الشارع المغاربي: اتهم رئيس الجمهورية قيس سعيّد “جبهة الخلاص الوطني ” ببثّ الإشاعات والأخبار الزائفة لإثارة البلبلة في اشارة الى تصريحات أحمد نجيب الشابي خلال ندوة صحفية عقدت يوم أمس اكد فيها استنادا الى ما اسماه مصادر موثوقة ان الجبهة تلقت معلومات مفادها أن” رئيس الجمهورية يستعد لحلّ الاحزاب وإيقاف قياداتها وعدد من الشخصيات الوطنية ووضعهم رهن الاقامة الجبرية”.
وقال سعيّد خلال كلمة القاها في ساعة متأخرة من يوم أمس الخميس 5 ماي 2022 من مقر وزارة الداخلية: “تتناغم وتتناسق هذه الحرائق مع بعض تصريحات جبهة الخلاص الوطني ..تونس تريد التخلص منهم فأيّ خلاص وطني من هؤلاء ؟ بالاضافة الى بثّ الاشاعات الكاذبة وهتك الأعراض والمفترض حتى المصالح المعنية بالأمر تعرف مصدرها ..هتك الاعراض والمساس بها..لن يعلّموننا الأخلاق والقيم والوطنية …جئنا هنا للحفاظ على الوطن من هؤلاء الذين يريدون حرق البلاد ولن نتركهم”.
وأضاف “يتحدثون اليوم عن خلاص وطني وحكومة ..عن أيّة حكومة تتحدثون وبناء على ماذا؟ ثمّ يدعون باطلا وزورا وبهتانا بأنّ هناك مساسا بالحقوق والحريات ثم يرتمون في أحضان الخارج …تونس للتونسيين والسيادة للشعب..يبثون مغالطات وأخبارا لا أساس لها من الصحة اطلاقا ويقولون هناك تضييق على الحريات في حين انهم يتحدثون في ندوة صحفية والدولة توفر أمنهم ثم يشتمون ويقولون لا توجد حريات …تاريخهم معلوم لدى التونسيين”.
وتابع “أطمئن التونسيين بأنّ هناك دولة وقوى مسلحة عسكرية وأمنية قادرة على المواجهة وعلى احباط كل هذه العمليات… يبثون اخبارا زائفة لادخال البلبلة في نفوس التونسيين..لو تتم الآن حملة انتخابية سيخرجون مئات المليارات التي تحصلوا عليها بطرق غير شرعية..لا بد اليوم من تحمل المسؤولية”.
وقال سعيّد “أردت أن يكون اللقاء في مقر وزارة الداخلية حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته أمام الله وأمام الشعب ..نحن نتعفف ولا نواجههم الا بالرد لأنّ الحقيقة معلومة من طرف الجميع ولكننا لا نسمح بالمس بالدولة ولا بمؤسساتها ولا بالسلم الاجتماعي ولا بالأمن الغذائي…يريدون حرق البلاد يريدونها أن تكون الارض المحروقة والدولة المحروقة ولكن لا مجال للعبث بقوت التونسيين وبسيادتهم..لن نتركهم يعبثون بالدولة وعلى كل شخص ان يتحمل مسؤوليته..توجد دولة واحدة وحكومة واحدة وموقف واحد”.
وأضاف “يخافون من الاستفتاء لأنّه سيكون مجالا ليعبر الشعب عن ارادته..هم خائفون ويحاولون بكل الطرق حتى لا يعبّر الشعب عن ارادته ولا يصل للاستفتاء… انطلقنا في الحوار الوطني وسيتم اصدار النص المتعلق بالحوار ولكنهم لا يريدون الحوار ..يريدون فقط العودة الى الوراء..مرة اخرى الحوار لن يكون مع الذين باعوا ضمائرهم وأنفسهم بأبخس الأثمان في سوق النخاسة”.
وتابع “على القضاء اليوم لعب دوره في محاكمة هؤلاء الذين لا دين لهم ولا اخلاق لهم ولا مرجع لهم باستثناء السلطة والمال ولم يتعضوا بالتاريخ ولكننا لن نترك تونس لقمة سائغة بين اياديهم وعلى كل الوزراء تحمل المسؤولية كاملة في هذا المسار التصحيحي منذ 25 جويلية 2021 والاستفتاء سيكون يوم 25 جويلية 2022 وليقل الشعب كلمته..هم لا يريدون لا استفتاء ولا انتخابات يريدون فقط الارتماء في أحضان الخارج وضرب الدولة وحرق البلاد ومؤسساتها ..الدولة ليست لعبة ..لدينا أمانة ولديكم من المعلومات ما يكفي لتجريم هؤلاء وعلى القضاء والنيابة العمومية ان تقوم بدورها حتى في علاقة ببث الاشاعات المغرضة وهتك الاعراض …هذا مؤسف ومخجل بالنسبة لمن يدعون الوطنية وتحقيق مطالب الشعب..هم يحرقون قوت الشعب ويزرعون بذور الفتنة للوصول الى الاقتتال الداخلي ولن نسمح بهذا وعلى القضاء ان يلعب دوره ..نحن نحتكم للقانون وهم مؤتمنون على تطبيق القانون في قضاء عادل وعليهم ان يقوموا بدورهم “.
وواصل سعيّد “لا مجال لمحاولة ضرب مؤسسات الدولة وأنتم مؤتمنون على هذا ..تونس امانة بعاتقنا جميعا…يتمسحون على الاعتاب ويستجدون الخارج ثم يقولون عن انفسهم وطنيون..عن اية وطنية يتحدثون وعن اي انتماء لتونس ؟ ..تعرفون جيدا اللقاءات التي تتم مع عدد من الأجانب ..انتهى وقت اللعب بالدولة وانتهى العبث الذي يحدث وعلينا جميعا ان نتحمل المسؤولية في مواجهة كل هذه المناورات والكذب والمس بالأمن العام ..دولتنا قوية ودورنا اليوم هو حماية الدولة والشعب…أفرغوا خزائن الدولة لمدة 10 سنوات”.
وقال “على القضاء ان يكون عادلا وناجزا وحقيقيا وأن يعطي لكل ذي حقّ حقّه..اتوجه عبركم الى التونسيين لأنّ تونس بقواتها العسكرية وقواتها الوطنية والشعب ستتصدى لهؤلاء الذي يريدون العبث بقوتها والذين أيضا يروجون أخبارا زائفة ويتحدثون عن اعتقالات مقبلة ..ليس من عاداتنا الاعتقال من اجل الفكر…يتكلمون ثم يقولون لا توجد حرية ..فهل تتمثل الحرية في هتك الاعراض والكذب والمس بالامن العام ؟”.
واضاف “يجب انقاذ البلاد من هؤلاء …بعثوا دستورا كما يريدون هم لتفكيك الدولة ويريدون تفكيكها مرة اخرى وتشكيل حكومة انقاذ وخلاص في حين انهم يرقصون على الحبال ..من منعهم من الاجتماع والتصريحات ؟ وأخرون يحرقون النخيل ويرتبون لحرق الصابة”.