الشارع المغاربي: اعتبر احمد قعلول القيادي بحركة النهضة اليوم الاربعاء 14 جويليلة 2021 ان حركة النهضة “تدفع ثمن نجاحها كحزب قوي قادر على تغيير أوضاع الناس وإخراج البلاد من أزمتها وثمن فشلها وقصورها عن فعل ذلك “.
وأكد قعلول ان” أمان النهضة اليوم لا يتحقق إلا بتحمل المسؤولية او ترك السياسة والعمل الحزبي وشؤون الحكم لمن يطلبه ومستعد لتحمل أعبائه”.
وشدّد على انه “ليس امام الحركة وشركائها ومناضليها اليوم إلا أن يحكموا أو ان يلزموا بيوتهم”.
وفي تدوينة نشرها بصفحته على موقع “فايسبوك” تحت عنوان ” لماذا؟!… لماذا كل هذه الكراهية؟… لماذا كل هذا الغضب؟كتب قعلول:” يعيش الشعب التونسي أعلى مستويات خيبة الأمل والخوف من وعلى المستقبل، وعلى جميع المستويات. ..الوضع الصحي منهار والحكومة غير موثوق في قدرتها على التغلب عليه. ..الوضع الاقتصادي في انحدار، والناس أحست بالجوع، وليس هناك من يقول للشعب ان غدا أفضل. ..الوضع السياسي تغلب عليه الفوضى وليس هناك من يفرض القانون، ويعطي أملا في المستقبل…المواطن المسكين منذ استيقاظه لآخر ثانية ينظر فيها في هاتفه قبل النوم لا يرى إلا العراك والخصام والسباب، والتخويف. وزد على ذلك ما يتداعى لمسامعه أن جماعة الحزب الحاكم النهضة يبحثون عن غنائم جديدة على ما يتهمون بنهبه على حساب جوع وصبر التونسيين”.
واضاف “المواطن طال صبره وازداد غضبه…هو لا يريد ان يجد نفسه مرة اخرى وبعد عشر سنوات مضطرا للخروج للشارع كي يمحو ويكرر من جديد. فليس هناك أي ضمان للنجاح، وليس هناك وقت للتجربة مرة أخرى…. لذلك فمن حق الشعب والمواطن العادي الذي لا تهمه السياسة أن يكون غاضبا وحانقا وخائفا على مستقبله ومستقبل أبنائه. ..من حقه أن يلعن النهضة ويلعن من خلالها كل الأحزاب وكل المسؤولين عن الحكم. ليس أمام الشعب والرأي العام طرف يستحق المحاسبة، ويمكن محاسبته إلا حركة النهضة، فلا فائدة من محاسبة الرئيس، ولا فائدة من محاسبة الإدارة التونسية، ولا الأحزاب التي يتم تفريخها كل يوم موضوع محاسبة ولا فائدة من محاسبتها، ولا المنظمات الوطنية موضوع محاسبة ولا فائدة ترجى من محاسبتها. الطرف الوحيد الذي يمكن أن تكون محاسبته ذات جدوى لتغيير الوضع إما للفوضى أو لتحسين أوضاع التونسيين هي حركة النهضة”.
وتابع قعلول “هذا الحزب الذي يحكم، ولا يحب أن يحكم! الرأي العام لا تهمه التفاصيل، ما يهمه هو أن النهضة هي الطرف القوي وأنه عليها أن تقوم بما يجب لتغيير واقعه البائس، البقية كلها تفاصيل. ..حركة النهضة تدفع ثمن نجاحها في انها الحزب القوي القادر على تغيير أوضاع الناس، وثمن فشلها وقصورها عن هذا الفعل… بقية المواضيع كلها تفاصيل بالنسبة للرأي العام بما في ذلك موضوع التعويضات. التعويضات مهمة للرأي العام لأن الحديث فيها يقول للمواطن المريض والجائع والخائف من المستقبل أن النهضة لا تهتم بك وهي تهتم فقط بنفسها، النهضة حزب أناني لا يعنيه شأن التونسيين، النهضة تهتم فقط بشأنها وبأمانها الداخلي وهي لا تريد أن تضحي من أجلك أيها المواطن”.
