الشارع المغاربي : أعلن وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم اليوم الاربعاء 20 جوان 2018، أنّ بعثة تونسية توجهت إلى البقاع المقدسة أواخر شهر رمضان بتكليف من رئيس الجمهورية وتفاوضت مع المسؤولين السعوديين من أجل التخفيض في تسعيرة الحج.

إلى هذا الحد يعتبر الأمر عاديا بل ومبادرة تُذكر فتُشكر لاسيما انّ تعريفة الحج تعتبر مرتفعة جدا قياسا بالقدرة الشرائية للتونسي بعد أن تجاوزت الـ11.710 فضلا عن أنه أمر محمود في سنن العلاقات الديبلوماسية بين الدول الشقيقة. لكن ما حصل يبدو لافتا ويدعو للوقوف عليه .

وقبل اللوم على السلطات السعودية التي فرضت أداءات مرتفعة  على الحجيج كان لزاما التعبير عن الاستغراب من ايتهاج عظوم بما إعتبره استجابة من السعودية لطلب تونس من خلال إدخال تخفيضات على عدد من الأداءات ، لتكون المفاجأة الصادمة ان قيمة التخفيض لا تتجاوز 213.506 دينارا أي أقل من 100 دولار.

وقد كان حريّا بالوزير الذي يتحدث باسم تونس وباسم رئاسة الجمهورية في هذه الوضعية إدراك حجم الاهانة التي طالت الوفد التونسي المبعوث من قبل رئيس الجمهورية شخصيا من طرف السلطات السعودية التي لا يعدو اقرارها تخفيضا ببعض الدنانير ان يكون ضحكا على الذقون.

وعوضا عن التطبيل لهذه الإستحابة المزعومة كان علي الوزير عظوم مصارحة التونسيين بحقيقة أن تكاليف الحج تتجاوز طاقاتهم الاقتصادية والاجتماعية وأن الحج لا يعدو ان يكون في الاخير سوى فريضة على من إستطاع إليها سبيلا .