الشارع المغاربي: انتقد الصغير الزكراوي استاذ القانون العام بالجامعة التونسية اليوم الجمعة 26 ماي 2023 بشدة مجلس نواب الشعب الحالي مشددا على انه من المفروض الا يعمل بالنظر الى نسبة المشاركة الضعيفة في الانتخابات التي افرزته والى مستوى نوابه. ولفت من جهة اخرى الى ان المرسوم 54 لم يساهم في الحد من التجاوزات والعنف عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلما كان معلنا مؤكدا ان غير المعلن هو ما تعيش تونس اليوم من تضييق على الحريات وتقليص مربع حرية الاعلام والتفكير وحرية التنظم.
وقال الزكراوي في حوار على اذاعة “اكسبراس اف ام”:” …..هذا كان المعلن حول المرسوم وغير المعلن هو ما نعيش الان وهو التضييق على الحريات وتقليص مربع حرية الاعلام وحرية التفكير وحرية التنظم هذا هو غير المعلن وما هو معلن كنا معه لانه كانت هناك تجاوزات وهناك هتك للاعراض وتشهير ونحن مع هذا لكن ان يتحول الى سيف لتكميم الافواه ووسيلة للحد من الحريات فهذا ما نرفضه … فاليوم اصبح المبدا هو القيد والحرية هي الاستثناء والحال ان الحرية قانونيا هي المبدا وهي الاساس وهي المبتدا والخبر “.
وتابع” للاسف هذا ما نعيشه اليوم .. وهذا طبيعي في ظل حكم فردي …حكم تأكد اليوم انه ينزع الى التسلط والالمام بكل شيء والسلطة مركزة في يد شخص واحد فمن الطبيعي ان نعيش هذه الفترة المظلمة من تاريخ تونس لان الامور ليست للاسف على ما يرام …”
واضاف “المرسوم لم يساهم في محاربة العنف بالفضاء الافتراضي وفي بث الاشاعات.. لم يساهم لان هناك “الحشد الشعبي”.. حشد الرئيس نلاحظ انهم يهتكون الاعراض وبلغ بهم الامر الى حد نسبة اخبار وافعال لاشخاص وجرهم الى المحاكم والمفروض ان يطبق هذا المرسوم على الموالين للرئيس وجماعة “الحراك “وبعض المحامين الذين يهتكون الاعراض ويواصلون في عنفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ….”
وبخصوص كلام رئيس الجمهورية حول القضاء وحماية الحقوق والحريات قال الزكراوي : “خطاب مزدوج وهذه سمة الشعبويين… الخطاب في واد والممارسة على ارض الواقع في واد اخر …خطاب سيادوي وطهوري ….وبطبيعة الحال نحن مع هذا فالقاضي هو ملاذ المظلومين والقضاء هو الذي يعيد الحقوق لاصحابها ولكن على ارض الواقع هل نعيش هذا؟…هو المسؤول الاول عن هذا وكان من المفروض ان نبدا بهذا بعد 25 جويلية اما ان نصدر قوانين تحد من الحريات ….لا وجود لبرامج بل هناك مشاريع شخصية و25 جويلية كانت لحظة فارقة لكنها تحولت الى مجرد فرقعة لانها اصبحت مشروع الرئيس لانه كان يمكن انقاذ البلاد ….. وهذه الفرصة انتهت ….فنحن اليوم بعد تفكير واستقراء التجارب رهائن مسار شخصي للرئيس بل انها مغامرة شخصية …. فما هو التاسيس الجديد والعلو الشاهق؟ فهو (قيس سعيد) قال ان لديه مقاربة جديدة يغير بها العالم وافريقيا هذا كلامه هو والمقاربة الجديدة في ما تتمثل؟ تتمثل في كتابة دستور ودعوة اشخاص لكتابة دستور ثم جلب دستور من الدرج اتضح انه جاهز منذ اشهر واستشارة شكلية ونظم انتخابات ب11 بالمائة فقط وهذا المجلس من المفروض الا يعمل ويتم الغاء الانتخابات فالبرلمان اهم مؤسسة في كل الدول … ولا يمكن سن القوانين بنواب مماثلين من حيث ثقافتهم ومن حيث سياستهم وبرامجهم لان النظام القاعدي افرز نوابا بالصدفة فعلى الاقل ابراهيم القصاص وسنية بن تومية كانا يضحكوننا اما هؤلاء فليس لهم برامج وقد ساهم الاعلام في كشف مستواهم ..”.