الشارع المغاربي: قالت استاذة الحضارة الاسلامية نائلة السليني اليوم الخميس 19 نوفمبر 2020 ان التقرير الذي ارسله الطيب راشد الرئيس الاول لمحكمة التعقيب الى المتفقد العام بوزارة العدل ضد البشير العكرمي وكيل الجمهورية السابق بالمحكمة الابتدائية بتونس “لا يشبه بقية التقارير لانه حُرّر في زميله البشير العكرمي “مذكرة بما اعتبرتها “صولات وجولات” هذا الاخير في ملفي الشهيدين بلعيد والبراهمي.
واكدت السليني في تدوينة مطولة نشرتها على صفحتها بموقع فايسبوك انها لا تشعر بالحزن بقدر ما تشعر بالخوف واليأس بعد ان اكملت قراءة التقرير.
واوضحت ان مرد اليأس ممن تعتبرهم “اصدقاءها الذين يحملون نفس الهموم التي تحملها” والتي قالت ان” أهمّها البحث عن الأسباب الرئيسية التي أسهمت مباشرة في انهيار الدولة وتلاشي المجتمع وتهافته والبحث عن الوسائل التي تفتح أمامهم أبوابا لمقاومة حال الفوضى التي تحاكي الحشر والتي تعيشها البلاد منذ 10 سنوات ” انهم انساقوا بدلا من ذلك وراء ما اعتبرته “قضايا مصطنعة بل مفبركة كأنّها صيغت قصدا بيد فوضوية حتى تبعدهم عن مشاكلهم”وحتى “تزيد في تعميق جروحهم لإضعافهم وتشتتهم”.
واعتبرت السليني ان التقرير خطير لأنّه يحكي عن وجه من أوجه مؤسسات الدولة مؤكدة انه “وجه إذا استقام استقامت به أحوالنا لنمتلك قدرة على مواجهة هذا الغول الذي التهم أطراف جسمنا الاجتماعي”.
وأعربت عن استغرابها عن مرور الاعلام على هذا التقرير مرور الكرام رغم خطورة كلام القاضي متسائلة اين هي وطنيتهم؟ وأين هي غيرتهم على تونس؟ .
وتابعت : إن كنتم تخفون رؤوسكم في الرمل كالنعام … تنأون بأنفسكم عن المواجهة طمعا في الحفاظ على أشياء أجهل قيمتها فلتهنأوا …سيأتي يوم تنفلت من بين أصابعكم هذه الأشياء وستأخذ معها كلّ جميل في هذا الوطن”.
واكدت ان ما يثيره التقرير في البشير العكرمي خطير معتبرة انه يصف بدقة غريبة مرضنا وانه ينتظر منا أن ننكبّ بحثا عن وصفات للشفاء.
واضافت ان غرابة التقرير تنحصر في أنّ الانا تعاظمت في السيد القاضي الشاكي (الطيب راشد) مذكرة بانه يمثل شريحة هامة من التونسيين وبانه يعتبر ان المس من شخصه اخطر من المشاكل التي تمسّ الأمن القومي.
ونصحت السليني “الاصدقاء والصديقات” بالانكباب بالتحليل على هذا التقرير لايقاظ الراي العام وحتى تجعل منه قضية تونس التي قالت انها كُبّلت بمثل هذه العلاقات معتبرة ان الفرصة جاهزة لاستغلالها ولاجبار من يبحث عن إخفاء رأسه حتى تمرّ الزوبعة داعية الى اخراج صراع القاضيين إلى الملإ حتى تنكشف الحقائق الخفية وحتى تجبر وزارة العدل على فتح هذه الملفّات.
واعتبرت ان الشهيد شكري بلعيد يتقلّب في قبره وان الآهة انحسرت بين ضلوع الشهيد البراهمي بسبب مضامين التقرير مشددة على ان الفرصة مواتية لاعادة إحياء قضيتي الشهيدين وحمل الجميع على فتحهما.
يذكر ان التسريبات حول الخلاف بين رئيس محكمة التعقيب الطيب راشد ووكيل الجمهورية السابق للمحكمة الابتدائية بتونس البشير العكرمي كشفت عن خروقات جسيمة في السلك القضائي. وقد اكدت التسريبات التي اشارت اليها السليني ما ذهبت اليه هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي في اتهاماتها الموجهة الى وكيل الجمهورية السابق.