الشارع المغاربي – هل‭ ‬يسير‭ ‬الإتحادُ‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬إلى‭ ‬حَتفِه؟‭!‬/ بقلم: صالح مصباح

هل‭ ‬يسير‭ ‬الإتحادُ‭ ‬العام‭ ‬التونسي‭ ‬للشغل‭ ‬إلى‭ ‬حَتفِه؟‭!‬/ بقلم: صالح مصباح

قسم الأخبار

13 يوليو، 2023

الشارع المغاربي: قال‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬في‭”‬الإتحاد‭” ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬السالمي‭ ‬إن‭ ‬منظمة‭ ‬حشاد‭ ‬تعيش‭ ‬اليوم‭ ‬أزمة‭ ‬تفوق‭ ‬أزمتَيها‭ ‬في‭ ‬1978‭ ‬وفي‭ .‬1985‭ ‬و‭ ‬يبدو‭ ‬هذا‭ ‬القول‭ ‬صائبا‭ ‬لأنه‭ ‬شهادة‭ ‬شاهد‭ ‬من‭ ‬الأهل،‭ ‬ولأنه‭ ‬تأكيد‭ ‬لما‭ ‬صار‭ ‬يراه‭ ‬بالعين‭ ‬المجردة‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭. ‬فالإتحاد‭ ‬يعيش‭ ‬اليوم‭ “‬حالة‭ ‬بطالة‭” ‬بعبارة‭ ‬النقابي‭ ‬نفسه،‭ ‬وهي‭ ‬بطالة‭ ‬يرافقها‭ ‬تفكك‭ ‬هيكلي‭ ‬صار‭ ‬به‭ ‬كل‭ ‬هيكل‭ ‬قطاعي‭ ‬أو‭ ‬جهوي‭ ‬أو‭ ‬محلي‭ ‬بمثابة‭ ‬الكيان‭ ‬القائم‭ ‬بذاته،‭ ‬ولا‭ “‬سلطة‭ “‬لأحد‭ ‬على‭ ‬أحد،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أن‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬نفسه‭ ‬صار‭ ‬عاجزا‭ ‬عن‭ “‬التدخل‭ ‬لحل‭ ‬أبسط‭ ‬المشاكل‭” ‬بشهادات‭ ‬شاهد‭ ‬من‭ ‬أهله‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

1/ ‬فخاخ‭ ‬السلطة‭:‬

لعل‭ ‬أفدح‭ ‬خطأ‭ ‬أوقع‭ ‬فيه‭ ‬الإتحاد‭ ‬نفسه‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬2014‭ ‬هو‭ ‬انتقاله‭ ‬المتدرّج‭ ‬من‭ ‬موقع‭ ‬الشريك‭ ‬الإجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬الشريك‭ ‬السياسي‭. ‬وهو‭ ‬انتقال‭ ‬حاد‭ ‬به‭ ‬عن‭ ‬هواجس‭ ‬المجتمع‭ ‬والدولة‭ ‬إلى‭ ‬هواجس‭ ‬السلطة‭ ‬والحكم‭ . ‬وإنّ‭ ‬لذلك‭ ‬أشكالا‭ ‬ثلاثة‭ ‬شبه‭ ‬قاتلة‭.‬

أما‭ ‬الشكل‭ ‬الاول‭ ‬فخلاصته‭ ‬أن‭ ‬الإتحاد‭ ‬صار‭ ‬مكملا‭ ‬للسلطة‭ ‬،‭ ‬رديفا‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬موصولا‭ ‬بها،‭ ‬متحركا‭ ‬في‭ ‬فلكها،‭  ‬متوخيا‭ ‬دورا‭ ‬له‭ ‬فيها‭ ‬عنوانه‭ ‬المشترك‭ ‬بينه‭ ‬وبينها‭ ‬هو‭”‬حديثنا‭ ‬أمام‭ ‬الناس‭ ‬وحديثنا‭ ‬وحدنا‭”. ‬وترجمان‭ ‬ذلك‭ ‬غض‭ ‬للنظر‭ ‬متبادل‭ ‬عما‭ ‬يقترف‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬في‭ ‬مجاله‭ ‬وفي‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬يتلامسان‭ ‬فيها‭ ‬ويتماسكان‭.‬

