الشارع المغاربي: ضجت وسائل التواصل الاجتماعي منذ يوم امس الاربعاء واليوم الخميس 12 اوت 2021 بفيديو حرق شاب بالجزائر من قبل مواطنين غاضبين ظنا منهم انه متسبب في اضرام النار بغابات مدينة تزي وزو قبل ان يتبين انه بريء.

وأثارت حادثة حرق الشاب صدمة كبيرة بالجزائر وخارجها خاصة بعدما اتضح انه بريء وانه تواجد بالمكان لتقديم المساعدة في اطفاء الحرائق وليس في اشعالها.

ومنذ يوم امس اظهرت صور ومقاطع فيديو متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي عددا كبيرا من المواطنين وهم يقومون بحرق شخص اشتبهوا في قيامه بإضرام النيران التي اجتاحت غابات الجزائر في الاونة الاخيرة .

وحسب بعض المصادر التقط الفيديو في مدينة نات إيراثن إحدى المناطق المتضررة من الحرائق المندلعة بولاية تيزي وزو حيث تم القبض على الشاب من قبل مجموعة من المواطنين أصروا على قتلته ورغم تدخل الشرطة وانتزاعه منهم للتحقيق معه فان مجموعة من الشبان الغاضبين عادوا وسحبوه من سيارة الشرطة واضرموا فيه النار وتصوير العملية.

وبعد ساعات قليلة من انتشار الفيديو اكدت مجموعة من الأشخاص من مدينة مليانة بولاية المدية (80 كلم غرب العاصمة)أن الشاب الذي تم إحراقه هو ابن مدينتهم وأنه موسيقي يدعى جمال بن إسماعيل مشددين على انه تحول للمنطقة المتضررة لتقديم المساعدة للأهالي في إخماد النار محمّلا بالعتاد والأموال. كما تم تداول تصريحات للشاب قبل وفاته وهو يدعو الناس إلى التحلي بالقوة والشجاعة والالتحاق بمنطقة تيزي وزو لتقديم المساعدة في إطفاء الحرائق.

ونقل موقع “الجزائر 1” أن”أعيان منطقة القبائل وممثلي قرى ناث إيراثن سيتوجهون إلى مليانة غدا لتقديم الاعتذار والتعازي نيابة عن المنطقة لأسرة الضحية “.

وأثارت الحادثة استنكارا واسعا في الجزائر وتعاطفا مع الضحية وأسرته وسط دعوات لاعتقال ومحاسبة المعتدين.

 واعتبر الاعلامي قادة بن عمار أن المشهد الذي تم تداوله والذي وثق عملية سحل شاب وقتله ثم التنكيل بجثته “مروّع جدا”وانه “يكرس لهمجية فاقت التصورات ولتوحش أظهر نفسه أمام الجميع وبلا ستار ويكرس أيضا لغياب الدولة”.

وقال في تدوينة إنه “يجب ايقاف القتلة ومعاونيهم ومحاسبتهم فورا قبل توسع رقعة الغضب مثل نيران اللهب وحتى لا يتم التأسيس لثقافة العقاب العشوائي والانتقام لمجرد الشك”.

يذكر أنه انتظمت مساء يوم امس احتجاجات عارمة في منطقة مليانة للتنديد بالحادثة حيث طلب الأهالي من السلطات التدخل لاعتقال المتورطين فيها ومحاسبتهم.

وأدت حرائق الغابات التي تجتاح مناطق في شمال البلاد إلى مقتل ما لا يقل عن 65 شخصا وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد العام ثلاثة أيام على القتلى وجمد أنشطة الدولة التي لا صلة لها بالحرائق.