وواصل ” ليس مهم أن نقول أن هناك مجرمين يوقدون الحرائق وأن هناك قوى إقليمية عميلة تمدهم بالوقود وأعواد الثقاب لإشعال الحريق.. ليس هذا هو المهم فالمهم هو حال الغابة والأحراش، البقية يمكن التعاطي والتعامل معه…والحقيقة علينا أن نشكر هؤلاء المجرمين الذين يحرضون علينا لأنهم يقومون بتنبيهنا للخطر الداهم على بلدنا قبل اشتعال الحريق الكبير. ..الشعب لا يثق في أحد اليوم وليس هناك من يحكم البلاد ويعطيها أملا في الخروج من أزمتها ليس هناك طرف قوي وموثوق يقول للمواطن المسكين أن هناك مخرجا لأزمته،.. وهذه النهضة الذي يحمل عليها كل هذا الغضب هي ذاتها من يُوثق في قدرتها على تحمل المسؤولية، وهي القادرة على تجميع القوى الوطنية في سبيل ذلك”.
وأضاف “النهضة وشركاؤها هم الأغلبية في البرلمان، وهم من يدعم الحكومة، النهضة وشركاؤها هم الطرف الذي يستطيع أن يقول لا لجميع الأطراف المعطلة والأطراف الانتهازية. النهضة هي الحزب القوي والمنظم والقادر على إخراج البلاد من أزمتها لذلك فليس مقبولا ولا مفهوما بالنسبة للشعب الغاضب والحزين …ليس مفهوما ولا مقبولا ألا تقوم النهضة بواجبها. لقد انتهت كل الحجج والمبررات التي يمكن أن تقنع بعدم الإقدام على هذه الخطوة اليوم. …إن أمان النهضة اليوم لا يتحقق إلا بتحمل المسؤولية فمن أراد لنفسه الأمان عليه أن يستجيب لمطالب الشعب ولا يكون ذلك إلا بتحمل المسؤولية. فإن لم تفعلها النهضة اليوم فإن الشعب سيبحث عن غيرها ولكن سنن الحكم تقضي بإنهاء من لم يتحمل المسؤولية لفتح الباب لمن هو مستعد لأخذها أو حتى افتكاكها”.
وتابع ” علينا اليوم أن نركز جهدنا على ما يحتاج الشعب، وهو بحاجة لمن يأخذ بيده ويتحمل المسؤولية، وإلا فعلينا ان نرحل بسلام ونترك السياسة والعمل الحزبي وشؤون الحكم لمن يطلبه ومستعد لتحمل أعبائه… اليوم لدينا فرصة تاريخية للنهوض ببلدنا …علينا ألا نرتبك وأن لا يشوش علينا الكائدون الرؤية. ..اليوم نحن قادرون على توفير اللقاح لكل التونسيين، وعلى مساعدة المنظومة الصحية على تقديم الخدمات الطبية لمن يحتاجها. نحن قادرون على توفير الدعم المالي اللازم لتحريك عجلة الاقتصاد الوطني. نحن قادرون على رفع وإلغاء كل التشريعات المعطلة للاستثمار والمشجعة على الفساد. نحن قادرون على تقديم الخدمات لمن يحتاجها حتى لا يحس اي تونسي انه وحده دون مساعدة ولا عون. نحن قادرون على جعل بلدنا نموذجا للنجاح”.
وختم قعلول تدوينته قائلا” نحن لن نسقط ولن نترك هذا البلد والشعب العظيم يسقط. ..ليس أمام النهضة وشركائها ومناضليها اليوم إما أن يحكموا أو فليزموا بيوتهم”.