الشارع المغاربي – يحتاج الى درس في التاريخ والجغرافيا: وزير‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الجزائري‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬تونس‭ !‬/بقلم: معز زيود

يحتاج الى درس في التاريخ والجغرافيا: وزير‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الجزائري‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬تونس‭ !‬/بقلم: معز زيود

قسم الأخبار

8 سبتمبر، 2023

الشارع المغاربي: من‭ ‬مميّزات‭ ‬الأزمة‭ ‬الداخليّة‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬أنّ‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬بات‭ ‬يُعاملها‭ ‬بخطاب‭ ‬أقلّ‭ ‬ما‭ ‬يُقال‭ ‬فيه‭ ‬إنّه‭ ‬يعكس‭ ‬نظرة‭ ‬تكبّر‭ ‬ضيّقة،‭ ‬لكنّها‭ ‬تُجسّد‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭ ‬قصورًا‭ ‬في‭ ‬النظر‭ ‬وجهلا‭ ‬سياسيّا‭ ‬ماحقا‭. ‬قضيّة‭ ‬الحال‭ ‬تتعلّق‭ ‬بالخطاب‭ ‬المريب‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الجزائري‭ ‬إزاء‭ ‬تونس‭ ‬مؤخّرا‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إيقاظه‭ ‬من‭ ‬غفوة‭ ‬قد‭ ‬تطول‭…‬

معلوم‭ ‬أنّ‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬التونسي‭ ‬والجزائري‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الإخاء‭ ‬والتماسك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لسياسيّي‭ ‬البلدين‭ ‬النيل‭ ‬منها،‭ ‬باستثناء‭ ‬قصار‭ ‬النظر‭ ‬والانتهازيّين‭ ‬والمتسلّقين‭ ‬العالقين‭ ‬في‭ ‬عباءة‭ ‬السلطة‭ ‬أو‭ ‬المعارضة‭ ‬هنا‭ ‬وهناك‭. ‬وهو‭ ‬الحال‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬العلاقات‭ ‬والوشائج‭ ‬الأخويّة‭ ‬القائمة‭ ‬بين‭ ‬الشعبين‭ ‬الجزائري‭ ‬والمغربي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬بدورها‭ ‬أن‭ ‬تعكّرها‭ ‬العداوة‭ ‬المُعلَنة‭ ‬بين‭ ‬نظامي‭ ‬البلدين‭… ‬نقول‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬المعرفة‭ ‬بالشيء‭ ‬وسدّا‭ ‬لذريعة‭ ‬سياسيّي‭ ‬الزمن‭ ‬الرديء‭ ‬المجرّمين‭ ‬لكلّ‭ ‬صوت‭ ‬مختلف‭. ‬وتتمثّل‭ ‬حادثة‭ ‬الحال‭ ‬فيما‭ ‬تفوّه‭ ‬به‭ ‬وزير‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الجزائري‭ ‬أحمد‭ ‬عطّاف‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفي‭ ‬مؤخّرا‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬حرفيّا‭: “‬ففي‭ ‬ما‭ ‬يخصّ‭ ‬تونس،‭ ‬استقبل‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهوريّة‭ ‬مبعوثا‭ ‬خاصّا‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬أسبوعين،‭ ‬أظنّ،‭ ‬ورسالة‭ ‬من‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬حملها‭ ‬المبعوث‭ ‬التونسي‭ ‬هو‭ ‬أنّه‭ ‬فنّد‭ ‬تفنيدا‭ ‬قاطعا‭ ‬أيّ‭ ‬نيّة‭ ‬أو‭ ‬أيّ‭ ‬خطوة‭ ‬لتونس‭ ‬تُجاه‭ ‬التطبيع،‭ ‬هذا‭ ‬واحد‭. ‬اثنين‭ ‬هوما‭ ‬راهم،‭ ‬قيل‭ ‬لي‭ ‬أنا‭ ‬شخصيّا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬زميلي‭ ‬أنّ‭ ‬في‭ (‬هناك‭) ‬قانون‭ ‬سيُسنّ‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬لتجريم‭ ‬أو‭ ‬لتخوين،‭ ‬من‭ ‬الخيانة‭ ‬العظمى،‭ ‬للتطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭”.‬

