الشارع المغاربي – حول‭ ‬توظيف‭ ‬‭"‬الإعلام‭"‬‭ ‬المغربي‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬للتحامل‭ ‬على‭ ‬تونس‭!‬/ بقلم: معز زيود

حول‭ ‬توظيف‭ ‬‭”‬الإعلام‭”‬‭ ‬المغربي‭ ‬ملف‭ ‬الهجرة‭ ‬للتحامل‭ ‬على‭ ‬تونس‭!‬/ بقلم: معز زيود

قسم الأخبار

20 يوليو، 2023

الشارع المغاربي: اطّلعت،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬على‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬بأقلام‭ ‬مغربيّة‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬التونسي‭. ‬بدا‭ ‬جليّا‭ ‬أنّها‭ ‬تنطلق‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬من‭ ‬أجندة‭ ‬واحدة‭ ‬تستهدف‭ ‬تونس‭ ‬وتحاول‭ ‬تشويه‭ ‬صورتها،‭ ‬وكأنّ‭ ‬البلدين‭ ‬يعيشان‭ ‬حالة‭ ‬عداء‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬مسألة‭ ‬تحتاج‭ ‬لبعض‭ ‬التشخيص‭…‬

تشهد‭ ‬تونس‭ ‬أزمة‭ ‬شبه‭ ‬شاملة،‭ ‬سياسيّا‭ ‬واقتصاديّا‭ ‬واجتماعيّا‭. ‬هذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬خافية‭ ‬عن‭ ‬أحد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬تونس‭ ‬تتصدّر‭ ‬أحيانا‭ ‬عناوين‭ ‬الأخبار،‭ ‬مثلما‭ ‬تصدّرتها‭ ‬في‭ ‬فجر‭ ‬عام‭ ‬2011،‭ ‬ولكن‭ ‬صورة‭ ‬تونس‭ ‬كانت‭ ‬إيجابيّة‭ ‬دوليّا‭ ‬آنذاك‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭. ‬فهل‭ ‬يُبيح‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬المتردّي‭ ‬استهدافها‭ ‬وتشويهها‭ ‬ليلا‭ ‬نهارا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مؤيّدات‭ ‬ملموسة‭ ‬وخاصّة‭ ‬لخدمة‭ ‬أجندات‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بضوابط‭ ‬الممارسة‭ ‬المهنيّة‭ ‬لحريّة‭ ‬الصحافة‭.‬

لا‭ ‬ريب‭ ‬طبعا‭ ‬في‭ ‬أنّ‭ ‬حريّة‭ ‬التعبير‭ ‬والصحافة‭ ‬تكفل‭ ‬لوسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬وللصحفيّين‭ ‬الكتابة‭ ‬بحريّة‭ ‬وبلا‭ ‬قيود‭ ‬أو‭ ‬رقابة‭ ‬ذاتيّة‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬الأخرى‭ ‬كما‭ ‬عن‭ ‬بلادهم‭. ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بعض‭ ‬البحث‭ ‬أنّ‭ ‬معظم‭ ‬الكتّاب‭ ‬المغاربة‭ ‬المتخصّصين‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬انتقادات‭ ‬لاذعة‭ ‬جدّا‭ ‬إلى‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬عاجزين‭ ‬كلّ‭ ‬العجز‭ ‬في‭ ‬الآن‭ ‬ذاته‭ ‬عن‭ ‬نقد‭ ‬الأوضاع‭ ‬السياسيّة‭ ‬في‭ ‬بلادهم‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬تساؤلات‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬وجود‭ ‬أجندة‭ ‬أو‭ ‬نوازع‭ ‬تُحرّكهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتّجاه‭ ‬دون‭ ‬غيره‭…‬

