الشارع المغاربي: اعتبر عبد الوهاب الهاني الناشط السياسي وعضو لجنة الامم المتحدة لمناهضة التعذيب اليوم الاثنين 30 اوت 2021 ان أنباء غرق الباخرة المُحمَّلة بالقمح الأوكراني إلى تونس لا تنبئ بخير مشيرا الى انها باخرة قِمامة قديمة ومصنَّفة في القائمة السَّوداء الدُّوليَّة لنقل القَمْح الأوكراني إلى تونس متسائلا عن الاجراءات التي اتخذتها تونس لمنع التعاقد مع بواخر القمامة وعن المسؤول عن ذلك.
وكتب الهاني في تدوينة نشرها على صفحته بموقع فايسبوك ” أنباء غرق الباخرة المُحمَّلة بالقمح الأوكراني إلى تونس لا تنبئ بخير.. الباخرة “طائر البحر” (سي بيرد، Sea Bird) قديمة الصُّنع منذ سنة 1985 وعُمرها 36 سنة وهو سن يتجاوز سن الإحالة على التَّقاعد للبواخر المُشابهة (الإحالة على التَّقاعد تتمُّ بين 27 و 32 سنة كسن أقصى، حسب الاستعمال والصِّيانة) وهي مُصنَّفة في القائمة السَّوداء لتصنيف باريس وخضعت لرقابة مصالح الموانئ الحكوميَّة 30 مرَّة منذ سنة 2015 (بمُعدل مراقبة كل شهريْن) وأثبتت المراقبة في كل مرَّة وجود إخلالات مُتعدِّدة حسب موقع “maritime-executive” المختص في الملاحة البحريَّة.. في حين نشر مدير (أدمين) صفحة أحبَّاء البواخر (NaVy LoVers) نصَّ إنقاذ طاقم الباخرة من طرف باخرة هايا اللُّبنانيَّة الَّتي كانت على مقربة وذكر أنَّه قام بفسخ فيديو الباخرة “سي بيرد” بطلب من أعضاء طاقمها الَّذين تمَّ إنقاذهم مُلمِّحا إلى حصول إهمال أدَّى إلى غرق الباخرة (“انا كنت منزِّل فيديو للباخرة سي بيرد لحظة غرقها ومسحته والِّي زعِّلني انِّي مسحته ان افراد الطَّاقم انفسهم بعتولي اني امسحه ودي حاجه مكنتش حابب اعملها.. لو اي شخص خايف على وظيفته وساعد شخص ذو مكانه لا يستحقها في التستر على اهمال متعمد بُكره حياته تكون على المحك مثل ما حصل وساعتها التحقيقات الي هتحصل كلام هيكون مكتوب على ورق ليس له قيمه.. مش هوضح اكتر من كده وحمدله على سلامه الطاقم.. بس دي اخر مره امسح فديو من الصفحه تحت اي ظرف او سبب”)..
واضاف “…وكانت السَّفينة المُحمَّلة بـ 7000 طن (طاقة استيعابها 7600 طن) من القمح الأوكراني في طريقها إلى ميناء سوسة بتونس بعد توقُّفها في موانئ روسيا ثمَّ إسطنبول بتركيا، قد ارتطمت بصخرة بحريَّة في سواحل جزيرة كرافيا ببحر إيجه باليونان.. وهي على ملك شركة لُبنانيَّة، مملوكة في ليبيريا، ومسجَّلة بعَلَم التوغو (بعد بيعها عديد المرَّات منذ تاريخ إبحارها الأوَّل 36 سنة خَلَت)، وطاقمها مُكوَّن من 16 سوريًّا تمَّ إنقاذهم جميعهم والاحتفاظ بهم لدى خفر السَّواحل والحرس اليوناني.. “
وتابع “الأسئلة الحارقة تونسيًّا: من تعاقد مع هذه الباخرة؟؟؟.. ما هي هويَّة ومسؤوليَّة المُشغِّل / المُتعاقد التُّونسي؟؟؟.. ما هي الإجراءات الَّتي اتَّخذتها الدَّولة التُّونسيَّة لمنع التَّعاقد مع البواخر القِمامة (bateaux poubelles) المُصنَّفة على القائمة السَّوداء (black list) دوليًّا والممنوعة من الإبحار والرُّسو في مياه وموانئ الدُّول الَّي تحترم نفسها؟؟؟ وما هي سوابق تعاقد تونس وميناء سوسة تحديدا مع الباخرة القِمامة المُصنَّفة في القائمة السَّوداء الدُّوليَّة؟؟؟ وما هي الإجراءات الَّتي اتَّخذتها السُّلطات البحريَّة التُّونسيَّة ووزارة النَّقل والوزير شقشوق (لا يزال وزيرا) للتَّحقيق في هذه الكارثة؟؟؟ ما هي الإجراءات الَّتي اتَّخذها القضاء التُّونسي للمشاركة في التَّحقيق اليوناني والدُّولي حول الكارثة وفتح التَّحقيقات في الجانب التُّونسي من المسؤوليَّة وعلاقتها بملفَّات الفساد في قطاع توريد القمح والقمح المسرطن”
يذكر ان خوفر السواحل اليوناني كان قد اكد يوم اول امس السبت غرق سفينة شحن قال انها ترفع علم “التوغو” وانها كانت متوجهة الى تونس، اثر اصطدامها بجزر يونانية في بحر إيجه، مبرزا أنّه تمّ إنقاذ كلّ أفراد الطاقم .
وأوضح خفر السواحل في بيان صادر عنه “أرسلت سفينة الشحن “سي بيرد” التي أبحرت من أوكرانيا وكانت متوجهة إلى تونس، إشارة استغاثة بعد اصطدامها بجزر صخرية في جنوب غرب بحر إيجه”.
وتابع “السفن المجاورة أنقذت كلّ أفراد الطاقم البالغ عددهم 16 سوريا ولم يتضح بعد سبب الحادث”.
وأكّد ان 3 سفن لمكافحة التلوث توجهت إلى مكان الحادث للتحقق مما إن كان هناك أي تسرب من سفينة الشحن”.