الشارع المغاربي: العربي الوسلاتي: دون مقدّمات وبصورة مفاجئة أعلنت الجامعة التونسية لكرة القدم عن إقالة الناخب الوطني فوزي البنزرتي بعد قيادته المنتخب في ثلاث مباريات فقط نجح خلالها في تأمين العبور الى “كان” الكاميرون لكنها كانت كافية كذلك لوضع حدّ لتجربته الخاطفة على رأس منتخب النسور.
إقالة مفاجئة خلقت الكثير من ردود الفعل خاصة أنه لم يكن هناك ما يوحي بوجود قطيعة في الأفق بين البنزرتي والجامعة التونسية لكرة القدم لكن يبدو أنّ بعض التفاصيل التي خفيت عن الشارع الرياضي أدّت إلى قطيعة أسالت ولازالت الكثير من الحبر.
الناخب الوطني “السابق” فوزي البنزرتي تحدّث لـ”الشارع المغاربي” عن إقالته وعن حقيقة بعض الروايات التي رافقتها.
– فوزي البنزرتي يقود المنتخب الى الترشّح لنهائيات “كان” 2019 والجزاء إقالة عبر بلاغ رسمي من الجامعة. ما الذي حدث بالضبط؟
لا أعرف… اسأل وديع الجريء هو الذي يعرف أسباب إقالتي الحقيقية, بالنسبة لي لم أكن على علم بالموضوع ولم أشعر لحظة أنّ هناك ما يدبّر خلف ظهري لذلك شعرت بالخيانة والغدر.
– ما هو أقرب تفسير إلى ذهنك؟
مثلما سبق وأشرت لا أملك أيّ تبرير أو تفسير لما حصل معي… المنتخب يسير على الطريق الصحيحة والنتائج كانت ايجابية والمردود في نسق تصاعدي وعلاقتي باللاعبين كانت طيّبة للغاية ولم يكن هناك أيّ موجب لإقالتي ومن يقول عكس ذلك أتحداه أن يواجهني في العلن وخاصة رئيس الجامعة وديع الجريء الذي اتخذ هذا القرار.
– البعض يصّر على أنّ توتّر علاقتك ببعض اللاعبين في المنتخب وخاصة بكوادره وتهديدهم بمقاطعة اللعب مع المنتخب وراء قرار الاقالة؟
هذه سخافات وادعاءات باطلة وروايات مغلوطة… علاقتي كانت طيبّة بكلّ اللاعبين وهم مطالبون باحترام قراراتي وتوجيهاتي مثلما كنت أنا مطالبا بمعاملتهم باحترام… لست من الذين يسمحون لأنفسهم بالتطاول على الأشخاص كما أنّي لست دمية يحركّها البعض. الجميع يعرف شخصية فوزي البنزرتي وتجاربي السابقة تدلّ على توفيقي ونجاحي في الاحاطة باللاعبين وفي حمايتهم ومن يروّج عكس ذلك يسعى لإيهام البعض بوجود حقائق مغلوطة… ما يروج حاليا ليس السبب الحقيقي لإقالتي وأدعو الجريء لمواجهتي… رواية المكتب الجامعي حول إقالتي تشبه راوية السعودية حول مقتل خاشقجي. هذا ضحك على الذقون.
– وماذا عن الرواية الثانية والحديث عن دوافع سياسية وراء قرار الاقالة بعد ظهورك في اجتماع حزبي مضيّق؟
هذه تفاهات مردودة على أصحابها… قلتها مرارا وأكرّرها ليست لي ميول حزبية ولا نشاط سياسي ولا أنتمي الى أيّ حزب وحتى حضوري بعض الاجتماعات كان بصفتي مواطنا تونسيا ناشطا صلب المجتمع المدني بعيدا عن الأحزاب وألاعيب السياسة وهذه حقيقة يعلمها الجميع ثمّ إنه من حقي كمواطن ممارسة السياسة متى أردت ذلك ولكني التزمت بحدودي وبواجب الحياد الذي يفرضه وجودي على رأس المنتخب. ومع ذلك حاول البعض تغليف قرار الاقالة وايجاد تبريرات مقنعة حتى تمّر الاقالة بشكل طبيعي وهذه الحيل الدنيئة لم تعد تنطلي على الناس. أعيدها للمرّة الألف أطلب من الجريء كشف الأسباب الحقيقية التي دفعته لإقالتي من المنتخب بتلك الطريقة المهينة والتي لا تليق لا باسمي ولا بسمعتي ولا بتاريخي الرياضي.
– تلميحاتك تفيد بأنّ هناك أسبابا أخرى وراء هذا القرار؟
أنا لا ألمّح ولكني أرفض أن يقع استبلاهي واستبلاه الناس.
– هل جدّ خلاف بينك وبين الجريء في رحلة النيجر مثلما ذكرت بعض المصادر؟
ليس من طبعي الحديث عمّا يجري في كواليس الفريق الذي أدرّبه ولكن عليكم توجيه السؤال لوديع الجريء ومعرفة حقيقة ما حصل عندما حاول الأخير إهانة اللاعبين بين الشوطين وكيف تجاوز حدوده. أنا قمت بحماية اللاعبين وبحماية اسمي وصلاحياتي كمدرّب ورددت الفعل بشكل طبيعي حسب ما تطلّبه الموقف. “الناس لكل تعرف شكونو فوزي البنزرتي وتعرف طبيعتو وما نسمح لحدّ باش يتجاوز حدودو معايا ولاّ كيفاش يعلمني خدمتي”.
– هل ندمت على قرار ترك الوداد البيضاوي وقبول عرض تدريب المنتخب؟
لا… أنا لا أندم على القرارات التي اتخذها في مسيرتي الرياضية. لست نادما على تلبية الدعوة ولم أفكّر بهذا الشكل أبدا ووجود بعض الأشخاص المرضى في بلادنا وفي مواقع القرار لا يعني أنّ بلادنا مريضة… هم مجموعة من المرضى يسيّرون الكرة التونسية فقط لا غير.
– لكن الطريقة التي غادرت بها المنتخب مهينة جدّا خاصة أنه لم يكن يربطك عقد رسمي به؟
مثلما قلت لك لست نادما وقبولي بتدريب المنتخب كان تلبية لنداء الواجب وتضحيتي بمنصبي وبامتيازاتي في الوداد البيضاوي “ما تغلاش على تونس” لذلك لا أشعر مطلقا بالندم ولكني مستاء جدّا من الطريقة التي تصرّفوا بها معي.
– هل وصلتك بعض العروض للتدريب سواء محليّا أو خارجيا؟
لا أعرف.
– هل مازالت لك رغبة في التدريب بعد الذي حصل لك؟
لا أعرف.