تصيّد‭ ‬وانتقاء‭ ‬عمليّة‭ ‬التصيّد‭ ‬للأخبار‭ ‬السلبيّة‭ ‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬نشر‭ ‬موقع‭ “‬La Quotidienne‭” ‬الإخباري‭ ‬المغربي‭ ‬منذ‭ ‬أيّام‭ ‬مقالا‭ ‬بعنوان‭: ‬Tunisie‭: ‬Les migrants‭, ‬on n’en veut pas‭!‬،‭ ‬استهلّه‭ ‬بالقول‭ ‬إنّ‭ “‬السلطات‭ ‬التونسيّة‭ ‬تقوم‭ ‬كلّ‭ ‬يومٍ‭ ‬بارتكاب‭ ‬أفعال‭ ‬حقيرة‭ ‬وغير‭ ‬إنسانية‭ ‬تجاه‭ ‬مهاجري‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭”. ‬وأضاف‭ ‬أنّ‭ “‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬قد‭ ‬عبّر‭ ‬بشكل‭ ‬علني‭ ‬عن‭ ‬عدائه،‭ ‬وحتّى‭ ‬عن‭ ‬كراهيّته‭ ‬للمهاجرين‭ ‬منذ‭ ‬التصريحات‭ ‬غير‭ ‬الواقعية‭ ‬وغير‭ ‬المسؤولة‭ ‬والعنصرية‭ ‬التي‭ ‬أدلى‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬التونسي‭… ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬تصريحاته‭ ‬المشينة،‭ ‬فتح‭ ‬بذلك‭ ‬رسميًا‭ ‬عمليّة‭ ‬مطاردة‭ ‬للمهاجرين‭”… ‬هكذا‭ ‬إذن‭ ‬وبكلّ‭ ‬بساطة‭ ‬زعمت‭ ‬الصحيفة‭ ‬المغربيّة‭ ‬أنّ‭ ‬التونسيّين،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬قوّات‭ ‬الأمن‭ ‬أو‭ ‬سائر‭ ‬المواطنين،‭ ‬قد‭ ‬أصبح‭ ‬شغلهم‭ ‬الشاغل‭ ‬مطاردة‭ ‬المهاجرين‭ ‬وقمعهم‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭ ‬وحقير‭ ‬وغير‭ ‬إنساني،‭ ‬وأنّ‭ ‬الشعب‭ ‬التونسي‭ ‬برمّته‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يتردّد‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬عدائه‭ ‬وكراهيّته‭ ‬لهؤلاء‭ ‬المهاجرين‭!. ‬الأكثر‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أنّها‭ ‬أعربت‭ ‬عن‭ ‬استغرابها‭ ‬لغياب‭ ‬ردّ‭ ‬فعل‭ ‬قويّ‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقيّة‭ ‬ومن‭ ‬منظمة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الإفريقي،‭ ‬وكأنّها‭ ‬تُطالب‭ ‬بتسليط‭ ‬عقوبات‭ ‬دوليّة‭ ‬على‭ ‬تونس،‭ ‬قائلة‭ “‬الغريب‭ ‬أنّ‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬بدت‭ ‬سلبيّة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬مُكتفيةً‭ ‬ببعض‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬التي‭ ‬بالكاد‭ ‬يمكن‭ ‬سماعها‭. ‬وحتّى‭ ‬الاتّحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬أغلق‭ ‬عينيه‭ ‬وبدا‭ ‬أنّه‭ ‬تكيّف‭ ‬مع‭ ‬الأعمال‭ ‬الفاضحة‭ ‬للسلطات‭ ‬التونسيّة‭. ‬أدان‭ ‬طبعًا‭ ‬تصريحات‭ ‬سعيّد،‭ ‬وماذا‭ ‬بعد‭ ‬ذلك؟‭ ‬لا‭ ‬شيء‭. ‬إنّه‭ ‬صمتٌ‭ ‬مذنبٌ،‭ ‬يُعطي‭ ‬ضمنيًّا‭ ‬شيكًا‭ ‬على‭ ‬بياض‭ ‬للرئيس‭ ‬التونسي‭ ‬الذي‭ ‬أعاد‭ ‬التأكيد‭ ‬في‭ ‬جوان‭ ‬الماضي‭ ‬أنّ‭ ‬تونس‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭”. ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬نقرأ‭ ‬أكذوبة‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬مقال‭ ‬حبّرته‭ ‬صحفيّة‭ ‬مغربيّة‭ ‬في‭ ‬النسخة‭ ‬الإنجليزيّة‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ “‬العربي‭ ‬الجديد‭” ‬القطريّة‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬Camps‭, ‬assault and death‭: ‬the horrors facing black migrants in Tunisia‭ ‬ويدّعي‭ ‬أنّ‭ ‬المهاجرين‭ ‬السود‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬أصبحوا‭ ‬رهائن‭ ‬لثلاثة‭ ‬أهوال‭ “‬الحبس‭ ‬في‭ ‬المحتشدات‭ ‬والاعتداء‭ ‬عليهم‭ ‬بالعنف‭ ‬والموت‭”!.‬

