الشارع المغاربي – وكالات : صب برنارد باجولي سفير فرنسا الأسبق بالجزائر وقائد جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي السابق مزيدا من الزيت على نار التوتّر السائد في العلاقات الجزائرية الفرنسية. وشنّ هجوما على النظام الجزائري وتحديدا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مبرزا أن العلاقات بين البلدين لن تشهد تقدما كبيرا في ظل النظام الحالي، وأن الرئيس بوتفليقة “باق على قيد الحياة بطريقة اصطناعية”.
ونقلت جريدة “لوفيغارو” الفرنسية (يمينية) عن باجولي قوله في حوار معه إنّ العلاقات بين فرنسا والجزائر ستتقدم بخطوات بطيئة، معتبرا أن السبب في ذلك هو أن النخبة الحاكمة سواء كانت من جيل الثورة أو ذلك الذي يستمد شرعيته منها تستمد سبب بقائها في الحكم من “تعزيز الشعور بالكره نحو القوة الاستعمارية السابقة”.
واعتبر أن السبب الثاني هو ظرفي أكثر، ويتعلق بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة، قائلا إنه “رغم الاحترام الذي يكنه له، فإنه باق على الحياة بطريقة اصطناعية، ولا يمكن أن يغير شيئا في الوقت الراهن”.
وأوضح أنه إذا كان من الضروري فتح الأرشيف الذي تطالب به الجزائر فرنسا، فمن الضروري أيضا في المقابل أن يتم فتح أرشيف جبهة التحرير الوطني في ما يتعلق بالحرب التحريرية.
جدير بالذكر أن برنارد باجولي كان سفيرا لبلاده في الجزائر ما بين 2006 و2008، قبل أن يعين منسقا للأجهزة الأمنية في قصر الإليزيه ( الرئاسة الفرنسية) إلى غاية 2011،. وعند مجيء فرانسوا هولاند إلى الرئاسة عينه سنة 2013 رئيسا لجهاز الاستخبارات الخارجية. كما سبق له أن عمل سفيرا في عدة دول، خاصة أفغانستان، والعراق والأردن، وتأتي تصريحاته بمناسبة صدور كتاب يحمل عنوان “الشمس لم تعد تشرق في الشرق” والذي يحكي فيه عن تجربته كسفير في دول خلال فترات استثنائية مثل العراق والجزائر وأفغانستان، وتطرق فيه أيضا إلى موضوع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) مشيرا إلى أن هذا التنظيم الإرهابي يعيد ترتيب نفسه وأوراقه، وأن الخطر الذي يمثله مازال قائما.
ويطرح توقيت هجوم الرجل على النظام الجزائري عدة تساؤلات، خاصة أنه يأتي في أعقاب أزمة صامتة بين البلدين، بعدما قررت فرنسا رفع الحماية الأمنية عن مقر السفارة الجزائرية بباريس، الأمر الذي ردت عليه الجزائر بالمثل. أزمة تنضاف إلى التوتّر السائد بين العاصمتين في ظلّ محاولات فرنسا المتكرّرة لجرّ الجزائر إلى التورّط في حرب ضدّ المجموعات الإرهابية التي تواجهها فرنسا بالصّحراء الإفريقية وخاصّة منها المجموعات التي تهدد بإسقاط نظام الحكم في مالي المدعومة من قبل فرنسا.
وتصرّ الجزائر على رفض حشر جيشها في معركة خارج الحدود وترى في ذلك محاولة لتوريطها في حرب استنزاف تجعل منها شرطيّا يحرس مصالح فرنسا في المنطقة ويخوض معارك حربية نيابة عنها .