الشارع المغاربي-منير الفلاّح: بعد تألّقها الأخير في البرمجة الدراميّة الرمضانيّة أصبحت الفنانة التونسية عائشة بن أحمد واحدة من الفنانات ذات الحضور المميّز بفضل تمتعها بإتقان اختيار أدوارها، وآخرها دوراها في أضخم عملين أولهما المصري «لعبة نيوتن» وثانيهما التونسي «الحرقة»..
هذا النجاح جعلها تتصدر محركات البحث في مصر والدول العربية بعد الإشادة بالشخصيات التي قدمتها في هذين العملين…
هذا بالإضافة إلى إنتهائها من تصوير أحدث أفلامها «ريتسا» أين وقفت أمام أشهر وأكبر النجوم في مصر…
عائشة بن أحمد عادت هذه الأيّام إلى تونس للإستجمام فإنتهزنا الفرصة لإجراء هذا الحوار الحصري معها.
في البداية هل نعتبر وجودك بيننا في تونس عبارة عن استراحة المحارب بعد مشاركتك النّاجحة في عملين رمضانيين (الحرقة ولعبة نيوتن) بثّا في نفس الفترة في تونس وفي مصر؟
قبل التفاعل مع سؤالك أوّد أن أحيّي قراء «الشارع المغاربي» وأشكركم على متابعة مسيرتي الفنيّة والإعلان عن أعمالي التلفزية والسينمائيّة وتقديمها للقرّاء وأيضا لنقدكم البنّاء لها.
أمّا في خصوص وجودي في تونس هذه الأيّام فهو استراحة المحارب فعلا لكن ليس من تعب المشاركة في العملين الرمضانيّين لانّني انتهيت من تصويرهما منذ سنة لكن تأخر عرضهما لرمضان هذه السنة بسبب تفشي جائحة كورونا… لكنّي انتهيت منذ مدّة قصيرة من تصوير مشاهدي في فيلم ضخم بعنوان «ريتسا» وقفت فيه امام مجموعة كبيرة من أهم نجوم الشاشة الكبرى في مصر … تصوير هذا الفيلم كان مرهقا جدّا وبذلت فيه جهدا مضاعفا جعلني «انطّ» في أوّل طائرة متجهة إلى تونس طلبا للراحة والإستجمام…
ماذا تقولين لمحبّيك ومتابعيك في هذا الظرف الصحّي الشائك الذي تمرّ به بلادنا جرّاء إستشراء جائحة كورونا؟
انا متضامنة مع أبناء وبنات شعبي في هذا الظرف الصعب والخطير وأدعوهم للتحلي بالصبر في مجابهة هذا الوباء العنيد وبمزيد من الطاقات الإيجابيّة في مقاومته والإلتزام بتوصيّات اللّجنة العلميّة حفاظا على أنفسهم وذويهم وأدعو السلطة للتسريع في توفير اللّقاح للجميع في اقرب وقت…فاللّقاح هو الحل الوحيد للتغلب على هذا الوباء .
كيف عشت نجاحات أعمالك الرمضانيّة من حيث نسبة المشاهدة والتقبل الحسن للنقّاد في تونس ومصر؟
انت تعرف جيّدا أنّ نجاح أي عمل واستقطابه لعدد كبير من المشاهدين وإقناعه أهل المهنة والنقاد يجب أن تتوفر فيه العديد من العوامل وهذا شيء لا يحصل بإستمرار في حياة أي فنّان ..وأنا والحمد لله حصل معي في رمضان هذا العام في عملين الأول في بلدي تونس من خلال نجاح مسلسل «الحرقة» والثاني في مصر من خلال نجاح مسلسل «لعبة نيوتن» …انت تعرف ان هذا لا يحدث إلّا نادرا في عالم الدراما التلفزيّة …لذا انا أشعر بالفخر والغبطة والفرح وفي الآن نفسه بكثير من الخوف والخشية ..لأني أصبحت مجبرة على المحافظة على هذا المستوى وهذا شيء صعب جدّا لانّه ليس من اليسير أن تشارك في أعمال تتوفر فيها كل شروط النجاح ..وربّنا يستر.
