الشارع المغاربي – تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬وزلزال‭ ‬المغرب‭!‬ /بقلم: معز زيود

تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬وزلزال‭ ‬المغرب‭!‬ /بقلم: معز زيود

قسم الأخبار

14 سبتمبر، 2023

الشارع المغاربي: كيف‭ ‬تعاملت‭ ‬السلطات‭ ‬التونسيّة‭ ‬والجزائريّة‭ ‬مع‭ ‬الزلزال‭ ‬المروّع‭ ‬الذي‭ ‬ضرب،‭ ‬مساء‭ ‬الجمعة‭ ‬الماضي،‭ ‬أنحاء‭ ‬عدّة‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬الشقيق؟‭ ‬وكيف‭ ‬كان‭ ‬ردّ‭ ‬فعل‭ ‬السلطات‭ ‬المغربيّة‭ ‬إزاء‭ ‬ذلك؟‭ ‬الأمر‭ ‬يحمل‭ ‬في‭ ‬طيّاته‭ ‬دلالات‭ ‬عميقة‭…‬

فور‭ ‬نزول‭ ‬نبأ‭ ‬زلزال‭ ‬المغرب‭ ‬الصاعق،‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضي،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الطبيعي‭ ‬صحفيّا‭ ‬وإنسانيّا‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬المصادر‭ ‬الرسميّة‭ ‬التونسيّة‭ ‬ثمّ‭ ‬الجزائريّة‭ ‬عن‭ ‬كيفيّة‭ ‬التفاعل‭ ‬الرسمي‭ ‬لسلطات‭ ‬البلدين‭ ‬حيال‭ ‬هذا‭ ‬المصاب‭ ‬الجلل‭ ‬الذي‭ ‬ألمّ‭ ‬بالشعب‭ ‬المغربي‭. ‬فكانت‭ ‬الحيرة‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أيّ‭ ‬أثر‭ ‬لمواقف‭ ‬أو‭ ‬إجراءات‭ ‬عاجلة‭ ‬تعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬تضامن‭ ‬البلدين‭ ‬التّام‭ ‬مع‭ ‬الأشقّاء‭ ‬المغاربة‭ ‬في‭ ‬أحلك‭ ‬ما‭ ‬يمرّون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬أوقات‭ ‬عصيبة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬أنّ‭ ‬دولا‭ ‬أخرى‭ ‬بعيدة‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬سارعت‭ ‬حينها‭ ‬بالإعلان‭ ‬عن‭ ‬مواساتها‭ ‬واعتزامها‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانيّة‭ ‬فوريّة‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬إغاثة‭ ‬المنكوبين‭. ‬وبمرور‭ ‬بعض‭ ‬الوقت،‭ ‬زالت‭ ‬الحيرة‭ ‬بتحرّك‭ ‬البلدين،‭ ‬فقد‭ ‬أعلنت‭ ‬تونس‭ ‬عن‭ ‬توجيه‭ ‬مساعدات‭ ‬عاجلة‭ ‬ومستشفى‭ ‬ميداني‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬السلطات‭ ‬المغربيّة،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬إرسال‭ ‬فرق‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬المدنيّة‭ ‬والهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬التونسي‭ ‬للإسهام‭ ‬في‭ ‬عمليّات‭ ‬الإغاثة‭ ‬والإحاطة‭ ‬بالمصابين‭ ‬جرّاء‭ ‬الزلزال‭ ‬العنيف‭… ‬ومن‭ ‬جهتها،‭ ‬أعلنت‭ ‬الجزائر‭ ‬عن‭ ‬استعدادها‭ ‬التّام‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬ووضع‭ ‬كافّة‭ ‬الإمكانيّات‭ ‬الماديّة‭ ‬والبشريّة‭ ‬تضامنا‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬كما‭ ‬قرّرت‭ ‬فتح‭ ‬مجالها‭ ‬الجويّ‭ ‬أمام‭ ‬الرحلات‭ ‬لنقل‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬والجرحى‭… ‬

لا‭ ‬شكّ‭ ‬طبعا‭ ‬في‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬المتعاطفة‭ ‬مع‭ ‬الأشقاء‭ ‬المغاربة‭ ‬وما‭ ‬صاحبها‭ ‬من‭ ‬استعداد‭ ‬لإرسال‭ ‬مساعدات‭ ‬لشدّ‭ ‬أزرهم‭ ‬هي‭ ‬مواقف‭ ‬وإجراءات‭ ‬منتظرة‭ ‬وضروريّة‭ ‬بلا‭ ‬مِنّة‭ ‬ولا‭ ‬رياء،‭ ‬وذلك‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬خلّفه‭ ‬الزلزال‭ ‬الكارثي‭ ‬من‭ ‬دمار‭ ‬رهيب‭ ‬تسبّب‭ ‬أصلا‭ ‬في‭ ‬حذف‭ ‬قرى‭ ‬بأكملها‭ ‬من‭ ‬الخريطة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬هول‭ ‬المأساة‭ ‬التي‭ ‬أدّت‭ ‬إلى‭ ‬وفاة‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬2500‭ ‬شخص‭ ‬وإصابة‭ ‬عدد‭ ‬مماثل‭ ‬تقريبًا‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ترتسم‭ ‬أمامنا‭ ‬ملاحظات‭ ‬تغوص‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬هذه‭ ‬العناوين‭:‬

