الشارع المغاربي-كريمة السعداوي: من المتوقّع أن تشهد اقتصادات المنطقة العربيّة نموًا بنسبة 4.5 بالمائة في عام 2023 و3.4 بالمائة في عام 2024، مع الأخذ بعين الاعتبار للتداعيات السلبيّة لجائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي، وذلك فقًا لآخر اصدار من مسح “التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية” الذي نشرته يوم اول امس الجمعة 30 ديسمبر 2022 اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا).
وحسب المسح، ارتفع التضخم في المنطقة ليصل إلى 14 بالمائة في عام 2022، لكنه من المتوقع أن ينخفض في العامين المقبلين ليصل على التوالي، إلى 8 و4.5 بالمائة. وارتفعت أيضاً مستويات الفقر في عام 2022 مقارنة بالسنوات الماضية ليصل عدد الفقراء إلى ما يقرب من 130 مليون شخص، أي ما يمثل ثلث سكان المنطقة، باستثناء دول مجلس التعاون الخليجي وليبيا، وذلك وفقًا لمعدلات الفقر الوطنية.
ومن المنتظر وفقا لمسح المنظمة الاممية ان تستمر هذه المستويات في الارتفاع خلال العامين المقبلين لتصل إلى 36 بالمائة في عام 2024 علما ان المنطقة العربية سجلت أيضًا أعلى معدّل بطالة عالمياً في عام 2022 بنسبة 12 بالمائة، وقد يشهد انخفاضًا طفيفًا في عام 2023 ليصل إلى 11.7 بالمائة في ضوء جهود إنعاش الاقتصادات بعد جائحة كوفيد-19.
وفي هذا السياق، قال أحمد مومي، المشرف على فريق إعداد المسح، إنه على الرغم من التوقّعات الإيجابيّة للنمو في المنطقة، هناك تباينات كبيرة بين البلدان فاقمتها الحرب في أوكرانيا، وبالتالي اختلفت التداعيات بين دولة وأخرى. وستستفيد دول مجلس التعاون الخليجي والدول الأخرى المصدّرة للنفط من ارتفاع أسعار الطاقة، بينما ستعاني الدول المستوردة للنفط من عدّة تداعيات اجتماعيّة واقتصاديّة، بما في ذلك ارتفاع تكاليف الطاقة، ونقص الإمدادات الغذائيّة، وانحسار قطاع السياحة والمساعدات الدولية المقدمة.
وشدّد مومي على أن الوضع الحالي يمثّل فرصة للدول العربيّة المصدّرة للنفط لتنويع اقتصاداتها بعيدًا عن قطاع الطاقة، وذلك من خلال مراكمة الاحتياطات والاستثمار في مشاريع تولّد نموًا شاملًا وتنمية مستدامة.
ويقدّم المسح الذي تصدره الإسكوا سنويًّا تحليلًا لآخر التطورات الاقتصادية والاجتماعية، يهدف إلى دعم جهود الدول العربية في إصلاح المؤسسات الاقتصادية ووضع سياسات قائمة على مناهج محددة وتنفيذها اضافة الى تحسين عملية التخطيط دعمًا لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة للجميع.
يذكر ان الإسكوا هي إحدى اللجان الإقليمية الخمس التابعة للأمم المتحدة، التي تعمل على دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة في الدول العربية، وعلى تعزيز التكامل الإقليمي.
