة اوالايحاءات المكشوفة، والتي لا تعكس تقاليد المجتمع وإنما تتطابق مع مواصفات من رضي بالخضوع لهذه الأساليب المبتذلة، وبات الخروج عن السياق المهني والأخلاقي من المعايير الثابتة في الكثير من البرامج السائدة دون اعتماد اية ضوابط، فاختلطت المهام وانعدمت التخصصات والكفاءات في المجال فنجد مطربين وممثلين وقد تحوّلوا إلى مقدّمي برامج يقررّون محتوياتها و”كرونيكورات” يوجّهون الرأي العام وفقا لمنطق العرض والطلب بما جعل النجاح يقاس بالرداءة والسطحية.
وبذلك بات بعض القنوات التلفزية يتصارع على “شطحات ” الانفلات في المشهد الإعلامي وانقلبت القنوات الى فضاء للاشتباك والصراخ والمشاحنات لأسباب تافهة ولاشغال الناس بعبث وتهريج من قبيل ما قامت به مؤخرا بية الزردي لمّا مزقت صورة “زازا” ليصبح هذا الفعل مدار جدل ونقاش على منصات التواصل الاجتماعي وانقسم الجمهور بين معسكر يذود عن بية وآخر يدافع عن زازا..
للأسف قضايا الـ “تالك الشو” صارت لهاثا لا يتوقف وراء نسب المشاهدة والربح والاشهار ووصمة “عار” يسقط متابعوها في الانحلال الأخلاقي الذي التهم الذوق العام.
اعلام يعيش جانب كبير منه على وقع سوق “عرابنيّة” على كافة المستويات بما يفرض على كل منتم لهذا القطاع او مسؤول عنه المساهمة في تهذيبه وتصحيح مساره ليعود الى رسالته الإنسانية والتثقيفية المسؤولة والجادة بعيدا عن منطق “السلعنة” الرخيص.