قد‭ ‬يبدو‭ ‬هذا‭ ‬الطرح‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬البعض‭ ‬عاديّا،‭ ‬فما‭ ‬الإشكال‭ ‬الذي‭ ‬يختزنه؟‭! ‬

أوّلا‭: ‬سمح‭ ‬وزير‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الجزائري‭ ‬لنفسه‭ ‬بأن‭ ‬يخوض‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬صحفيّ‭ ‬في‭ ‬قضيّة‭ ‬تتعلّق‭ ‬بشأن‭ ‬داخلي‭ ‬تونسي‭ ‬يخصّ‭ ‬قرارًا‭ ‬سياديّا‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬بلاده،‭ ‬ولو‭ ‬ظاهريا‭ ‬على‭ ‬الأقلّ،‭ ‬ولا‭ ‬يحتاج‭ ‬لأيّ‭ ‬مزايدات،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنّ‭ ‬التونسيّين‭ ‬جميعهم‭ ‬ضدّ‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬المحتلّ،‭ ‬باستثناء‭ ‬قلّة‭ ‬قليلة‭ ‬جدّا‭ ‬لا‭ ‬وزن‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬مزدوجي‭ ‬الولاء‭ ‬والانتهازيّين‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬الجهر‭ ‬بمواقفها‭ ‬أصلا‭. ‬

ثانيًا‭: ‬إعلان‭ ‬الوزير‭ ‬عطّاف‭ ‬عن‭ ‬اعتزام‭ ‬تونس‭ ‬سنّ‭ ‬قانون‭ ‬لتجريم‭ ‬أو‭ ‬لتخوين‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬والحال‭ ‬أنّ‭ ‬السلطات‭ ‬التونسيّة‭ ‬لم‭ ‬تُعلن‭ ‬بل‭ ‬ولم‭ ‬تُلمّح‭ ‬مطلقا‭ ‬لاعتزامها‭ ‬اتّخاذ‭ ‬ذلك‭ ‬الإجراء‭ ‬القانوني‭ ‬الذي‭ ‬أثار‭ ‬جدلا‭ ‬تحت‭ ‬قبّة‭ ‬البرلمان‭ ‬قبل‭ ‬سنوات،‭ ‬وكأنّه‭ ‬يتحدّث‭ ‬أصلا‭ ‬باسم‭ ‬تونس‭ ‬ونيابةً‭ ‬عنها‭. ‬وحتّى‭ ‬إن‭ ‬أبلغه‭ “‬زميله‭” ‬وزير‭ ‬الخارجيّة‭ ‬التونسي‭ ‬فعلا‭ ‬بما‭ ‬ذهب‭ ‬إليه،‭ ‬فإنّه‭ ‬من‭ ‬المعيب‭ ‬دبلوماسيّا‭ ‬التصريح‭ ‬به‭ ‬قبل‭ ‬أولي‭ ‬الأمر‭.‬

ثالثا‭: ‬المكابرة‭ ‬ونظرة‭ ‬الاستصغار‭ ‬وربّما‭ ‬الاحتقار‭ ‬التي‭ ‬تحدّث‭ ‬بها‭ ‬عطّاف‭ ‬عن‭ ‬نظيره‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الذي‭ ‬سمّاه‭ ‬بـ‭”‬المبعوث‭ ‬التونسي‭” ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يتفوّه‭ ‬باسمه‭ (‬نبيل‭ ‬عمّار‭) ‬ودون‭ ‬أن‭ ‬يذكر‭ ‬صفته‭ ‬وهي‭ ‬وزير‭ ‬خارجيّة‭ ‬مثله‭ ‬ويفترض‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الاحترام‭ ‬المفترض‭ ‬لبلد‭ ‬الجوار‭ ‬ومسؤوليها‭…‬