و‭ ‬أما‭ ‬الشكل‭ ‬الثاني،‭ ‬المسنود‭ ‬على‭ ‬الأول،‭ ‬فهو‭ ‬الإستقواء‭ ‬المتهور‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬يظهره‭ ‬لفيفٌ‭ ‬من‭ ‬النقابيين‭ ‬وما‭ ‬يستتبعه‭ ‬من‭ ‬نفوذ‭ ‬يُحظَون‭ ‬به‭ ‬وتُحظى‭ ‬به‭ ‬دوائرهم‭ ‬العائلية‭. ‬وظاهر‭ ‬هذا‭ ‬الإستقواء‭ ‬شعار‭” ‬الإتحاد‭ ‬أكبر‭ ‬قوة‭ ‬في‭ ‬البلاد‭”‬،‭ ‬وباطنه‭ ‬الحصانة‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬حبل‭ ‬الوصل‭ ‬بالسلطة‭ ‬المعقود‭ ‬بالتواطؤ‭ ‬المتبادل‭ ‬عملا‭ ‬بمثل‭: ‬لقد‭ ‬دفناه‭ ‬معا‭”‬،‭ ‬ولا‭ ‬محايدة‭ ‬لأحد‭ ‬على‭ ‬أحد‭.‬

وأما‭ ‬الشكل‭ ‬الثالث‭ ‬فهو‭ ‬هرولة‭ ‬القادة‭ ‬النقابيين‭ ‬إلى‭ ‬المناصب‭  ‬في‭ ‬السلطة‭. ‬وبهذه‭ ‬الهرولة‭ ‬اخترقت‭ ‬السلطةُ‭ ‬الإتحاد‭ ‬بمعول‭ ‬قادة‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭. ‬وقد‭ ‬أظهر‭ ‬هؤلاء‭ ‬النقابيون‭ ‬الذين‭ ‬يحصّلون‭ ‬السلطة‭ ‬حرصا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭” ‬ملكيين‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الملك‭”. ‬وليس‭ ‬أدل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مما‭ ‬يجري‭ ‬اليوم‭ ‬بين‭ ‬قطاع‭ ‬التربية‭ ‬والسلطة‭ ‬بواسطة‭ ‬الوزير‭ ‬البوغديري‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أمينا‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬الإتحاد‭ ‬،‭ ‬واليعقوبي،‭ ‬صديقه،‭ ‬رأس‭ ‬الجامعة‭ ‬العامة‭ ‬للتعليم‭ ‬الثانوي‭. ‬فقد‭ ‬حيد‭ ‬الوزير،‭ ‬بمؤازرة‭ ‬صديقه،‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬الثانوي‭ ‬،‭ ‬والإستفراد‭ ‬بقطاع‭ ‬التعليم‭ ‬الأساسي‭ ‬استفرادا‭ ‬ذهب‭ ‬به‭ ‬الوزير‭ ‬إلى‭ ‬أقاصي‭ ‬التشدد‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬تنفيذ‭ ‬حرفي‭ ‬لما‭ ‬يرى‭ ‬رأس‭ ‬السلطة‭. ‬وزاد‭ ‬الوزير‭ ‬على‭ ‬إعفاء‭ ‬مديرين‭ ‬في‭ ‬الأساسي‭ ‬وعلى‭ ‬اقتطاع‭ ‬أجور‭ ‬مُدرّسيه‭ ‬،‭ ‬بحملة‭ ‬حط‭ ‬من‭ ‬منازل‭ ‬المعلمين‭ ‬لا‭ ‬تُحمَد‭ ‬عقباها‭ ‬التربوية‭ ‬والوطنية‭.‬

