الشارع المغاربي: أكّد رفيق بوجدارية رئيس قسم الاستعجالي بمستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة اليوم الجمعة 15 جانفي 2021 أنّ البلاد تمرّ بفترة ذروة جديدة لانتشار فيروس كورونا قال انها تزامنت مع موجة البرد ومع خروج المواطنين لاقتناء حاجات الاحتفالات برأس السنة الادارية الجديدة مشيرا الى أنه لم يتم خلال تلطك الفترة احترام الاجراءات الوقائية مثلما يجب من حمل الكمامة واحترام التباعد الجسدي.
واضاف بوجدارية اليوم خلال حضوره ببرنامج “ميدي ماد ” على إذاعة “ماد” : ” بالاضافة الى ذلك ربما شهد الفيروس تحولا… اقول ربما … لكنه امر اكيد في بريطانيا …لم يتمّ في تونس الاعلام رسميا عن تسجيل اصابات بالسلالة الجديدة من الفيروس وتمّ تسجيل اصابات بهذه السلالة في بريطانيا وجنوب افريقيا ومؤخرا في اليابان” مشيرا الى أنّ نهاية الفيروس تأتي عبر التحول الجيني الذي قال انه يتكرر الى ان يفشل مستدركا ” ولكن في غضون كم من الوقت سيحدث ذلك؟… لا نعلم “.
وعاد المتحدّث الى تجربة تونس في مكافحة كورونا متابعا “عندما بدأنا في تونس نتعرف على المرض منذ ان تمّ تسجيل الاصابة الاولى يوم 12 مارس 2020 وايواء اول مصاب بمستشفى اريانة يوم 16 مارس 2020 …بدأنا حينها نتعرف على المرض وشاءت الاقدار انه تمّ حينها اقرار اجراءات استباقية في علاقة بالمرض واغلقنا الحدود عندما وصلنا لـ100 وفاة في حين سجلت ايطاليا حينها 3000 وفاة”.
وقال ” خفضنا حينها من r0 , وهو قيس درجة حمل الانسان للعدوى وقبل اقرار الحجر الشامل خلال السنة المنقضية كنا في معدل3.44 اي ان كل حامل للعدوى ينقل المرض لـ 3.5 أشخاص من محيطه وعندما انهينا فترة الحجر نزلنا الى تحت 1 وكانت هذه النتيجة جيدة جدا ولكن بعد فتح الحدود بسبب استحالة ترك البلاد مغلقة لم تكن الاجراءات مشددة على مستوى قوانين الدولة خاصّة في المطارات وايضا في الصيف نتذكر حفلات الزفاف والمواطنين العائدين من الخارج والتجمعات والحفلات والمقاهي والمطاعم فعدنا في سبتمبر لنقطة البداية وفي اكتوبر عشنا اول رجوع قوي للفيروس وفي الاسبوعين الاخيرين من شهر نوفمبر سجلنا ارقاما كبيرة ونزلت الارقام قليلا في الاسبوعين الاولين من ديسمبر والآن ارتفه نسق الارقام من جديد”.
واشار بوجدارية الى أنّ الاخلال والتراخي جاءا على مستوى الوقاية الشخصية الفردية وايضا على مستوى الوقاية الجماعية مضيفا “تتمثل الوقاية الفردية في حمل الكمامة خاصة في محيط مغلق وبتجنب الاقتراب من الناس والمحافظة على التباعد الجسدي مترا ونصف .أما الوقاية الجماعية فتكون في المقاهي ووسائل النقل …عندما يحمل المواطن كمامة ويكون في المقابل وجهه قريبا من وجه شخص آخر في وسائل النقل فكانه لم يطبق شيئا من الاجراءات الوقائية وحتى المقاهي لم تحترم استقبال 30 % فقط من المواطنين “.
وتابع “هذه مسؤولية التجار وشركات النقل وايضا مسؤولية الدولة على المستوى المركزي أو المحلي …البلديات في الفترة الاخيرة لم تتخذ اجراءات بشأن العديد من المقاهي في ترابها التي تبيع الشيشة وهي ممنوعة في البروتوكول الصحي…. عندما وصلنا لتسجيل هذه الارقام التي هي بصدد الارتفاع وهو امر مخيف تم اقرار الاجراءات الاخيرة…ولكن كان قد سبقها حظر الجولان ليلا … في عديد البلدان التي اقرت حظر الجولان الليلي مثل فرنسا أكد الوزير الاول ووزير الصحة ان الحجر الصحي ساهم في التخفيض من الاصابات وهي قاعدة معروفة”.
ولاحظ بوجدارية أنّ اقرار حجر شامل لـ 4 أيام فقط غير كاف لتحقيق نتائج جيّدة مؤكدا ” يتطلب الوضع الوبائي في البلاد على الأقل حجرا صحيا بأسبوعين…يوجد مشكل اتصالي في علاقة بالإجراءات والتصريحات التي يقدمها أعضاء اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا والتي تكون أحيانا متناقضة ” معتبرا أن التعايش مع الفيروس فشل وانه يجب العمل على الحد من ارتفاع عدد الوفيات والتركيز على الوقاية.
وقال المتحدّث ” يوجد مشكل اتصالي في التعاطي مع كوفيد 19 وعدم التجانس بين القرار الطبي والقرار السياسي في علاقة بالإجراءات والتصريحات التي يقدمها أعضاء اللجنة العلمية لمجابهة فيروس كورونا “.
يُشار الى أنّ الدكتور رفيق بوجدارية ليس الوحيد الذي اقترح التمديد في فترة الحجر الشامل لأسبوعين، إذ طالب وزير الصحة السابق عبد اللطيف المكي بذلك مشددا على ضرورة الالتزام بالاجراءات الوقائية .