إلام‭ ‬تعود‭ ‬هذه‭ ‬الرداءة‭ ‬الدبلوماسيّة‭ ‬إذن؟‭! ‬والحال‭ ‬أنّ‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائريّة‭ ‬طالما‭ ‬عُرفت‭ ‬بوزراء‭ ‬خارجيّة‭ ‬من‭ ‬طرازٍ‭ ‬عالٍ،‭ ‬لا‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الكفاءة‭ ‬الدبلوماسيّة‭ ‬وإنّما‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قوّة‭ ‬الخطاب‭ ‬ورصانته‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬نفسه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬الالتزام‭ ‬الصارم‭ ‬بقواعد‭ ‬التعامل‭ ‬الدبلوماسيّة‭ ‬وفي‭ ‬مقدّمتها‭ ‬عدم‭ ‬التدخّل‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭… ‬فكيف‭ ‬ننسى‭ ‬مثلا‭ ‬حكمة‭ ‬كبار‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الجزائريّين‭ ‬ورصانتهم‭ ‬الدبلوماسيّة؟،‭ ‬أمثال‭ ‬أحمد‭ ‬طالب‭ ‬الإبراهيمي‭ ‬أو‭ ‬كذلك‭ ‬الأخضر‭ ‬الإبراهيمي‭ ‬الذي‭ ‬جاب‭ ‬مشارق‭ ‬الدنيا‭ ‬ومغاربها‭ ‬مبعوثا‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬هايتي‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬والزائير‭ (‬سابقا‭) ‬ثمّ‭ ‬تباعا‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬واليمن‭ ‬والعراق‭ ‬وأفغانستان‭ ‬وسوريا‭ ‬ومن‭ ‬قبلهم‭ ‬عبد‭ ‬العزيز‭ ‬بوتفليقة‭ ‬الذي‭ ‬مسك‭ ‬مقاليد‭ ‬خارجيّة‭ ‬بلاده‭ ‬سنة‭ ‬1963،‭ ‬أي‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬استقلال‭ ‬الجزائر‭ ‬إلى‭ ‬غاية‭ ‬آخر‭ ‬السبعينات،‭ ‬وسطّر‭ ‬خلالها‭ ‬قواعد‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجيّة‭ ‬الجزائريّة‭. ‬وهي‭ ‬مسيرة‭ ‬حافلة‭ ‬أتاحت‭ ‬له‭ ‬بعد‭ ‬عقدين‭ ‬بالضبط‭ ‬رئاسة‭ ‬البلاد‭ ‬ومواصلة‭ ‬النهج‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬ذاته‭ ‬لبلاده‭. ‬