وبصفة‭ ‬مباشرة‭ ‬وتراكمية،‭ ‬ترتبت‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬يجمع‭ ‬بينها‭ ‬انحدارُ‭ ‬الإتحاد‭ ‬إلى‭ ‬الدرك‭ ‬الأسفل‭ ‬من‭ ‬الوهن‭. ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬اهتزاز‭ ‬ثقة‭ ‬المنظورين‭ ‬في‭ ‬منظمتهم،‭ ‬وظهور‭ ‬حالات‭ ‬من‭ ‬الإنسلاخ‭. ‬وقد‭ ‬ازداد‭ ‬ذاك‭ ‬الإهتزازُ‭ ‬بكون‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬الإتحاد‭  ‬طو‭ ‬أعضاء‭ ‬مكتبه‭ ‬التنفيذي‭ ‬قد‭ ‬أصابهم‭ ‬صمم‭ ‬وخرس‭ ‬إزاء‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬مركز‭ ‬الثقل‭ ‬التقابي‭ ‬الأول‭.‬

ومن‭ ‬ذلك‭ ‬الصورة‭ ‬الكريهة‭ ‬التي‭ ‬صار‭ ‬يحملها‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬عن‭ ‬النقابيين‭ ‬على‭ ‬الشياع‭. ‬وتنذر‭ ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬باندثار‭ ‬أدوار‭ ‬الإتحاد‭ ‬اندثارا‭ ‬به‭ ‬يختل‭ ‬التوازن‭ ‬المجتمعي‭ ‬أو‭ ‬تخرج‭ ‬المطالب‭ ‬الإجتماعية‭ ‬عن‭ ‬التأطير‭ ‬النقابي‭.‬

ومن‭ ‬ذلك‭ ‬الإستخاف‭ ‬الرسمي‭ ‬بالاتحاد‭ ‬وتجاهله‭ ‬تجاهلا‭ ‬مهينا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعلق‭ ‬بركبها،‭ ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬حاد‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وصار‭ ‬يقترح‭ “‬حوارا‭” ‬لا‭ ‬آذان‭ ‬له‭ ‬صاغية‭ ‬رسمية‭ ‬وغير‭ ‬رسمية‭. ‬وقد‭ ‬استغل‭ ‬رأس‭ ‬السلطة‭ ‬اليوم‭ ‬هذا‭ ‬التراكم‭ ‬من‭ ‬الأخطاء،‭ ‬فاقتدر‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬القادم‭ ‬مما‭ ‬وراء‭ “‬بلايك‭” ‬السياسة،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يطوّح‭ ‬بالاتحاد‭ ‬ويستصغره‭ ‬تطويحا‭ ‬واستصغارا‭ ‬لم‭ ‬يقدر‭ ‬عليهما‭ ‬سابقوه‭. ‬وزاد‭ ‬موقع‭ ‬السلطة‭ ‬،قوة‭ ‬إزاء‭ ‬الإتحاد،‭ ‬بمسكها‭ ‬برقاب‭ ‬قادة‭ ‬فيه‭” ‬لديهم‭ ‬ملفات‭” ‬على‭ ‬رأي‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬الإتحاد‭ ‬صلاح‭ ‬الدين‭ ‬السالمي‭.‬