في هذين العملين وقفت أمام كاميرا لسعد الوسلاتي من تونس في مسلسل «الحرقة» وكاميرا ثامر محسن من مصر في مسلسل «لعبة نيوتن» فهل لمست فرقا في أسلوبهما وطريقتهما في الإخراج ؟ وفي إدارتهما للممثل؟ ومع من وجدت راحتك وتجاوبت أكثر؟
في الحقيقة كل مخرج له طريقته والمدرسة التي ينتمي إليها …وانا كنت محظوظة جدّا أني عملت معهما واعتبرهما من أهم المخرجين على الساحة العربيّة وسعيت لأكون من ضمن الفريق العامل معهما … إدارتهما للممثل تختلف وهذا شيء طبيعي لانّهما من مدرستين مختلفتين …بالنسبة لي لا يهم ما دار بيننا في الكواليس وأثناء التصوير بقدر إهتمامي بنجاحهما في خلق المناخات لنبرز طاقاتنا ونقدّم الإضافة …
في هذين العملين تعاملت مع نجمتين لهما تاريخ في الإنتاج الدرامي التلفزي في تونس ومصر وأعني منى زكي في «لعبة نيوتن» ووجيهة الجندوبي في «الحرقة» فهل وجدت صعوبة في التأقلم معهما ؟ وكيف تقيّمين هذه التجربة؟
في البداية يجب أن أوضّح شيء مهم …لم يجمعني بوجيهة أي مشهد بصفة مباشرة في «الحرقة» ونفس الشيء تقريبا حصل مع منى زكي في «لعبة نيوتن» لكن سعدت كثيرا بمقاسمتهما بطولة هذه الأعمال لانّهما من القامات والهامات الكبيرة على الساحة الفنيّة ..وجيهة أحترمها وأعزها وتربطني بها علاقة ود متينة وسبق وشاركتها بطولة فيلم «زيزو» من إخراج فريد بوغدير …بينما منى زكي هذا هو أوّل عمل نلتقي فيه …هي ممثلة بارعة وسعدت بمعرفتها وصرنا صديقات بعد هذا العمل…
كيف وجدت أجواء التصوير والعمل في الدراما التونسيّة بعد ابتعادك عنها لسنوات؟
سأجيبك عن هذا السؤال بلغتنا التونسيّة الجميلة… «انا متوحشة برشة» أجواء العمل في الدرامة التونسيّة سواء كان في السينما او في التلفزيون..» متوحشة نمثل باللّهجة التونسيّة ومتوحشة القعدة واللّمة» مع أصدقائي الممثلين والمخرجين والتقنيين وكنت أنتظر بفارغ الصبر مثل هذه الفرصة …وهذا الشعور كان له دور كبير في أدائي للشخصيّة وأعتقد أن الجمهور لاحظ ذلك واحبّ الشخصيّة وتعاطف معها…
قرأنا في بعض المواقع الإعلاميّة أنّ لك فيلم جديد سيطرح في القاعات بعنوان «ريتسا» من إخراج أحمد يسري يشاركك في بطولته كبار نجوم مصر فهل من فكرة عن هذا العمل؟
أشارك في بطولة هذا الفيلم إلى جانب ممثلين من العيار الثقيل مثل محمود حميدة وأحمد الفيشاوي والممثل المصري البريطاني أمير المصري وميار الغيطي والفيلم من إخراج أحمد يسري الذي يعود للسينما المصرية بعد غياب، وهو مخرج موهوب وتابعت أعماله السابقة، والمؤلف معتز فتيحة المطلع جدا على السينما التونسية والإيطالية والذي قدم سيناريو رائعا .
الفيلم يحتوي على فكرة جميلة وجديدة على الجمهور العربي، وأقدم خلاله شخصيتين كل منهما تنتمي إلى حقبة زمنية مختلفة،
هما: ريتسا ومانويلا، واحدة من الستينيات ولدت في مصر، والأخرى جاءت من إيطاليا في الفترة الحديثة لتعيش في مصر، وتجمعهما أشياء معينة لكن لا يشبهان بعضهما بعضا، فالشخصية الأولى تتحدث باللهجة المصرية، والثانية تتحدث العربية بصعوبة بالغة، وأعتبر الدور تحديا جديدا بالنسبة لي…وأكتفي بهذا القدر لأترك المجال لأحباء السينما لاكتشاف البقيّة على ااشاشات الفضيّة.
هل لك أعمال جديدة في المستقبل القريب؟
انا الآن في عطلة استجمام… أستمتع بشمس وبحر بلادي الحبيبة بين أهلي وأحبّتي وأصدقائي ولما أعود إلى مصر ساشارك في بطولة فيلم جديد لا أستطيع الإفصاح عن عنوانه واسماء العاملين فيه لظروف الإنتاج وأيضا لي مشاريع أعمال جديدة في تونس سينمائيّة وتلفزيّة هي الآن في مرحلة الإعداد…
هل من كلمة نختم بها هذا الحوار؟
انا سعيدة «برشة»بالتواصل عبر جريدة الشارع المغاربي بالجمهور التونسي وألح من جديد على ضرورة تطبيق البروتوكول الصحّي للتوقي من خطر الجائحة والإلتزام بتطبيق تعليمات اللّجان الصحيّة وأيضا أطلب منهم التزود بالطاقات الإيجابيّة والإبتعاد قدر الإمكان عن مواقع التواصل الإجتماعي لتجنب الإحباط والنميمة.
نشر بأسبوعية “الشارع المغاربي” بتاريخ الثلاثاء 6 جوبيلية 2021