الشارع المغاربي – منير الفلاح : اكتشفت مرّة أخرى أنّ فقرة طرائف الزّعيم بورقْيبة تستقطب العديد من المثقّفين والباحثين والسّياسيّين ومنهممن يتصّل بي ويقدّم لي بعض الملاحظات
ويصحّح بعض المعلومات ومنهم من يروي لي طرائف أخرى عاشها أو سمع بها .

بعد نشر طرفة الأسبوع الفارط المتعلّقة بموقف الرّئيس من سياسة التعاضد وكيف كشف تلاعب السلط الجهويّة وتقديمهم مشاريع وهميّة على
أساس أنّها انجازات إقتصاديّة، اتّصل بي الباحث والجامعي الأستاذ «منير الشرفي » معبّا عن إعجابه بهذه الفقرة مؤكّدا أنّه يتابعها أسبوعيّا بجريدة «الشّارع المغاربي » مشيرا الى ان الطرفة الأخيرة ذكّرته بحادثة مماثلة امدّني بأطوارها وجاء فيها:
كان بورقيبة يقضي حوالي الشهر في المنستير، قبل وبعد عيد ميلاده. وكان يحبّ أن يكون له في الأثناء بعض الأنشطة، ممّا جعل ولّة المنستير وسوسة وبعض ولايات المناطق الأخرى يبحثون عن نشاط يقترحونه عليه، مثل زيارة بعض المنشآت أو تدشين أخرى. وكان يُسرّ كثيرا بكل ما هو جديد في المنطقة، طمعا في أن تُصبح الجهة مُتقدّمة على الجهات الأخرى، وخاصّة على صفاقس التي لم يكن يُكنّ لها ولا لأهلها أية عطف أو مودّة، ولكنه في نفس الوقت يعترف لها ولأهاليهم بالجدّية والتفاني في العمل.
وفي يوم من شهر أوت، اقترح عليه والي سوسة تدشين معمل جديد Les« AMS, les Ateliers Mécaniques du »Sahel . فذهب إلى المعمل ورأى فيه مقرّا
لائقا وآلات عصرية جديدة … وسُّر لذلك أيّما سرور.
في السنة الموالية، اقتُحت عليه أنشطة أخرى. لكنّه فاجأ الجميع برغبته في إعادة زيارة المعمل الذي دشّنه في السنة التي سبقتها. ولم يجد والي سوسة أية حجة لرفض رغبة بورقيبة، وذهبا معا إلى المعمل دون تهيئته لزيارة الرئيس فوجد بورقيبة المعمل في حالة يُرثى لها. فسأل المدير: «كم أنتجتم هذه السنة »؟ . فأجاب : «لم ننتج بعد، سيدي الرئيس. فالعمّال ما زالوا يتدرّبون على الآلات الجديدة .»
اغتاظ الرئيس وأرغد وأزبد ثمّ صاح في وجه المدير : «انجيبلكم حارة صفاقسية توّة يمشّيولكم المعمل في جمعة ؟ .

صدر باسبوعية الشارع المغاربي بتاريخ الثلاثاء 11 سبتمبر 2018