الشارع المغاربي: كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد اليوم الإثنين 17 أوت 2020 أنّها احالت على وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس يوم 12 اوت الجاري ختم أعمال البحث والتقصي في ملف يتعلق بشبهة استيلاء واعتداء شخصين على معلم ديني اثري يعرف بـ”مسجد ترشيش” الكائن بنهج جامع الزيتونة بالعاصمة وطمس معالمه التاريخية بتحويله الى محل تجاري .
وأكّدت الهيئة في نشريتها الأسبوعية حول تقصي شبهات الفساد، نشرتها اليوم على صفحتها الرسميّة بموقع “فايسبوك”، أنّها كانت قد راسلت كلا من وزارة الشؤون الثقافية ووزارة الشؤون الدينية وولاية تونس بخصوص المسألة، لافتة الى أنّ مراسلاتها أسفرت عن اجراء مصالح المعهد الوطني للتراث بحثا ميدانيا حول الموضوع.
وأضافت أنّه تبيّن أنّ العقار موضوع التبليغ يتكوّن حاليا من طابق أرضي مستغلّ كمحلّ تجاري وطابق علوي مستغلّ كمحلّ سكني وأنّ مقوّمات المسجد في الوضعيّة الحالية للعقار لم تتبيّن.
وأوضحت الهيئة أنّ البحث التاريخي بيّن أنّ المؤرّخ “محمّد بن الخوجة” ذكر المسجد في كتابه “تاريخ معالم التوحيد في القديم وفي الجديد” مشيرة الى أنّ المعطيات المتحصّل عليها من مصالح ولاية تونس أثبتت وجود ملامح مسجد في المدخل الرئيسي للعقار.
ولفتت إلى أنّ مصالح البلدية أكّدت أنّه تبيّن بالرجوع إلى أرشيف جمعيّة صيانة المدينة أنّ “مسجد ترشيش” كان موجودا بالعقار بالاعتماد على مثال التقسيم المعتمد والمنجز سنة 1930 وعلى الأمثلة الهندسية الأوليّة للعقار خلال السبعينات.
وأكّدت الهيئة أنّ التحريات أثبتت أنّه تمّ طمس كلّ العناصر المعماريّة لهذا المعلم من قبل المعتدين وإدخال تغييرات جوهرية على بنائه والاستيلاء على ملك عمومي معتمد كمعلم ديني.