حين‭ ‬نقرأ‭ ‬هذه‭ ‬العبارات‭ ‬نبدو‭ ‬وكأننا‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الكهف،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬نلاحظ‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬التونسيّة‭ ‬ما‭ ‬تحدّثت‭ ‬عنه‭ ‬الصحافة‭ ‬المغربيّة‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬مطاردة‭ ‬شعبيّة‭ ‬جهنّميّة‭ ‬يوميّة‭ ‬وبشكل‭ ‬منهجي‭ ‬لمهاجري‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬تونس‭. ‬والحال‭ ‬أنّ‭ ‬تونس‭ ‬رغم‭ ‬ظروفها‭ ‬الصعبة‭ ‬جدّا‭ ‬فإنّها‭ ‬جاءت‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬مغاربيا‭ ‬في‭ “‬مؤشر‭ ‬السلام‭ ‬العالمي‭ ‬لسنة‭ ‬2023‭” ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬شهر‭ ‬جويلية‭ ‬الجاري‭ ‬عن‭ ‬المعهد‭ ‬الدولي‭ ‬للاقتصاد‭ ‬والسلام‭. ‬كما‭ ‬لم‭ ‬نتخيّل‭ ‬أنّ‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭ ‬قد‭ ‬يتحوّل‭ ‬بجرّة‭ ‬قلم‭ ‬إلى‭ ‬كتلة‭ ‬من‭ ‬الحقد‭ ‬الأعمى‭ ‬الذي‭ ‬يُبرّر‭ ‬النزوع‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬المغالطات‭ ‬واختلاق‭ ‬أحداث‭ ‬وهميّة‭ ‬زائفة‭ ‬وتعميمها‭ ‬بصفة‭ ‬تسيء‭ ‬إلى‭ ‬مروّجيها‭ ‬قبل‭ ‬غيرهم‭. ‬

أمّا‭ ‬عن‭ ‬رفض‭ ‬توطين‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميّين‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬فلا‭ ‬نخال‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬بلدا‭ ‬واحدا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يقبل‭ ‬بلا‭ ‬أدنى‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬بوّابة‭ ‬مفتوحة‭ ‬أمام‭ ‬كافّة‭ ‬الوافدين‭ ‬إليه،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كبرى‭ ‬الدول‭ ‬الغربيّة‭ ‬المنتعشة‭ ‬اقتصاديّا،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بدول‭ ‬أخرى‭ ‬تُكابد‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصاديّة‭ ‬واجتماعيّة‭ ‬عميقة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنّ‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬حقّ‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الأساسيّة،‭ ‬وفق‭ ‬الإعلان‭ ‬العالمي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬التفّت‭ ‬عليه‭ ‬الدول‭ ‬الغربيّة‭ ‬قبل‭ ‬غيرها‭ ‬وأبقته‭ ‬حبرا‭ ‬على‭ ‬ورق‭…‬