‭- ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬تونس‭ ‬جاء‭ ‬تفاعلها‭ ‬متأخّرا‭ ‬نسبيّا‭ ‬مثلما‭ ‬أشرنا‭ ‬ضمنيّا‭ ‬في‭ ‬البداية‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعود‭ ‬في‭ ‬تقديرنا،‭ ‬لا‭ ‬إلى‭ ‬حسابات‭ ‬سياسيّة‭ ‬وإنّما‭ ‬إلى‭ ‬قصور‭ ‬إداري‭ ‬وعجز‭ ‬فادح‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬باتّصال‭ ‬الأزمة‭ (‬Crisis communication‭)‬،‭ ‬جرّاء‭ ‬البيروقراطيّة‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ “‬المسؤولين‭” ‬في‭ ‬حالة‭ ‬انتظار‭ ‬دائم‭ ‬لقرار‭ ‬أعلى‭ ‬هرم‭ ‬السلطة‭. ‬ولا‭ ‬أدلّ‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬مرونة‭ ‬اتّخاذ‭ ‬القرار‭ ‬دفعت‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬اتحاد‭ ‬الشغل‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬الطبوبي‭ ‬مثلا‭ ‬إلى‭ ‬استباق‭ ‬السلطات‭ ‬التونسيّة‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬التعازي‭ ‬والمواساة‭. ‬ثمّ‭ ‬المبادرة‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الزلزال‭ ‬بالسفر‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬تضامنيّة‭. ‬وكان‭ ‬بالإمكان‭ ‬مثلا‭ ‬أن‭ ‬تُنسّق‭ ‬تونس‭ ‬بشأن‭ ‬سفر‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الاجتماعيّة‭ ‬أو‭ ‬وزير‭ ‬الصحّة‭ ‬العموميّة‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬الوفد‭ ‬التونسي‭. ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬لا‭ ‬نتوقّع‭ ‬أن‭ ‬تمانعها‭ ‬السلطات‭ ‬المغربيّة،‭ ‬وربّما‭ ‬كانت‭ ‬ستُشكّل‭ ‬فرصة‭ ‬لإزالة‭ ‬الغيوم‭ ‬التي‭ ‬تُخيّم‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائيّة،‭ ‬والتأكيد‭ ‬عمليّا‭ ‬على‭ ‬استقلاليّة‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجيّة‭ ‬التونسيّة‭.‬

‭- ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يُعدّ‭ ‬موقف‭ ‬الجزائر‭ ‬متأخّرا‭ ‬نسبيّا‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬علاقاته‭ ‬الدبلوماسيّة‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭. ‬ولكنّ‭ ‬البيان‭ ‬الرسمي‭ ‬الجزائري‭ ‬لئن‭ ‬عبّر‭ ‬عن‭ ‬التضامن‭ ‬المنتظر‭ ‬فإنّه‭ ‬كشف‭ ‬أيضا‭ ‬حدّة‭ ‬الأزمة‭ ‬بين‭ ‬النظامين،‭ ‬فقد‭ ‬ربطت‭ ‬الجزائر‭ ‬استعدادها‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬بطلب‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬منها‭ ‬ذلك‭. ‬وكما‭ ‬كان‭ ‬منتظرا،‭ ‬فقد‭ ‬تجاهلت‭ ‬السلطات‭ ‬المغربيّة‭ ‬العرض‭ ‬الجزائري‭ ‬لأنّه‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬منظورها‭ ‬في‭ ‬مقام‭ ‬أضعف‭ ‬دبلوماسيّا‭ ‬من‭ ‬جاره‭ ‬الشرقي‭ ‬الذي‭ ‬يُشاركه‭ ‬التاريخ‭ ‬والجغرافيا،‭ ‬لكنّه‭ ‬يُعادي‭ ‬وحدته‭ ‬الترابيّة‭ ‬سياسيّا‭ ‬وعسكريّا‭ ‬ويرفض‭ ‬تطبيعه‭ ‬الرسمي‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬اعتبار‭ ‬لإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭…‬