الغريب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬أنّ‭ ‬أحمد‭ ‬عطّاف‭ ‬ليس‭ ‬شخصيّة‭ ‬نكرة‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسيّة‭ ‬الجزائريّة‭. ‬فقد‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬سفير‭ ‬لبلاده‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬بلد(الهند،‭ ‬يوغسلافيا‭ ‬سابقا‭‬،‭ ‬بريطانيا)‭ . ‬كما‭ ‬تقلّد‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجيّة‭ ‬في‭ ‬مناسبة‭ ‬سابقة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬عام‭ ‬1996‭ ‬ولم‭ ‬يرحل‭ ‬إلّا‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬أي‭ ‬عند‭ ‬وصول‭ ‬بوتفليقة‭ ‬إلى‭ ‬رأس‭ ‬الحكم‭ ‬باعتباره‭ ‬كبير‭ ‬وزراء‭ ‬خارجيّة‭ ‬الجزائر‭ ‬السابقين،‭ ‬ويُميّز‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شك‭ ‬بين‭ ‬الغثّ‭ ‬والسمين‭!‬،‭ ‬المقصود‭ ‬بذلك‭ ‬أنّ‭ ‬المسيرة‭ ‬الدبلوماسيّة‭ ‬لأحمد‭ ‬عطّاف‭ ‬تفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الحصافة‭ ‬ألّا‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الرداءة‭ ‬عند‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تونس‭ ‬أو‭ ‬عن‭ ‬نظيره‭ ‬التونسي،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنّه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتحدّث‭ ‬عن‭ ‬عجلٍ‭ ‬يتسبّب‭ ‬في‭ ‬فقدانه‭ ‬البوصلة،‭ ‬بل‭ ‬بدَا‭ ‬وكأنّه‭ ‬يحفظ‭ ‬عن‭ ‬ظهر‭ ‬قلبٍ‭ ‬ما‭ ‬ردّده‭ ‬من‭ ‬عبارات‭ ‬بشأن‭ ‬تونس،‭ ‬أقلّ‭ ‬ما‭ ‬يُقال‭ ‬عنها‭ ‬أنّها‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬أيّ‭ ‬حسّ‭ ‬دبلوماسي‭ ‬رصين،‭ ‬إلّا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تكليفه‭ ‬بذلك‭ ‬أو‭ ‬سقوطه‭ ‬في‭ ‬الفخّ‭ ‬المسموم‭ ‬للاستكبار‭ ‬والاستضعاف‭!. ‬وهنا‭ ‬ينبغي‭ ‬التذكير‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يُنسى،‭ ‬وهو‭ ‬أنّ‭ ‬تونس‭ ‬ليست‭ ‬مجرّد‭ “‬ملف‭”‬،‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬تداوله‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبّون‭ ‬ذات‭ ‬اجتماع‭ ‬في‭ ‬روما‭. ‬كما‭ ‬أنّ‭ ‬حوارها‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬ينتظم‭ ‬ولو‭ ‬بعد‭ ‬حين‭ ‬ليس‭ ‬شأنا‭ ‬إلّا‭ ‬للتونسيّين‭ ‬ونُخبهم‭…‬

وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الأزمات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬تونس،‭ ‬سياسيّة‭ ‬كانت‭ ‬أو‭ ‬اقتصاديّة،‭ ‬ومهما‭ ‬كانت‭ ‬حدّتها‭. ‬فإنّه‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬بتاتًا‭ ‬للسكوت‭ ‬عن‭ ‬تمرير‭ ‬بعضهم‭ ‬مضامين‭ ‬تمسّ‭ ‬من‭ ‬استقلاليّة‭ ‬البلاد‭ ‬سواء‭ ‬كانوا‭ ‬عربًا‭ ‬أو‭ ‬غربًا‭ ‬أو‭ ‬كربًا‭. ‬أمّا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬التعبيرات‭ ‬الغريبة‭ ‬المتداولة‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬نشر‭ ‬هيكل‭ ‬جزائري‭ ‬رسمي‭ )‬وزارة‭ ‬المجاهدين‭( ‬لافتة‭ ‬لأحد‭ ‬مؤتمراتها‭ ‬تُلغي‭ ‬حدود‭ ‬تونس‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬للقارّة‭ ‬الإفريقيّة‭ ‬وتجعلها‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬الجزائر،‭ ‬ثمّ‭ ‬تبرير‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬برلمانها‭ ‬بأنّ‭ ‬خارطة‭ ‬تونس‭ ‬ربّما‭ ‬سقطت‭ “‬خطأ‭ ‬أو‭ ‬سهوا‭”‬،‭ ‬أو‭ ‬ادّعاء‭ ‬خبير‭ ‬اقتصادي‭ ‬جزائري‭ ‬مأبون‭ ‬نتعفّف‭ ‬عن‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭ ‬بأنّ‭ ‬بلاده‭ ‬تعتبر‭ ‬تونس‭ ‬إحدى‭ ‬الولايات‭ ‬التابعة‭ ‬لها،‭ ‬فإنّ‭ ‬كلّ‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يُصنّف‭ ‬إلّا‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬الحماقات‭ ‬السياسيّة‭ ‬البذيئة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُسيء‭ ‬لتونس‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تُسيء‭ ‬لقائليها‭ ‬ممّن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬لإعادة‭ ‬قراءة‭ ‬التاريخ‭ ‬والاطّلاع‭ ‬على‭ ‬خرائط‭ ‬المنطقة‭…‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 5 سبتمبر 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING