الشارع المغاربي – قسم الرياضة: استهل المنتخب التونسي لكرة السلّة امس الثلاثاء 24 أوت 2021 مشاركته في بطولة أمم افريقيا “أفروباسكات” التي تحتضنها رواندا على أمل الدفاع عن لقبه القاري الذي أحرزه في بطولة أمم افريقيا أفروبسكات 2017 التي احتضنتها تونس. ويبحث منتخبنا الوطني عن تحقيق النجمة الثالثة في مسيرته الافريقية الباهرة في السنوات الأخيرة خاصة أنّ عناصرنا الوطنية تملك كل الآليات للدفاع عن لقبها الغالي.
الوفد التونسي شهد التحاق رئيس الجامعة التونسية للعبة علي البنزرتي الذي شكّل تواجده في رواندا مع المنتخب في هذا الظرف بالذات مفاجأة لعديد المتابعين الذين كانوا يتوقعون “منع” البنزرتي من مرافقة المنتخب وبالتالي منعه من السفر خارج تونس بسبب الاجراءات الاستثنائية التي أقرّتها رئاسة الجمهورية والمتعلّقة بكبار المسؤولين في المشهد الرياضي بتونس.
“الشارع المغاربي” تحدثت الى علي البنزرتي مباشرة مع العاصمة الرواندية كيغالي ورصدت انطباعاته بخصوص حظوظ المنتخب التونسي في هذه المشاركة القارية وكذلك موقفه من ردود الفعل التي رافقت مغادرته تونس سيّما أنه المسؤول الرياضي الأوّل الذي يغادر تونس بعد 25 جويلية إذا اعتبرنا أنّ مغادرة رئيس النادي الصفاقسي المنصف خماخم كانت لدواع صحيّة بعد منعه من مغادرة البلاد في مناسبة أولى.
– يدخل المنتخب التونسي اليوم غمار البطولة الافريقية لكرة السلّة, كيف سارت التحضيرات؟
الأمور عال العال والتحضيرات سارت بشكل جيّد ووفق البرنامج الذي وضعناه مسبقا… إضافة الى ذلك ظروف الاقامة طيبة للغاية ومثلما “فرحنا بيهم في تونس فرحو بينا”. لقد مكنونا منذ فترة من التدرّب في القاعة الرسمية التي ستحتضن البطولة الافريقية وهذا عامل ايجابي لنا.
بالنسبة للتنظيم هنا فإن كل شيء يسير على أحسن ما يرام… الجميع في حالة تأهب وتركيز ثمّ إنه في إطار تطبيق البروتوكول الصحي الصارم وبقرار من الاتحاد الدولي للعبة يمنع على أيّ عنصر من الوفود الرسمية مغادرة مقّر إقامته وأيّ فرد يتم ضبطه متلبسا بمغادرة أو محاولة مغادرة يتم استبعاده من الدورة مهما كانت صفته.
– كيف تبدو لك حظوظ المنتخب التونسي صاحب اللقب في النسخة الأخيرة؟
بحول الله نحن جاهزون لخوض هذا التحدّي… عادة في مثل هذه الدورات الكبيرة تبقى كل الأمور والسيناريوهات واردة ولكن ما أؤكّده هو أن منتخبنا جاهز للدفاع عن لقبه وتقديم صورة تليق بكرة السلة التونسية. أنا متفائل وقلتها مرارا للاعبين نحن لا نخشى أحدا ولا نخاف سوى من أنفسنا.
– تبدو متفائلا؟
بالفعل أنا كذلك… أنا أتحدث عن دراية وأعرف القيمة الفنية للأسماء الدولية التي تنتمي للمنتخب.. “جوّنا باهي وخدمنا خدمة صحيحة”… تقريبا نحن أكثر منتخب قام بتحضيرات مكثفة وعلى فترة زمنية مطولة لأننا نعقد العزم على تحقيق مشاركة متميزة وحصد النجمة الثالثة والعودة بالكأس الى تونس ان شاء الله.
– بعيدا عن الأمور الفنيّة علي البنزرتي متواجد حاليا برواندا وهو تقريبا الاسم الرياضي الوحيد الذي يغادر تونس بشكل طبيعي منذ أحداث 25 جويلية؟
(ضاحكا)… “الحمد لله ما عندي علاش نخاف”… رئيس الجمهورية قال في وقت سابق من لديه مشاكل عليه بتسوية وضعيته وأنا والحمد لله ليست لي مشاكل لأني ببساطة “ما نخلطش”.
– ماذا تقصد؟
أنا لا أمارس السياسة ولا أمزج بين الكرة والسياسة والمال… ومن يخدم بلاده بصدق فلا يخشى أحدا.
– قبل التعمّق أكثر هل تحصلت على ترخيص للسفر؟
بالفعل… تحوّلت الى المطار وانتظرت لأكثر من ساعتين ومن ثمّة جاء الإذن بالسماح لي بالمغادرة وهذا أمر مفهوم ومنطقي في ظلّ الإجراءات الاستثنائية التي تشهدها البلاد وأنا من جهتي أطالب الشعب الكريم بالتحلّي بالكثير من الصبر والتفهم لأن ذلك في مصلحة البلاد والعباد.
– ما يحسب لك أنّك المسؤول الرياضي الوحيد تقريبا الذي لم يخش وقوعه تحت طائلة قرار المنع من السفر خاصة أن عديد المسؤولين تخوّفوا حتى من مجرّد المجازفة وتخلّفوا عن مواكبة عديد التظاهرات والأحداث الرياضية بالخارج؟
مثلما قلت لك أنا رجل وطني و”خدمت بلادي بنظافة” من الموقع الذي أنا فيه… لم أمارس السياسة ولم أسرق أحدا…” أنا لا قدمت ولا سرقت ولا عطيت رشوة”… وأكرّرها مرّة أخرى من يعمل بصدق وبنظافة يد لا يخشى أحدا… عندما تحوّلت للمطار كنت متأكّدا ممّا سيحدث لي وكنت أعرف أنه لن يقع منعي من السفر لأنّي بكل بساطة لست متورطا في شيء ولست موضع شكّ ولهذا أنا لم أكن يوما مصدر إزعاج أو ريبة لأيّ أحد. ومن يخشى من قرارات 25 جويلية فهو متأكّد من تورّط يديه في أمور خارجة عن القانون.
علي البنزرتي انسان واضح… الجميع يعرف أني كنت ضدّ النهضة ومواقفي معروفة ومكشوفة وليست وليدة اللحظة وأنا بعيدا عن التجاذبات السياسية لست مستعدا لدخول جهنّم لأجل عيون أيّ شخص مهما كان حتى لو كانت ابنتي أو زوجتي… أنا لا أسرق ولا أخطف ونشأت في بيئة متواضعة ولست طامعا في شيء وكل ما أريد هو أن يذكرني الناس بكل خير عندما أموت وأريد أن أكون “بقدري” وأنا على قيد الحياة.
– بماذا توّد أن تختم؟
تونس تستحق الفرحة وهذا الشعب الكريم يستحق فرحة كبيرة تسمح بعض جروحه لذلك كل ما أرجو هو أن نتوّج بالبطولة الافريقية ونعود بالكأس الى تونس ونسعد “التوانسة لكل”… ليست لنا إمكانيات مادية وبشرية كبيرة جدا ولكننا نملك عزيمة كبيرة وأكبر مما يتصوّر البعض.
نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 24 أوت 2021