الشارع المغاربي: عبّر أنيس الجزيري رئيس مجلس الأعمال التونسي اليوم الثلاثاء 21 سبتمبر 2021 عن تخوف الفاعلين الاقتصاديين من الدخول في مرحلة تاسيس جديدة معتبرا أنّ خطاب رئيس الجمهورية مساء يوم امس بسيدي بوزيد كان خطاب تقسيم قال ان من شأنه ادخال البلاد في صراع كبير مع الاحزاب والمنظمات الوطنية.
وقال الجزيري خلال مداخلة له على الاذاعة الوطنية اليوم: “خطاب رئيس الجمهورية مساء يوم امس زاد المشهد ضبابية على ضبابية وهو غير مطمئن وهناك خوف من المستقبل ولا نفهم الى اين سنتوجه من الجانب الاقتصادي ..بعد يوم 25 جويلية استبشرنا خيرا وللاسف الشديد اليوم مرّ تقريبا شهرين دون تقدم ومؤسسات الدولة لا تشتغل في ظل غياب حكومة ..اغلب الوزارات والادارات مشلولة والناس خائفون ولا يمكنهم اتخاذ قرارات لعدم وضوح الرؤية”.
وأضاف “كنا ننتظر ان يتم بعد شهرين الاعلان عن رئيس حكومة …تبين اننا نتجه الى مرحلة اعادة تاسيس من جديد واريد في هذا الاطار التذكير بشيء …في 2011 قلنا يجب اعادة البناء …وقد كلفنا التهور وهدم القديم والتأسيس من جديد 60 مليار دينار مديونية الى اليوم . ..لو كنا اتخذنا دستور 59 وعدلناه ووضعنا حكومة لكانت البلاد بخير”.
وتابع “اليوم نفس الشيء …غير واضح ان كان الرئيس سيبني على دستور 2014 ..هناك خوف كبير وما رايناه يوم امس هو تهديم للـ10 سنوات الاخيرة لاعادة البناء من جديد ولهذا تبعات اقتصادية …العدمية ستجر بنا الى الهاوية ..يتضمن هذا الدستور العديد من الاشياء الممتازة وايضا اشياء تستوجب الاصلاح وبالتالي يجب تنقيحه والمرور الى الامام …لا يجب للحالة الاستثنائية ان تطول وعلى مؤسساتنا استئناف نشاطها”.
وواصل “المؤسسات تعمل بنسق تنازلي بسبب عدم وضوح الرؤية ..كل الاطراف خائفة ولا يوجد استثمار لا من طرف الدولة ولا استثمار خاص لأنّ هناك شيطنة غريبة هذه الايام للقطاع الخاص وللمؤسسات التونسية”.
وأكّد ان”اولوية الاوليات في البلاد اليوم هي تشكيل حكومة انقاذ وطني تتراسها شخصية اقتصادية من اعلى طراز وتتكون من كفاءات عليا ويكون لها برنامج ورؤية ..نريد ان نفهم كفاعلين اقتصاديين من الان الى موفى السنة الجارية كيف سيكون قانون المالية التكميلي وان تكون لدينا معطيات حول 2022 ..من اين سنتحصل على الاموال”.
وقال الجزيري “اغلبية المانحين في العالم غير راضين على هذه الوضعية الا بعد الخروج من الوضع الاستثنائي…دخلنا في حقبة اعادة تأسيس جديد حسب تصور رئيس الجمهورية فقط …اتصور ان اغلبية الاحزاب والمنظمات الوطنية ستقف صدّا كبيرا لرئيس الجمهورية وما يخيفنا كفاعلين اقتصاديين هو هذا الصراع الكبير”.
وأضاف “نريد حلا بين السياسيين لتتجاوز البلاد مرحلة الشلل الاّ ان ما رايناه يوم امس هو اقصاء للجميع ..رئيس الجمهورية لا يعترف لا بالنخبة السياسية ولا بالاحزاب ولا بالمنظمات الوطنية…لا يمكنه حملنا لوحده الى مشروع غامض سيدخله في صراع كبير جدا مع الاحزاب وسيكون هناك مأزق اخر …خطاب الامس هو خطاب تقسيم لا تجميع”.
وتابع “عدنا لنفق مظلم…. نريد استقرار البلاد ليكون هناك مناخ استثمار سليم ولنتمكن من العمل…منذ 25 جويلية الى الان ونحن في تراجع واصبحت المشاريع تؤخر لعدم وضوح الرؤية ولخوف المستمثر…المؤسسات التونسية تعاني الامرين منذ عامين بسبب الجائحة الصحية وتمر بضائقة مالية كبيرة جدا ووفقا لخطاب الرئيس اعتقد اننا دخلنا في جمهورية ثالثة وان المشروع غير واضح”.