إن‭ ‬لم‭ ‬تستح،‭ ‬فافعل‭ ‬ما‭ ‬شئت‭!‬

لا‭ ‬يخفى‭ ‬أنّ‭ ‬ظروف‭ ‬عيش‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬النظاميين‭ ‬من‭ ‬أفارقة‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬تبدو‭ ‬سيّئة‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هشاشة‭ ‬أوضاعهم‭ ‬القانونيّة‭ ‬والاجتماعيّة‭ ‬ومحدوديّة‭ ‬إمكانياتهم‭ ‬الماديّة،‭ ‬وخاصّة‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصاديّة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬تونس‭ ‬حاليّا،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تصاعد‭ ‬حدّة‭ ‬البطالة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬ممّا‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬تحسين‭ ‬أوضاع‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭. ‬والحال‭ ‬أنّ‭ ‬البلاد‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬أصلا‭ ‬الحدّ‭ ‬من‭ ‬نزيف‭ ‬الهجرة‭ ‬السريّة‭ ‬لشبابها‭ ‬على‭ ‬قوارب‭ ‬الموت‭ ‬نحو‭ ‬الضفّة‭ ‬الشماليّة‭ ‬للمتوسّط‭. ‬كما‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نُنكر‭ ‬وجود‭ ‬ممارسات‭ ‬عنصريّة‭ ‬مؤسفة‭ ‬ومرفوضة‭ ‬في‭ ‬تونس،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬سائد‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭. ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الصفاقة‭ ‬نشر‭ ‬مغالطات‭ ‬حمقاء‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬أنّ‭ ‬التونسيّين‭ ‬باتوا‭ ‬يشكّلون‭ ‬شعبًا‭ ‬عنصريّا‭ ‬يمارس‭ ‬العداء‭ ‬والكراهيّة‭ ‬للأجانب‭ ‬أو‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ارتكاب‭ ‬مجازر‭ ‬في‭ ‬حقّ‭ ‬هؤلاء‭ ‬المهاجرين‭. ‬

ويكفي‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أنّه‭ ‬بتاريخ‭ ‬24‭ ‬جوان‭ ‬2022‭ ‬تسبّب‭ ‬حرس‭ ‬الحدود‭ ‬المغاربة‭ ‬والإسبان،‭ ‬وفق‭ ‬إحصائيّات‭ ‬خبراء‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬مقتل‭ ‬37‭ ‬مهاجرا‭ ‬غير‭ ‬نظاميّ‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬السودان‭ ‬وتشاد‭ ‬وفقدان‭ ‬العشرات‭ ‬الآخرين‭ ‬أثناء‭ ‬تسلّقهم‭ ‬للسياجات‭ ‬الشاهقة‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬المغرب‭ ‬عن‭ ‬مدينة‭ ‬مليلية‭ ‬المحتلّة،‭ ‬وذلك‭ ‬جرّاء‭ ‬استخدام‭ ‬عناصر‭ ‬الشرطة‭ ‬المغربية‭ ‬والإسبانية‭ ‬القوّة‭ ‬المفرطة‭. ‬كما‭ ‬تُرك‭ ‬مئات‭ ‬الجرحى‭ ‬لساعات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬مساعدة‭ ‬طبيّة‭ ‬على‭ ‬جانبي‭ ‬السياج‭. ‬كما‭ ‬تضجّ‭ ‬تقارير‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقيّة‭ ‬الدوليّة‭ ‬بتوثيق‭ ‬انتهاكات‭ ‬قوّات‭ ‬الأمن‭ ‬المغربيّة‭ ‬ضدّ‭ ‬مهاجري‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشمال‭ ‬الشرقي‭ ‬للمغرب،‭ ‬كالضرب‭ ‬المبرح‭ ‬وحتّى‭ ‬السرقة‭. ‬فهل‭ ‬يُبيح‭ ‬ذلك‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬التعميم‭ ‬المغرض‭ ‬والترويج‭ ‬لوجود‭ ‬انتهاكات‭ ‬منهجيّة‭ ‬جسيمة‭ ‬يرتكبها‭ ‬الأمن‭ ‬المغربي‭ ‬يوميّا‭ ‬ضدّ‭ ‬المهاجرين‭ ‬العُزّل‭ ‬ويُباركها‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬الشقيق‭!.‬

ملخّص‭ ‬الأمر‭ ‬أنّه‭ ‬من‭ ‬أوكد‭ ‬مهام‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الانتصار‭ ‬للقضايا‭ ‬العادلة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وإعلاء‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانيّة‭ ‬النبيلة‭ ‬ومناصرة‭ ‬الفئات‭ ‬الهشّة‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬اللاجئين‭ ‬والمهاجرين‭ ‬والقُصّر،‭ ‬غير‭ ‬أنّ‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬السقوط‭ ‬في‭ ‬أجندات‭ ‬استهداف‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭ ‬وشعوبها‭ ‬وتشويهها‭ ‬لمجرّد‭ ‬التغطية‭ ‬على‭ ‬واقع‭ ‬الانتهاكات‭ ‬المحليّة،‭ ‬مثلما‭ ‬تصنع‭ ‬أيضا‭ ‬معظم‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الخليجيّة‭!…‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 18 جويلية 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING