الشارع المغاربي-وكالات: بعد مرور اشهر على استقالة غسان سلامة منح مجلس الأمن الدولي يوم امس الثلاثاء للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الضوء الأخضر لتعيين البلغاري نيكولاي ملادينوف والنرويجي تور وينسلاند مبعوثين جديدين للمنظمة الدولية إلى ليبيا والشرق الأوسط على التوالي.
وكشفت وكالة “فرانس براس” للانباء ان مجلس الامن وافق على تعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثا جديدا للأمم المتحدة في ليبيا ليخلف بذلك اللبناني غسان سلامة بعد تعويضه لفترة قصيرة بالامريكية ستيفاني وليامز.
وملادينوف يشغل منذ 2015 منصب مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط وسيخلفه النرويجي تور وينسلاند في هذا المنصب.
هذا التعيين ياتي بعد مرور 10 أشهر على استقالة سلامة لاسباب قال وقتها انها صحيّة قبل أن يعبّر في ما بعد عن استيائه من عدم التزام العديد من أعضاء الأمم المتحدة، بمن فيهم أعضاء في مجلس الأمن الدولي، بقرارات كانوا هم أول من وافق عليها.
كما يأتي تعيين الدبلوماسي البلغاري بعد رفض الولايات المتحدة مرشّحَين أفريقيين لتولّي هذا المنصب، وفرضها على شركائها في مجلس الأمن تقسيم المنصب إلى قسمين هما مبعوث أممي يساعده “منسّق” لهذه البعثة الأممية الصغيرة (حوالي 230 شخصا).
ونقلت وكالة “اصداء” هذا التعيين الجديد مبرزة ان تعيين شخصية أوروبية على رأس البعثة الأممية في ليبيا يعني أن منصب “منسّق” البعثة سيؤول حتما إلى شخصية أفريقية في ما يشبه جائزة ترضية للقارة السمراء التي لطالما شدّدت على وجوب أن تكون هناك “حلول أفريقية لمشاكل أفريقية” وحاولت عبثا، انطلاقا من هذا المبدأ، إسناد وظيفة المبعوث الأممي إلى دبلوماسي أفريقي.
وكان غوتيريس قد طرح اسم وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة لخلافة سلامة، لكن واشنطن رفضت هذا الترشيح، ليعود الأمين العام ويطرح اسم مرشحة أفريقية أخرى هي الوزيرة الغانية السابقة هنا سيروا تيتيه التي لقي ترشيحها نفس الرفض الأمريكي.
ويشغل ملادينوف (48 عاما) منصب مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط منذ 2015. وخلال مهمته هذه واجه العديد من التحدّيات: فترات من التوتر بين غزة وإسرائيل وتسارع وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة والانقسامات الداخلية بين الفلسطينيين وتدهور الوضع الإنساني في غزة.
وأجرى ملادينوف مناقشات عديدة مع مصر لتجنب التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وسيخلفه في منصب “المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط” تور وينسلاند (68 عاما) وهو دبلوماسي نرويجي متخصّص بقضايا الشرق الأوسط والذي شغل مناصب عدّة في تل أبيب ورام الله والقاهرة.