2/‬إنطفاء‭ ‬الإتحاد‭ ‬في‭ ‬الخارج‭:‬

إنّ‭ ‬الحال‭ ‬التي‭ ‬صار‭ ‬عليها‭ ‬الإتحاد‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬والتي‭ ‬زاد‭ ‬تدهورها‭ ‬بشهادات‭ ‬تقابين‭ ‬فيه‭ ‬بصفات‭ ‬مبلّغين‭ ‬عن‭ ” ‬الفساد‭”‬،‭ ‬قد‭ ‬تعدت‭ ‬إلى‭ ‬صورته‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬فقد‭ ‬شارف‭ ‬هناك‭ ‬إشعاعه‭ ‬على‭ ‬تمام‭ ‬الإنطفاء‭. ‬فجهات‭ ‬الإقراض‭ ‬كفّت‭ ‬عن‭ ‬اشتراط‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإتحاد‭ ‬شريكا‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬اتفاق‭ ‬محتمل‭. ‬ومجلس‭ ‬إدارة‭ “‬منظمة‭ ‬العمل‭ ‬الدولية‭” ‬صرف‭ ‬نظرا‭ ‬عن‭ ‬الشكوى‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬إليه‭ ‬الإتحاد،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬ممثلَيها‭ ‬قد‭ ‬تغيبا‭ ‬عن‭ ‬الجلسة‭ ‬مع‭ ‬ممثلَي‭ ‬الإتحاد‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬النرويج‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬كان‭ ‬مقررا‭. ‬وليس‭ ‬ذلك‭ ‬صدفة‭. ‬فهو‭ ‬تأكيد‭ ‬لكون‭ ‬المنظمة‭ ‬الشغلية‭ ‬التونسية‭ ‬قد‭ ‬فقدت‭ ‬إشعاعها‭ ‬الداخلي‭ ‬فقدا‭ ‬لا‭ ‬بدّ‭ ‬أن‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬انطفاؤُه‭ ‬في‭ ‬الخارج‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المعيار‭ ‬الذي‭ ‬يحتكم‭ ‬إليه‭ ‬الخارج،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬جهة‭ ‬تقابية‭ ‬أو‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬حقوقية،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬الحظوة‭ ‬التي‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬ورصيد‭ ‬الثقة‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭. ‬لقد‭ ‬فرط‭ ‬الإتحاد‭ ‬في‭ ‬مكاسب‭ ‬أثيرة‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬تعدى‭ ‬صداها‭ ‬إلى‭ ‬الجارج‭.‬

‭ ‬لعل‭ ‬الإتحاد‭ ‬هو‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬مفصلية،‭ ‬فإما‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يكون‭. ‬فهل‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يفكك‭ ‬ملفاته‭ ‬التي‭ ‬تجلب‭ ‬له‭ ‬الضغط‭ ‬والإستضعاف‭ ‬وإن‭  ‬يتحمل‭ ‬المسؤوليات؟‭ ‬وهل‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬النقد‭ ‬الذاتي‭ ‬النزيه‭ ‬الصريح؟‭ ‬وهل‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يبعد‭ ‬قادته‭ ‬الذين‭ ‬فقدوا‭ ‬شرعيتهم‭ ‬ونقاوة‭ ‬صورتهم‭ ‬أمام‭ ‬التقابيين‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬،‭ ‬وهل‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يستعيد‭ ‬هاجس‭ ‬الذود‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬ومنظوريه‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭  ‬ركاب‭ ‬الحكم‭ ‬والسلطة‭ ‬؟‭ ‬وهل‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يعقد‭ ‬مؤتمرا‭ ‬ديمقراطيا‭ ‬ينتج‭ ‬قادة‭ ‬جددا‭ ‬ولوائح‭ ‬جديدة‭ ‬تستعيد‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬العريقة‭ ‬أدوارها‭ ‬الأصيلة‭ ‬وتدرك‭ ‬جيدا‭ ‬خانة‭ ‬الأصدقاء‭ ‬وخانة‭ ‬الخصوم‭ ‬،‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الذهنية‭ ‬المتكلسة‭ ‬والشعارات‭ ‬المفلسة‭ ‬والمنفصلة‭ ‬عن‭ ‬لحظتها‭ ‬التاريخية،؟‭!.‬

*نشر باسبوعية “الشارع المغاربي” الصادرة بتاريخ الثلاثاء 11 جويلية 2023


اقرأ أيضا

الشارع المغاربي


اشترك في نشرتنا الإخبارية



© 2020 الشارع المغاربي. كل الحقوق محفوظة. بدعم من B&B ADVERTISING