‭- ‬الموقف‭ ‬المغربي‭ ‬من‭ ‬التعاطف‭ ‬الدولي‭ ‬والمساعدات‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬اتّسم‭ ‬للأسف‭ ‬بمنتهى‭ ‬المكابرة‭ ‬والتنكّر‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عرضت‭ ‬المساعدة‭ ‬بشكل‭ ‬صادق‭. ‬فبعد‭ ‬اجتماع‭ ‬الأزمة‭ ‬الذي‭ ‬عقده‭ ‬الملك‭ ‬المغربي‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬بشكل‭ ‬متأخّر‭ ‬نظرًا‭ ‬إلى‭ ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬علاجيّة‭ ‬غير‭ ‬معلنة،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬كشفته‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬فرنسيّة،‭ ‬أعلنت‭ ‬السلطات‭ ‬المغربيّة‭ ‬بأنّها‭ ‬قرّرت‭ ‬الاستجابة‭ ‬لأربعة‭ ‬عروض‭ ‬مساعدة‭ ‬فقط،‭ ‬كانت‭ ‬قدّمتها‭ ‬كلّ‭ ‬من‭ ‬إسبانيا‭ ‬وقطر‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬بريطانيا‭) ‬والإمارات‭. ‬ورغم‭ ‬تأكيدها‭ ‬في‭ ‬بيانها‭ ‬على‭ ‬ترحيب‭ ‬المملكة‭ “‬بكلّ‭ ‬المبادرات‭ ‬التضامنيّة‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭”‬،‭ ‬فقد‭ ‬أوضحت‭ ‬السلطات‭ ‬المغربيّة‭ ‬أنّها‭ “‬أجرت‭ ‬تقييما‭ ‬دقيقا‭ ‬للاحتياجات‭ ‬في‭ ‬الميدان‭”‬،‭ ‬وعلى‭ ‬أساسه‭ ‬تمّ‭ ‬قبول‭ ‬عروض‭ ‬الدول‭ ‬الأربع‭ ‬المذكورة‭. ‬النصّ‭ ‬الحرفي‭ ‬للبيان‭ ‬المغربي‭ ‬يعني‭ ‬عمليّا‭ ‬أنّه‭ ‬لم‭ ‬تُقبل‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬عرضتها‭ ‬تونس،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بالجزائر‭!…‬

‭- ‬كانت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخليّة‭ ‬التونسيّة‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬أنّها‭ ‬خصّصت‭ ‬فرقا‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬المدنيّة‭ ‬تتكوّن‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬مختصّا‭ ‬في‭ ‬الإنقاذ‭ ‬و6 ‬أطبّاء‭ ‬و4‭ ‬أنياب‭ ‬مصحوبة‭ ‬بأجهزة‭ ‬رصد‭ ‬حراريّة‭ ‬متطوّرة‭ ‬وطائرة‭ ‬مسيّرة‭ ‬للكشف‭ ‬عن‭ ‬الضحايا‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭… ‬ويُفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬قد‭ ‬تحوّلت‭ ‬إلى‭ ‬المغرب،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬وجود‭ ‬لأيّة‭ ‬متابعة‭ ‬أو‭ ‬معلومة‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن،‭ ‬خاصّة‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬التصريحات‭ ‬المغربيّة‭ ‬الرسميّة‭ ‬التي‭ ‬حدّدت‭ ‬الدول‭ ‬الداعمة‭ ‬لها،‭ ‬واستبعدت‭ ‬تونس‭ ‬ضمنيا‭ ‬منها‭… ‬وهي‭ ‬سابقة‭ ‬تعكس‭ ‬حسابات‭ ‬سياسيّة‭ ‬لا‭ ‬معنى‭ ‬لها‭ ‬دبلوماسيّا،‭ ‬وخاصّة‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬بالآلاف‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭…‬

‭- ‬منتهى‭ ‬القول‭ ‬إنّ‭ ‬تضامن‭ ‬التونسيّين‭ ‬والجزائريّين‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬في‭ ‬مأساته‭ ‬المروّعة‭ ‬مسألة‭ ‬لا‭ ‬شكّ‭ ‬ولا‭ ‬اختلاف‭ ‬فيها‭. ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬الموقف‭ ‬الرسمي‭ ‬للبلدين‭ ‬كان‭ ‬مشرّفا‭ ‬ومتوازنا‭ ‬عموما،‭ ‬لكنّ‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يُخفي‭ ‬أنّ‭ ‬مغرب‭ ‬الشعوب‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬وهمًا‭ ‬بعيدَ‭ ‬المنال‭ ‬حتّى‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬الكوارث‭ ‬جرّاء‭ ‬مكابرة‭ ‬أنظمة‭ ‬المنطقة‭ ‬وحساباتها‭ ‬الضيّقة،‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬اكتراث‭ ‬بمصالح‭ ‬شعوبها‭ ‬وانتظاراتها‭…‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 12 سبتمبر 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING