الشارع المغاربي: وصف المفكر يوسف الصديق اليوم السبت 11 جوان 2022 اولى جلسات الحوار الوطني بالفاشوش وتركيبة اللجنة الاقتصادية والاجتماعية بالضعيفة مشددا على ان النقاش حول الدستور “يستوجب حضور اقدر شخصيات البلاد في كل الاختصاصات”.

من جهة أخرى كشف الصديق عن فحوى اللقاء الذي جمعه اول امس بنور الدين الطبوبي امين عام اتحاد الشغل مؤكدا ان الاخير “كان في حالة رعب على مصير البلاد” مؤكدا ان “هناك تنكيلا بالاتحاد كقوة في البلاد نتيجة رفضه المشاركة في الحوار”.

واعتبر ان ما وصفه بـ”الفقـر السياسي الموجود الآن في قرطاج” هو “الكارثة الأولى “.

وقال الصديق لدى حضوره اليوم في برنامج “grand debat” على اذاعة “شمس” :”نركيبة اللجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية ضعيفة ولا توجد بها الشخصيات التي تمنيت وجودها وهم كثر وفي عديد المجالات …اطلعت على قائمة المدعوين لجلسة اليوم السبت في وسائل الاعلام ولاحظت وجود اسمي بها ولكن لم تتم دعوتي ..انا على اتصال بالمسؤولين عن اللجان على غرار امين محفوظ والعميد الصادق بلعيد …الجلسة الأولى كانت فاشوش..لا اريد الحديث عن تركيبة اللجنة باعتباري اكن كل الاحترام لاعضائها ولكل الحاضرين ولكن النقاش حول الدستور يستوجب حضور اقدر شخصيات البلاد وفي كل الاختصاصات لذلك قلت الحمد لله اني لم أذهب الى جلسة اليوم والحمد لله اني لست موجودا بها والحمد لله انه لم تتم دعوتي الا في ساعة متأخرة من يوم امس …تم الاتصال بي ولكن اعتقد ان الوقت كان متأخرا على برمجة حضور الجلسة واعتقد ان حضوري لن يفيد في شيء باعتبار ان ما سيحدث سيحدث بوجودي او من غيره ….تمنيت لو كان حضوري في اللجنة حضورا فاعلا وليس استشاريا “.

وبخصوص اللقاء الذي جمعه اول امس بنور الدين الطبوبي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل قال الصديق :” وجدت الطبوبي في حالة رعب على مصير البلاد مثل طفل صغير خائف يحتاج من يواسيه ..الطبوبي كان خائفا على البلاد وليس على نفسه …هناك شعور عام بالقلق ..لا أعرف في اي اتجاه تسير البلاد وهذا الشعور وجدته لدى الطبوبي …هناك تنكيل بالاتحاد كقوة في البلاد نتيجة رفضه المشاركة في الحوار…شعوري بالقلق على مصير البلاد زاد بعد اللقاء ..اتقوا الله في الاتحاد …الاتحاد هو تاريخ تونس ..مجموعة من الشباب يهاجمون الاتحاد لا أعلم من يقف وراءهم …الاتحاد شرف تونس وحتى ان اختلفنا معه في بعض الجزئيات فهذا لا يمحو قيمته وتاريخه الكبير …يجب إذابة الجليد بين اتحاد الشغل ورئيس الجمهورية قيس سعيّد حتى تعود المياه الى مجاريها ..استبشرنا خيرا بالجلسة التي جمعت المكتب التنفيذي بسعيد ولكن لم يحدث شيء وكانت جلسة لتهنئة المكتب التنفيذي فقط رغم انه تم الحديث عن انطلاق الحوار الوطني وهذا غير صحيح …هذا التصرف غير جدي بالمرة ووجب اعادة النظر في علاقة تونس بالشيء الايجابي الوحيد في البلاد وهو الاتحاد “.

وتابع ” لا يمكن اختصار قصر قرطاج في شخص الرئيس” متسائلا” أين الرئيس ؟ حتى الوسيط الوحيد بيننا وبين القصر وهي رئيسة الديوان خرجت والكل يعلم ماذا حدث …فضيحة حدثت نخجل من تذكير الرئيس بها ..شي يحشّم ..على الرئيس احاطة نفسه بأناس أكفّاء ومن كل الاختصاصات …بالنسبة لي الفقـر السياسي الموجود الآن في قرطاج هو الكارثة الأولى ..فقر سياسي مُدقع خاصة في ظل عدم استشارة أهـل الإختصاص والكفاءات التونسية في المجالين السياسي او الاقتصادي او العلاقات العامة ..ما معنى ان يستقبل سعيّد جيل كيبال مبعوث الرئيس الفرنسي ماكرون والعقل المدبر للمخابرات الفرنسية والمتخصص في الحركات الاسلامية والعالم الاسلامي ولا يستقبل شخصي المتواضع رغم ان كيبال بعتبر تلميذا لي “.

وبخصوص تأكيد الصادق بلعيد الرئيس المنسق للهيئة الوطنية الاستشارية من أجل جمهورية جديدة ان مشروع الدستور الجديد لن يتضمن ذكراً للإسلام كدين للدولة قال الصديق :” اريد ان اسأل الصادق بلعيد هل انه ضامن لبقاء هذا الدستور خاصة انه صيغ بهذه السرعة وبعدم جدية مماثلة ..كنت قد أكدت سابقا على وجوب صياغة دستور يقطع نهائيا مع خلط الدين بالدولة ..بالنسبة لي لا بد من الاعتماد على التراث الوطني التونسي وهو الاسلام ولكن ليس في فصول ولكن ان يكون الاسلام في دستور اعتقد ان المواطنة لا تنبني على الدين الاسلامي باعتبار وجود تونسيين من ديانات اخرى ..هناك اكثر من 2000 يهودي في تونس”.

وأبدى الصديق خوفه الشديد على تونس ومستقبلها, خاصة بعد اللقاء الذي جمعه مؤخرا بالأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي .

كما انتقد يوسف الصديق الهجمات الالكترونية وحملات التشويه التي يتعرض لها اتحاد الشغل ,قائلا ’’…اتقوا الله في الاتحاد لأنه شرف تونس ’’ .

وشدد المفكر يوسف الصديق على ضرورة إذابة الجَليد بين اتحاد الشغل ورئيس الجمهورية قيس سعيّد , حتى تعود المياه لمجاريها .

واقر الصديق في حواره بأن ’’الفقـر السياسي الموجود الآن في قرطاج هو الكارثة الأولى ,خاصة في ظل غياب استشارة أهـل الإختصاص والكفاءات التونسية سوء كان في المجال السياسي او الاقتصادي