الشارع المغاربي – معز زيّود : أطلق جمع من المواطنين والمواطنات نداء استغاثة إلى وزارة الصحّة من أجل أن توفّر بشكل عاجل أدوية معيّنة نفدت من الصيدليّات، لكنّها حيويّة جدّا للمصابين بمرض يخصّ نقص المناعة الذاتيّة ويُسمّى “الذئبة الحمراء” (Lupus).
وقال الناشط في المجتمع المدني الصادق بن مهنّي، في حديثه لـ”الشارع المغاربي”، إنّ “دواء “بلاكنيل” (Plaquenil200) الحيويّ جدّا لحياة المصابين بمرض “الذئبة الحمراء” أضحى مفقودًا في الصيدليّات من شدّة تهافت الناس عليه، من دون وصفات طبيّة، بعد ترويج معلومات بشأن قدرته على علاج وباء كورونا.
يُذكر أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أعلن، يوم الخميس الماضي، عن مصادقته على استخدام عقار “كلوروكين” المضادّ لوباء الملاريا في معالجة المصابين بفيروس “كوفيد-19”. وهو ما تسبّب في التهافت على تحصيل الدواء المذكور من دون وصفات طبيّة، ولا تأخذ بعين الاعتبار الاحتياطات الطبيّة الضروريّة لاستخدامه.
وحذّرت سنية بن فرج، وهي مواطنة تونسيّة تعاني من هذا المرض المتعلّق بـ”المناعة الذاتية”، من خطورة تعاطي الدواء المسمّى (Plaquenil) دون استشارة الطبيب. كما أوضحت، في تدوينة على صفحتها بموقع فيسبوك، على ضرورة أخذ الاحتياطات الطبيّة الضروريّة، ولاسيما إجراء فحص خاص بالعيون، لأنّ تناول هذا الدواء قد يؤدّي، ولو في حالات نادرة، إلى الإضرار بشبكيّة العين، ممّا قد يتسبّب للبعض في العمى.
الجدير بالذكر أنّ هذا الدواء لا يُباع للعموم في الدول الغربيّة إلّا اعتمادًا على الوصفات الطبيّة، ولكن كثيرًا ما لا يُعمل بهذا الإجراء الاحتياطي في الصيدليات التونسيّة. وهو ما يتسبّب في مشكلة مضاعفة، إذ لا يؤدّي فقط إلى تهديد حياة المرضى الكثيرين المحتاجين إلى هذا الدواء المفقود في الصيدليات، بل من شأنه أيضا أن يتسبّب في مضاعفات وانعكاسات جانبية ضارّة جدّا.
وحسب بعض المعلومات المتداولة، التي تحتاج للتأكيد من وزارة الصحّة، أنّ الصيدليّة المركزيّة انطلقت في تحويل كميّات من هذا الدواء إلى المستشفيات العموميّة. وهو ما تسبّب في نقص تزويد الصيدليات منه. والحال أنّ هناك مرضى في أمسّ الحاجة إليه، وتستدعي حالتهم الصحيّة المزمنة أن تكون لهم الأولويّة القصوى في تعاطي هذا العلاج الحيويّ لحياتهم.
ويُطالب المصابون بهذا المرض بأن يُمنع بيع الدواء الخاصّ بهم من دون وصفات طبيّة، كما هو الحال في الدول الغربيّة أو حتّى في دول عربيّة مثل مصر التي منعت منذ أيّام رسميًّا بيعه بلا وصفة طبية بسبب ما جدّ من تهافت عليه.
ومن ثمّة من الضروري أن تستجيب وزارة الصحّة إلى صيحة الفزع هذه من أجل إيجاد الحلول العاجلة التي في غيابها تهديد مباشر لحياة هؤلاء المرضى الذين يُعانون من نقص المناعة الذاتيّة، وذلك بتحديد صارم لطرق تحصيل الدواء المذكور ومسالكه سواء عبر الصيدليّة المركزيّة أو في المستشفيات أو الصيدليات في ظلّ ما يسود من فوضى التطبيب الذاتي القائم في تونس.