الشارع المغاربي – السيدة سالمية تمر اليوم السبت 16 جوان 2018 الذكرى السادسة لتأسيس حزب حركة نداء تونس التي يحتفل بها وهو في حالة انقسام غير مسبوقة وشلل شبه تام لما كان يسمى بمؤسساته القيادية على غرار الهيئة التأسيسة والتسييرية والمجلس الوطني والمكتب التنفيذي ، وكلها لم تعقُد اجتماعات منذ فترة ليست بالقصيرة ، فيما يواصل حافظ قائد السبسي زعامة الحزب رغم الهزائم الانتخابية ورغم خسارة الحركة ما يقارب المليون صوت من ناخبيها وعدد هام من قياداتها ونوابها وحتى من تأثيرها السياسي ورصيدها الشعبي.
ونداء تونس الذي اسسه الباجي قائد السبسي بعد أشهر من مغادرته القصبة يوم 16 جوان 2012 ، يعيش اليوم على وقع حرب خلافة بين حافظ قائد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد ، حرب ستنتهي حتما بالنهاية السياسية لأحدهما ان لم يكن للأثنين معا،وان كانت طبول النهاية قد دقت فعلا في البحيرة والقصبة على حد سواء ، بعد نجاح كاسح لحافظ في حصد اجماع على عدم أهليته لتزعم حزب مُقابل إجماع بين أحزاب ومنظمات باستثناء النهضة على عدم أهلية الشاهد لإدارة شؤون الدولة .
هذه الحرب تسببت في مزيد إضعاف الحزب ، وحتى انهياره على وقع اتساع رقعة الرافضين للقيادة الحالية أو ما يسمى داخل نداء تونس بـ” الوافدين الجدد” بعد طرد وتهميش واستقالات وانقسامات ، مكنت نجل الرئيس من تعزيز تموقعه مصحوبا بمجموعة من الملتحقين بركب البحيرة ، أو اولئك الطامحين للتهرب من محاسبة قضائية او للحصول على حقيبة وزارية أو لتحقيق مصالح شخصية ، لذلك من الممكن القول ان السنة السادسة من عمر الحركة هي سنة تأسيس حزب داخل الخزب بتدبير من حافظ ومباركة من الاب .
واليوم فُتحت داخل النداء عدد من الجبهات ، منها من يتحرك لاعادة تشكيل المشهد القيادي واعادة المؤسسين للواجهة ، ومن يسعى لتثييت يوسف الشاهد رئيسا للحكومة ، و من يُخطط لافتكاك نداء تونس عبر توظيف الحرب القائمة بين حافظ والشاهد ، ومن يدفع لعقد مؤتمر انتخابي يكون الفيصل في تحديد زعيم وقيادة شرعية ويضبط الخط السياسي للحركة بعيدا عن أية تأثيرات من العائلة (قائد السبسي) أو من أجهزة الدولة (مجموعة يوسف الشاهد).
ونذكر ان نداء تونس المُتحكم في الرئاسات الثلاث ، فقد قبل انقضاء السنة السادسة منذ انشائه ، المرحوم سليم شاكر العضو في الهيئة التأسيسية والذي تحصل منذ فوز الحزب في الانتخابات التشريعية والرئاسية على عدد من المناصب نذكر منها وزيرا للمالية ووزيرا للصحة ووزيرا مستشارا لدى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي.
ويمكن القول ان السنة السادسة من تاريخ النداء تُعدّ الأسوء على الاطلاق للحزب ولتونس أيضا ، اذ أنه كانت لأزماته المتتالية تداعيات كارثية على الشأن الوطني اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا ، في انتظار ما ستؤول اليه الحرب القائمة حاليا بين حافظ ويوسف .
وجاء البيان الصادر عن الحزب والمُوقّع من قبل مديره التنفيذي نجل الرئيس ليُحمّل ضمنيا حكومة يوسف الشاهد مسؤولية نتائجه في الانتخابات البلدية لافتا في هذا السياق الى انه خاضها دون “اي منجز ايجابي لفائدة الشعب التونسي” معتبرا انه رغم ذلك نجح في “تحصيل 1600 مستشار بلدي” وفي التأكيد على انه “المرجعية الاساسية للتوازن السياسي في البلاد”.
واكد البيان الصادر اليوم ، فشل الحكومة ناعتا اياها بما “يسمى بحكومة الوحدة الوطنية” .
ولفت الى انه ” يُبشر ” انصاره بأن “الدسائس والمناورات لن تمس من الحزب ومن دوره الوطني متهما أطرافا لم يسمها بالانحياز لفائدة حساباتها الضيقة ومصالحها الشخصية على حساب المصلحة الوطنية.
ودعا حافظ قائد السبسي الندائيين للانطلاق في الاعداد لمؤتمر انتخابي قال انه سيكون “محطة مهمة لمواصلة بناء الحزب على أسس ديمقراطية وتجميع كل أبنائه على قاعدة الأفضلية لمن يبذل ويقدم لفائدة نداء تونس واشعاعه ووحدته ، ولفائدة تونس الوطنية الحرة الوسطية الحاملة لمشروع دولة الاستقلال التي ضحت من أجله الأجيال.”